المستشار السابق أمضى الليلة فى «حجز» المتهمين فى جرائم مالية وحوادث الطرق جنينة لمأمور القسم: سأكون محبوسا مثاليا وملتزما بلائحة السجون المأمور يداعبه: الحبس عندنا مكيف.. وجنينة يقرأ القرآن ويردد: الحمد لله.. الحمدلله همس بين الضباط حول ملفات الداخلية التى طلبها خلال عمله فى الجهاز المركزى للمحاسبات قضى المستشار هشام جنينة، أمس الخميس ليلة وصفها مقربون منه بأنها «طبيعية» داخل محبسه بقسم شرطة القاهرة الجديدة فى التجمع الخامس، بعد أن رفض دفع الكفالة المالية التى قدرتها النيابة ب10 آلاف جنيه لإخلاء سبيله على ذمة القضية. تم بعدها ترحيل المستشار من سراى نيابة أمن الدولة العليا إلى قسم شرطة القاهرة الجديدة فى عربة مصفحة، وتبعه فريق دفاعه بحقيبة ملابسه، وأكد محاميه على طه، أنه زاره داخل محبسه بالقسم بعد دخوله مباشرة، وتمكن من إدخال مروحة وغطاء له، موضحا أنه «قضى ليلته فى حجرة جيدة بها كنبة». وقال المحامى حاتم عبدالعظيم، هضو هيئة الدفاع، إن مسئولى القسم رفضوا لقاء المحامين بجنينة مرة أخرى فى ساعة متأخرة من مساء الخميس، وأخبروهم بأن «جنينة نفسه يرفض مقابلة أى شخص» وسمحوا بإدخال بعض المتعلقات والأدوية، مؤكدا أن جنينة لا يستهدف تحقيق «شو إعلامى» أو دور سياسى، لكنه يرى أنه لم يرتكب جرما يستوجب إخلاء سبيله بكفالة، ومن المقرر أن يمثل جنينة أمام محكمة جنح القاهرة الجديدة الثلاثاء المقبل لبدء محاكمته. وقال مقربون من المستشار هشام جنينة إنه قضى الساعات الأولى داخل محبسه وهو متماسك، وانه دخل قسم الشرطة بابتسامة بعد ساعات لم ير فيها النوم وهو يعد مذكرة دفاعه أمام المحققين. وشوهد جنينة فور دخوله قسم شرطة القاهرة الجديدة مصحوبا إلى مكتب المأمور، وأن جنينة أبلغه بأنه سيطبق جميع التعليمات الخاصة بالحبس، وأنه سيكون «محبوسا مثاليا»، ضاحكا مع المأمور الذى أكد له أن حجز قسم القاهرة الجديدة من الأماكن الحديثة وبه تكييف فى كل غرفة، وأنه سيلقى «حسن ضيافة» حتى موعد الجلسة، ووجه المأمور سؤالا للمستشار المحبوس: «معاك مقتنيات تحب وضعها فى الأمانات»، فضحك جنينة وقال، إنه أعد نفسه ليكون محبوسا وفق اللائحة التنفيذية للمسجونين. وأضاف أنه تقدم إلى المأمور ليسلمه مقتنياته كاملة، والحقيبة التى أحضرها معه، وبها ملابس داخلية، وترينج أبيض، وحذاء، وبعض الأدوية، وزجاجات مياه، وفور تسليمه الحقيبة أجرى جنينة اتصالا هاتفيا بأسرته طمأنهم على صحته، وأنه اتخذ طريقه القانونى. بعدها طلب جنينة من مأمور القسم أن ينفذ القانون معه حتى لا يتعرض للحرج، وقدم له الشكر والتحية على استقباله وتقديم جميع التسهيلات له خلال استقباله بالقسم لتنفيذ الحبس الاحتياطى. وطلب جنينة للمرة الثالثة على التوالى إرساله إلى غرفة الحجز لتنفيذ القانون، ووقف رجال الشرطة فى القسم وبينهم المجندون وأمناء الشرطة يتراقبون ماذا سيحدث مع رئيس أكبر جهاز رقابى فى مصر، وهل سيتم إدخاله حجز القسم مع المسجلين خطر والمحبوسين الجنائيين، أم لا، ودارت الحوارات الجانبية بين ضباط الشرطة فى القسم عن تقارير جنينة حول أموال وزارة الداخلية، وطلبه السماح بدخول رجال الجهاز المركزى للمحاسبات إلى الوزارة للتفتيش ومراجعة ملفاتها المالية، إذا كانت تتفق مع القانون واللوائح، كما تطرق همس العاملين بالقسم إلى طلب جنينة إيفاد الجهاز بالمراجعات المالية لوزارة الداخلية خلال فترة تولى حبيب العادلى. وجه المأمور بنقل جنينة إلى غرفة الحجز المخصصة للمتهمين فى مخالفات المالية، أو حوادث طرق، ووصل جنينة الغرفة فى نحو الحادية عشرة ونصف الساعة مساء الخميس، وتتسع لعشرة متهمين، وتبلغ مساحتها نحو 16 مترا مربعا، وبها جهاز تكييف، وسرير، والتزم جنينة فور دخوله الغرفة بقراءة آيات من القران الكريم. فيما منعت خدمات القسم أى زيارة له نهائيا، بما فيها زيارة عدد من مستشاريه وهيئة الدفاع عنه، وسمح مأمور القسم بتوصيل أى أشياء لا تتعارض مع القانون يمكن إدخالها له، فيما فضل المستشار جنينة الصمت أمام الأسئلة التى وجهت له من ضباط القسم حول القضية خلال نزوله من سيارة الترحيلات «المصفحة» وتسجيل دخوله للقسم وتسلم متعلقاته، وظل يردد جملة «الحمد لله.. الحمد لله». اقرأ أيضا: جنينة يعود إلى منزله بعد سداد الكفالة