- العربى يطلب تقريرًا من رؤساء البعثات النوعية عن أحوال الحجاج بعد النفرة ويشدد على توفير الخدمات.. ورحلات العودة تبدأ غدًا للمتعجلين يبدأ حجاج بيت الله الحرام أول أيام التشريق بمشعر منى، غدا، حيث يقيمون داخل المخيمات لحين الانتهاء من رمى الجمرات ثلاثة أيام للمتأخرين ويومين فقط للمتعجلين. وتغير المشهد فى منى تماما خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، حيث تحولت المنطقة إلى مذبح كبير حيث حرص الآلاف من الحجاج على ذبح الهدى بأنفسهم. ويقضى معظم الحجاج أيام التشريق الثلاثة بمنى ويتوجهون بعدها إلى المسجد الحرام لطواف الإفاضة والسعى وبذلك تنتهى مناسك الحج لغير المتعجلين، فيما يتوجه الحجيج الذين وصلوا إلى مكة قبل الحج مباشرة إلى المدينةالمنورة لزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام، أما المتعجلون والذين انتهوا من زيارة قبر الرسول قبل المناسك فتبدأ رحلات العودة الخاصة بهم مساء غدٍ الأربعاء، من خلال الجسر الجوى الذى تنظمه شركة مصر للطيران. وطالب الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط ورئيس بعثة الحج الرسمية، رؤساء البعثات النوعية بالحج بتقديم تقرير كل فيما يخصه حول نتائج برنامج تصعيد الحجاج المصريين إلى عرفات ونفرتهم إلى مزدلفة ومنى للتأكد من سلامة جميع الحجاج، مشددا على ضرورة معالجة المرضى واستكمال إجراءات حالات الوفاة سواء بالدفن فى الأراضى المقدسة أو إعادتهم إلى البلاد بناء على رغبة ذويهم. وحرص رئيس بعثة الحج الرسمية على متابعة أحوال الحجاج المصريين، وذلك من خلال تقارير المتابعة التى تلقاها من رؤساء بعثات «سياحة، وقرعة، وتضامن»، ويجرى حصر الحالات المرضية والمتغيبين والبحث عن التائهين وإعادتهم إلى أماكن اقامتهم. وشدد العربى على ضرورة توفير جميع سبل الراحة للحجاج فى مشعر منى، وأهمية تواجد مشرفى البعثات، ولجان المتابعة بينهم والتدخل الفورى لمواجهة أى طارئ يواجه ضيوف الرحمن. وفى سياق متصل اطمأن يحيى راشد وزير السياحة على الخدمات التى تم تقديمها لضيوف الرحمن خلال يوم عرفة واستعدادات البعثة فى مشعر منى، مشددا على ضرورة التدخل الفورى حال وقوع أى مشاكل للحجاج، وإزالة أسباب الشكاوى بشكل فورى. وكان المسجد الحرام شهد ازدحاما شديدا وامتلأت شوارع منى بمئات الآلاف من الحجاج فى أول أيام التشريق مما أدى إلى صعوبة شديدة فى حركة الحجيج، ووسط هذا الزحام الشديد اضطر مئات الآلاف من الحجاج إلى السير على الأقدام لعدة كيلومترات للوصول إلى مشعر مزدلفة طوال ليلة أمس الأول، وحتى الساعات الأولى من صباح أمس، وتوجهت أعداد كبيرة منهم إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة. وامتلأت طوابق الحرم الثلاثة بالحجاج وهم يطوفون حول الكعبة المشرفة، كما امتلأت ساحات الحرم والشوارع المحيطة بضيوف الرحمن الذين يمضون يومهم الأول بعد رمى الجمرة والحلق والتقصير، قبل أن يعودوا إلى مشعر منى لقضاء أيام التشريق لرمى الجمرات الثلاث يومى الحادى عشر والثانى عشر من ذى الحجة للمتعجلين منهم. ورمى الحجاج، أمس، الجمرات التى ترمز إلى رجم الشيطان، من دون حوادث تذكر، وسط اجراءات مشددة تتخذها السلطات لضمان عدم تكرار مأساة العام الماضى. وأكد قائد قوات أمن الحج، الفريق خالد بن قرار الحربى فى تصريحات لوكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أنه لم تسجل أى حالة تؤثر فى تدفق الحجيج الذى بدأ الساعة الثانية عشرة من بعد منتصف ليلة أمس الأول، لتستمر الكثافة متوسطة إلى خفيفة حتى صلاة فجر الاثنين، لتبدأ بعد صلاة الفجر بنصف ساعة التحركات كأفواج بأعداد كبيرة من مزدلفة إلى جسر الجمرات، بالإضافة إلى تدفقات عبر القطار إلى منشأة الجمرات. وأوضح الحربى أن هناك مركزا خاصا للتحكم بالجمرات يتم من خلاله إدارة الحشود وأن عمليات الرمى تمت بكل سلاسة حتى غادر الكثير منهم منشأة الجمرات متوجهين إلى المسجد الحرام أو لذبح الهدى. وزادت السلطات من عدد الكاميرات التى تفصل بين كل منها امتار معدودة، والمثبتة فوق المسارات التى يسلكها الحجاج لمراقبة تحركاتهم. وانتشر مئات من رجال الأمن فى الطبقات الأربع لجسر الجمرات التى تصل بينها ممرات آلية. وعند كل من الجمرات الثلاث، يقوم رجال الأمن بتنظيم حركة الحجاج الذين يقوم كل منهم برمى سبع حصى. ووضعت بالقرب من الجمرات، منصة مرتفعة وقف عليها ثلاثة من رجال الأمن، يوجهون عبر اجهزة الاتصال اللاسلكية زملاءهم الموجودين على الأرض، ويلفتونهم إلى بعض الحجاج الذين يمضون وقتا طويلا فى عملية الرمى او يعرقلون حركة المرور. كما غلف الجدار الدائرى المنخفض الارتفاع الذى يحيط بالجمرات، بطبقة من الرغوة العازلة تتيح امتصاص الصدمة فى حال التدافع. ولقيت الإجراءات الاضافية استحسان الحجاج، ومنهم السعودية ابراهيم العايد (40 عاما) الذى اعتاد اداء الحج سنويا فى الماضى، الا ان المرة الأولى التى يؤدى فيها هذه الفريضة منذ عام 2006. وقال العايد لوكالة الصحافة الفرنسية أثناء عودته من رمى الجمرات إلى المخيم فى منى «كل شىء تغير بالكامل: فى السابق كان يجب الاستعداد قبل وقت لرمى الجمرات (...) اليوم، كل شىء حصل بسرعة». واضاف «ثمة تحسن ملحوظ».