بعد قرار وزير الآثار خالد العناني، ببدء دراسة الحالة المعمارية والإنشائية لقصر محمد علي باشا بشبرا الخيمة، لترميمه وإعادة افتتاحه، بما يناسب قيمة المكان الأثرية والتاريخية، نعرض أهم المحطات التاريخية في إنشاء القصر. اختار محمد علي شبرا الخيمة كما تسمى اليوم لبناء قصر له في العام 1223هجري، 1809 ميلادي، أي قبل مذبحة القلعة. حرص الوالي محمد علي على اختيار موقع يطل على النيل، وصلته مساحته إلى 50 فداناً، استولى فيها على عدة قرى وإقطاعيات، وشرع في بناء قصره وغرس في البساتين والأشجار. وأثناء البناء، سقط سقف القصر فأعيد بناؤه مرى أخرى، لتستمر مرحلة بناء القصر حوالي 13 عام ابتداء من عام 1808 م حتى عام 1821 م وقد إضيفت إليه سرايا الجبلايا عام 1836 م وهو عبارة عن مساحة مستطيلة أبعادها 76.5 متر × 88.5 متر ويتكون من طابق واحد ويفتح بأواسط أضلاعه أربعة أبواب محورية يتقدم كل باب سقيفة ويشغل كل ركن من البناء حجرة تبرز من الواجهة كأنها برج ويتوسط البناء حوض تتوسطه نافورة تنخفض عن أرضية البناء. واشرف علي الإنشاء مشيد عمائره ذو الفقار كتخدا، وجاءت عمارة القصر علي نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل، وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد علي اختيار طراز معماري من تركيا، هو طراز قصور الحدائق والذي شاع في تركيا علي شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة، ويعتمد هذا التصميم في جوهره علي الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد، وتتناثر في هذه الحديقة عدة مبان، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة، كما يضم عدداً من السواقى لتوفير المياه للقصر والحدائق. وقد اشتهر القصر باسم قصر الفسقية لوجود نافورة كبيرة به، وللوصول إلى القصر قام محمد على بالأمر بإنشاء شارع شبرا وفي عام 1847م كانت بداية شارع شبرا، وكان هدف محمد على أن يحول هذا الشارع إلي مكان للنزهة والترويح خارج عاصمته مصر، وحتى يتحقق ذلك جاء القرار بأن يكون الشارع أعرض شوارع مصر في هذا العهد، وأكثرها استقامة. كان العناني تفقد صباح اليوم، متحف قصر محمد علي بمنطقة شبرا الخيمة للوقوف على حالة المبنى المعمارية والإنشائية، تمهيدا للبدء في مشروع ترميمه. يذكر أن متحف قصر محمد علي بشبرا الخيمة مغلق منذ عام 2012 نظرا للحالة المتردية التي وصل إليها المبنى، كما حدث له أضرار بالغة جراء الحادث "الإرهابي" الذي تعرض له مبنى الأمن الوطني خلال عام 2015.