- سراج الدين: المستقبل ساحة صراع.. والشباب العربي ثروة قادرة على التغيير بدأ خمسون باحثا من جنسيات عديدة، اليوم، أعمال مؤتمر "مستقبل المجتمعات العربية.. المتغيرات والتحديات"، بمكتبة الإسكندرية، والذي يستمر لأربعة أيام، وينتمي المتحدثون إلى مصر وتونس والجزائر والبحرين والسودان والمغرب والأردن وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وكندا. وبحسب رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية الدكتور خالد عزب، يطرح المؤتمر عدد من القضايا والملفات الهامة للنقاش؛ ومنها: "مستقبل الدولة القُطرية، الجهود العربية في الدراسات المستقبلية، مستقبل الإصلاح المؤسسي في مصر، التكنولوجيا والمستقبل العربي، مستقبل الإبداع في العالم العربي، والسياسات النقدية العربية والمستقبل العربي". وقال مدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين في افتتاح المؤتمر إن المجتمعات العربية "تشهد تحولات مصيرية في بنيتها الاجتماعية والثقافية تضعها أمام مفترق طرق". وأضاف: "من المؤكد الآن أن من يجهل مستقبله.. لن يستطيع السيطرة على حاضره، فالمستقبل الآن هو ساحة الصراع، كل تقدم تكنولوجي وتطور فكري وكل التحولات الاقتصادية والثقافية الحادثة في العالم هي مقدمات بسيطة للاتجاهات الكبرى التي ستشكل العالم في المستقبل الذي لم يعد محل انتظار بل موضع تحقق يومي". ورأى سراج الدين أن الوقت لم يفت بعد، "إذ أمام الشعوب العربية فرصة لتشكيل مستقبلها". وتابع: "على الرغم من أن النظرة الأولى إلى حال العالم العربي تشي بأزمات عميقة وشاملة تتراوح ما بين فشل مشروع الدولة الحديثة الذي انشغلنا به، وصعود الحركات الإرهابية واتجاهات التكفير والتطرف وتفشي الانقسامات المذهبية والطائفية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي توصف في معظم الأحيان بالمزمنة، وبالرغم من أن العنف والتطرف والإرهاب يرسم صورة قاتمة للمنطقة العربية، إلا أن من عناصر الاستبشار الكامنة في هذه المجتمعات أجيالها الشابة، التي تحلم بالحرية، بالغد الأفضل، وتسعى لتحقيق حلمها بأدوات عصرها، وتفكير عالمها الذي تعيش فيه، ثروة بشرية قادرة على التغيير إذا فتحت أمامها أسباب التمكين والتواصل الجيلي والثقافي والتاريخي". وتابع: "ولا يخفي أن الاستعداد للمستقبل يستدعي حيوية في التفكير والشعور وقدرة هائلة على تقبل الجديد واستعدادًا لاستيعاب التغيرات السريعة، وهي قدرات يتمتع بها الشباب العربي". واعتبر سراج الدين المؤتمر "تتويجًا للمساعي الدؤوب التي تبذلها مكتبة الإسكندرية لإفساح المجال أمام الدراسات المستقبلية باعتباره الحقل العلمي الذي ينبغي تركيز جهودنا المعرفية عليه لاستغلال الرؤى والمناهج والأفكار التي يطرحها من أجل صياغة خطاب مستقبلي خاصة بالمجتمع المصري والثقافة العربية إزاء العالم".