• غيرت محتوى البرنامج ليتناسب مع شخصيتى وإمكانياتى.. وعدم تغيير الديكور والاسم والجرافيك تحدٍّ كبير • لم أتلقَ تعليمات من إدارة on tv بالابتعاد عن الأخبار المعارضة للنظام.. والسياسة التحريرية لم تتغير • لن ألعب دور المفكرة على الشاشة.. ومهمتى توثيق المعلومات للمشاهد والتأكد من صحتها بنسبة 100% بكثير من التحدى والرغبة فى النجاح، تخوض الإعلامية مروة جاد الله أولى تجاربها فى تقديم البرامج التلفزيونية ب«مانشيت» الذى ارتبط باسم الإعلامى جابر القرموطى 7 سنوات، بدأت عام 2009، وانتهت الشهر الماضى برحيله عن قناة on tv. «الشروق» التقت مروة جاد الله، لتسألها عن كواليس ترشيحها لتقديم البرنامج خلفا للقرموطى، ولماذا اتصلت به بعد تلقى العرض مباشرة، وما الذى يمكن أن تقدمه لتحافظ على جماهيرية البرنامج خصوصا فى ظل المقارنة المستمرة مع مذيعة السابق، والى أى مدى تغيرت السياسة التحريرية؟. • من هى مروة جاد الله؟ أنا ابنة التلفزيون المصرى، عملت بالقسم الفرنساوى بقناة Nile tv بعد تخرجى فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة، قسم إذاعة وتليفزيون. أثناء فترة الدراسة سافرت إلى لندن، للتدريب، ثم عملت «برديوسر» للأخبار فى وكالة أنباء عالمية، عملت أيضا بالصحافة المكتوبة فترة قصيرة. لأنى لم أحب أن أستمر فى العمل باللغة الفرنسية كثيرا، حصلت على إجازة من ماسبيرو، واتجهت للعمل مراسلة إخبارية بتليفزيونات عربية، كان أولها التليفزيون القطرى، ثم تليفزيون أبو ظبى ودبى. ثم تركت مهنة المراسل، وشاركت فى تنفيذ عدد من الأفلام الوثائقية المهمه مع إحدى الشركات الخاصة، منها على سبيل المثال سلسلة حلقات عن الثورة الليبية عرضت على قناة الجزيرة، وحلقات أخرى بعد ثورات الربيع العربى اسمها «غنى حرية» بعد الثورة، تم بثها على قنوات OSN. وخلال ثورة 25 يناير عملت مع التليفزيون الإسبانى والسويسرى، ثم تعاونت مع ON TV بشكل غير مباشر، من خلال البرنامج الاستقصائى «أول الخيط»، الذى كانت تنتجة شركة خاصة أيضا وتعرضه ON، وكانت تقدمة الزميلة لينا الغضبان. ثم جاءت بعد ذلك تجربة ON LIVE لأكون مذيعة نشرة الأخبار فى فبراير 2014، واستمر تواجدى حتى أسندت لى فرصة تقديم«مانشيت». • كيف استقبلت ترشيحك لتقديم برنامج«مانشيت«؟ بعد رحيل زميلى الإعلامى جابر القرموطى بيومين، نهاية شهر رمضان الماضى، عرضت على إدارة القناة تقديم برنامج «مانشيت»، ولا أنكر أننى «اتخضيت» فى البداية، لأن تقديم برنامج مرتبط باسم مذيع لمدة 7 سنوات هو أمر فى غاية الصعوبة. وعلى الرغم من أن فكرة تغيير المذيع مسألة شائعة وتكررت فى برامج كثيرة مهمه مثل «90 دقيقة»، و«العاشرة مساء»، إلا أن «مانشيت» أكثر صعوبة، لأن مذيعة السابق جابر القرموطى إلى جانب تمتعه بشعبية كبيرة، نجح أيضا أن يفرض شخصيته على البرنامج. ولأن هذه أول مرة أقدم برنامجا يحمل اسمى، والتحدى كبير جدا، استشرت شخصيات إعلامية كثيرة، وكان فى مقدمتهم جابر القرموطى نفسه، وكنت حريصة على أن أكون أول من يتصل به ويعلمه بالخبر، حرصا على زمالتنا وصداقتنا الممتدة. وبعد فترة من التردد، اتخذت قرارا بقبول التحدى، وأن أخوض تجربة تقديم برنامج «مانشيت» رغم علمى بأنها مغامره كبيرة، ولكن مع إجراء بعض التعديلات على البرنامج ليكون مناسبا لطبيعة شخصيتى وإمكانياتى. • ما هى التحديات التى تواجهك؟ التحدى الأول الذى يواجهنى أن اسم البرنامج وديكوره والجرافيك الخاص به لم يتغير، وبالتالى لم أكن أملك تغيير شىء فى البرنامج الا المحتوى، وهو الأمر الذى ركزت عليه، خصوصا أن البرنامج تغير موعده إلى الساعة التاسعة مساء، وأصبح متاحا له أن يتناول صحافة الغد وليس اليوم كما كان يحدث. التحدى الثانى، يتمثل فى عامل الوقت، بعد اختصار مدة البرنامج إلى ساعة واحدة، فقررت أن أقسم البرنامج إلى عدة فقرات، حتى لا تطغى نوعية من الأخبار على غيرها، أو أن يتم تناول موضوع واحد فى الحلقة بالكامل. كما فكرنا أن يتميز البرنامج عن غيره بأن يهتم أكثر بالصحافة العالمية والعربية، لننقل للمشاهد ما يقال عن مصر فى الخارج، وهذه الجزئية أعتبرها مصدر تميز البرنامج، لأنى قادرة على التحدث بأكثر من لغة، وهذا يمكننى من الاطلاع أكثر على ما يقوله العالم. أما بالنسبة لشكل الفورمات، فكان من المستحيل الاحتفاظ به، لأنه كان خاصا بجابر، ولا يستطيع تنفيذه سواه، فضلا عن أن ما كان يفعله لا يشبهنى على الإطلاق. • الأداء المختلف للقرموطى كان أكثر ما يلفت الانظار ل«مانشيت»، ما هى الأدوات التى ستعتمدى عليها للحفاظ على جماهيرية البرنامج؟ على الرغم من أننى مقتنعة تماما بأنه لا مفر من المقارنات مع جابر، وأعترف بأنها تزيدنى «توترا»، إلا أننى اتخذت قرارا منذ اليوم الأول ألا التفت اليها، على الأقل خلال الأسبوع الأول، لأن كل يوم أقوم بإجراء تعديلات على البرنامج. والحقيقة أنا لا أغضب من المقارنات التى بدأت منذ لحظة الإعلان عن تقديمى ل«مانشيت»، مادامت فى إطار الرأى، وبالفعل كنت أتوقعها، بل وأعتبرها جزءا من التحدى. ولا أراهن على الذى يقارن ويرفضنى طول الوقت لأنه لن يغير رأيه، ولكن أراهن على الجمهور العادى، وأتمنى أن أثبت للمشاهد أن الشكل الجديد للبرنامج يستحق أن ينال إعجابه. وإذا افترضنا أن أحمد المسلمانى وجابر القرموطى هما الأنجح فى تجربة برامج الصحافة بالفضائيات المصرية، فأنا أرى أن شخصية المذيع لا تأتى من فراغ، فمثلا المسلمانى، شخص يقرأ كثيرا خاصة التاريخ، لذلك هو قادر على ربط ما يحدث اليوم بالتاريخ، وبالتالى هو أخذ من شخصيته للبرنامج. نفس الكلام ينطبق على القرموطى، فلأنه شخص قريب من الناس جدا، فاستغل بساطته فى أن ينقل الأحداث للمشاهد العادى بطريقة سهلة. والميزة الموجودة فى شخصيتى، وأتمنى أن أنجح فى استغلالها بالبرنامج، أننى مذيعة أخبار منفتحه على كل ما يحدث فى العالم، ولست منغلقة أو مكتفية بمتابعة ما يحدث فى مصر. كما أننى عملت كثيرا فى الأفلام الوثائقية والاستقصائية، وبالتالى سأستغل كل ذلك فى أن أتحقق من كل الأخبار وأتأكد من صحتها بنسبة 100 % قبل أن أتناولها فى «مانشيت». أما بالنسبة لشخصيتى، فأعتقد أنها ستظهر مع مرور الوقت. • إلى أى مدى ستتغير السياسة التحريرية للبرنامج برحيل القرموطى وتغيير مالك القناة؟ السياسة التحريرية للبرنامج كما هى لم تتغير برحيل جابر، وأدعى أننى حتى الآن لم أتلق أى نوع من التعليمات أو الملاحظات من جانب إدارة القناة، تتعلق بما يتم تناولة فى البرنامج. والحقيقة أننى أحدد لنفسى سياسة تحريرية، ومهما كان الخبر لصالح المعارضة أو «المطبلاتية» فالفيصل بالنسبة لى دائما سيكون مدى صحته. وأعرف، أن هناك من يردد بأننى ممنوعة من التحدث فى السياسة، وأستبعد الأخبار المعارضة، ومثل هذه الشائعات والأقاويل لن ينفيها إلا ما نتناوله بالفعل فى البرنامج. وأريد أن أوضح للجميع، أنه اذا كان هناك خبرا صحيحا يعارض الحكومة أو النظام، سأحرص على تناوله حتى لا أسقط مهنيا على الأقل أمام نفسى. • يكتفى مذيع النشرات عادة بنقل الخبر حتى إذا تعارض مع وجهة نظرة.. ماذا ستفعل مروة جاد الله؟ وجهة نظرى تظهر بوضوح فى الفقرتين الثانية الخاصة بالصحافة العربية والعالمية، والفقرة الأخيرة التى نحاول فيها التأكد من بعض الأخبار المشكوك فى صحتها. لكن فى النهاية هذا الرأى سيكون مرتبط بضرورة تصحيح خطأ وليس رغبة فى إبداء الرأى، فأنا لن أقدم شخصية المفكرة على الشاشة، وأفرض على المشاهد وجهة نظرى، مهمتى فى البرنامج، أن أسعى بقدر الإمكان إلى توثيق المعلومات للمشاهد، وأخبره بالجديد عندما يتوافر. لكن ليس دورى على الإطلاق أن أتفرغ للتنظير، وأن أحاول اقناع المشاهد بأن وجهة نظرى صحيحة.