- مساجد البدرشين تؤدى صلاة الغائب على روح قائد الطائرة المنكوبة أطفأ المنزل الكبير الواقع فى منتصف مدينة البدرشين بجنوب الجيزة أنواره، وفرض الصمت خيوط حصاره حول المسكن الذى طالما ضج بأصوات الحياة حدادا على محمد على شقير الشهير بمحمد بهجت، قائد الطائرة المصرية المنكوبة إيرباص 320، التى سقطت فى مياه البحر المتوسط على بعد 290 كيلومترا من سواحل الإسكندرية خلال رحلتها من مطار شارل ديجول الفرنسى إلى القاهرة. أغلق أهل محمد منزلهم وأطفأوا أنوارهم منطلقين إلى مطار القاهرة، حيث تجمع ذوى الضحايا، فى انتظار كلمة النهاية، راجين الله أن يكون هناك متسع من أمل ينبأهم بأن نجلهم الذى اشتهر بين أبناء جيله بدماثة الخلق، وحسن السيرة، مازال على قيد الحياة، وأن الطائرة لم تتحطم، تهفو قلوبهم وعقولهم لعدم تصديق الروايا التى تأتى بين لحظة وأخرى بالعثور على حطام للطائرة. المشهد فى مدينة البدرشين كان مختلفا ليلة أمس الأول، الجميع من أقارب وأصدقاء محمد ظلوا فى حالة ترقب، فما إن تخرج سيارة تحمل فوق منها مكبرات الصوت معلنة وفاة أحد أبناء المدينة حتى ينطلق الجميع نحوها أو بالقرب من الشرفات يتحسسون اسم المُعلن عن وفاته خشية أن يكون محمد الذى يبلغ من العمر نحو 36 عاما. كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل عندما خرج سامح شقير ابن عم قائد الطائرة المنكوبة، ناعيا محمد ليقطع خيط الأمل الذى تعلق بيه أصدقاء محمد، بيقين الرحيل، قائلا «على حسابه الشخصى «لا الله إلا الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون، استشهد كابتن طيار محمد سعيد على على شقير الشهير بكابتن محمد بهجت شقير، على إثر سقوط طائرة مصر للطيران». عقب صلاة الجمعة، أمس، أعلنت مساجد البدرشين أداء صلاة الغائب على أحد أبناء المدينة التى يشهد له أبناؤها باجتهاده وطموحه الذى لم يكن له حدود. على الرغم من صغر سنه إلا أنه كان يشتهر فى وسط أقرانه بشركة مصر للطيران بكفاءته العالية، حيث يقول أحد أصدقائه، إنه عندما يصل عدد ساعات الطيران التى يقوم بها أحد الطيارين إلى ألف ساعة يصنف بعد ذلك كواحد من الطيارين المهرة، مضيفا محمد وهو فى مرحلة عمرية ليست كبيرة كمتوسط لعمر طيار بخبرته، قام ب6 آلاف ساعة طيران، وهو رقم ليس من السهل لطيار فى عمره القيام به.