أسفر الانفجار الذى استهدف مبنى الأمن الوطنى بشبرا الخيمة فى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، عن حدوث بعض التلفيات بقصر محمد علي بحي شبرا، الواقع على بعد 500 متر من مبني الأمن الوطني. قال الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، إنه تبين من المعاينة المبدئية للقصر وجود بعض التلفيات بسراى الفسقية، منها سقوط نجفة إضاءة حديثة وتحطيم لبعض حشوات بابان يقعا بجوار حجرة الصالون، وتحطم بالحشوة الوسطى بحجرة الطعام، وسقوط 21 شباكا، وتحطم الزجاج الملون داخل السدابات الخشبية. وأضاف "الدماطي" أن الانفجار أثر كذلك على سراي الجبلاية، حيث تبين سقوط الشراعات التي تعلو المدخل الغربي والشرقي وتحطم الزجاج المعشق بها، بالإضافة إلى وجود شروخ خطيرة بأرضية وحوائط وأسقف السراي، خاصة الركن الشمالي الغربي والجناح الشمالي، مؤكداً على سلامة برج الساقية وعدم تأثره بالانفجار وسلامة حالته الإنشائية. وأوضح الوزير أنه أصدر توجيهاته للدكتور مصطفي أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور محمد عبد اللطيف، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، بسرعة تشكيل لجنة أثرية وهندسية لحصر التلفيات التي وقعت بالقصر، وبدء ترميم ما تأثر منه على الفور. من جانبه، قال الدكتور محمد عبد اللطيف، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، إنه تم حصر التلفيات التي أصابت قصر محمد علي، وسيتم عقد اجتماعات أخري لكي يتم الوقوف علي حالة القصر وترميمه. افتتح قصر محمد على باشا بشبرا الخيمة فى 26/12/2005 والذى بنى قبل مائتى عام بعد انتهاء وزارة الثقافة من ترميمه وتطويره كمركز عالمى لاستضافة المؤتمرات وكبار الزوار وكمزار سياحى، وذلك بتكلفة 50 مليون جنيه. شهد قصر محمد على باشا أحداثا تاريخية مهمة في تاريخ مصر الحديثة، ويعد تحفة معمارية نادرة علي مستوي العالم، خاصة أنه جمع في عمارته وفنونه بين العالمين الغربي والإسلامي، ويبلغ عمره 200 عام. بدأ محمد علي بناء قصره في شهر ذي الحجة سنة 1223ه، وأشرف علي الإنشاء مشيد عمائره، ذو الفقار كتخدا، وكان أول منشآت القصر سراي الإقامة وكان موضعها وسط طريق الكورنيش الحالي، وكان ملحقا بها عدة مبان خشبية لموظفي دواوين القصر والحراسة، إضافة إلي مرسي للمراكب علي النيل. وفي عام 1821، أضيفت إلي حديقة القصر "سراي الفسقية" التي مازالت باقية حتي الآن، وتتكون من مبني مستطيل "76 مترا ونصف المتر في 88 مترا ونصف المتر"، أما التصميم الداخلي للسراي ففريد من نوعه، حيث يعتمد علي كتلة محورية عبارة عن حوض ماء كبير "61 مترا في 45 مترا ونصف المتر" وبعمق2,5 متر، مبطن بالرخام المرمر الأبيض. ويتوسط الحوض نافورة كبيرة محمولة علي تماثيل لتماسيح ضخمة ينبثق الماء من أفواهها، وفي أركان الحوض أربع نافورات ركنية، ويلتف حول حوض الفسقية رواق يطل علي الحوض ببواكي من أعمدة رخامية يبلغ عددها مائة عمود، وبعد ذلك بعدة سنوات أضيفت إلي حديقة القصر "سراي الجبلاية" الباقية هي الأخري حتي الآن.