** الجزائرى رياض محرز أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى وبطل معجزة «الثعالب: « ** الفراعنة أبهرونى و«الصقر» يعجبنى ضجة مباراة أم درمان جعلتنى أتابع منتخب بلادى لأول مرة ** كنت لاعب «شوارع» فى فرنسا.. وبدأت حياتى فى نادى درجة «سابعة».. ووافقت على الانتقال إلى ليستر وأنا لا أعرف عنه شيئا.. والمغامرة مطلوبة ** سمعت عن ميدو.. صلاح رائع.. أسعى للقاء الننى.. ** لم أكن أعلم أننى أول لاعب عربى وأفريقى يتوج بتلك الجائزة.. ولكنى لست الأفضل على الإطلاق
كثيرون هم النجوم الذين كتبوا تاريخا ذهبيا للكرتين العربية والأفريقية فى سجلات الكرة العالمية، والمؤكد أن لا الذاكرة ولا المساحة تكفى لسرد قائمة بأسماء وتاريخ نجوم وهبوا الكرتين العربية والأفريقية مجدا. وكان آخر من انضموا لتلك القائمة الذهبية، كذلك الشاب الجزائرى رياض محرز مهاجم وهداف فريق ليستر سيتى، الذى فاجأ العالم كله بفرض نفسه أفضل لاعب فى أقوى وأشرس وأمتع وأغنى وأشهر دوريات العالم على الإطلاق، ألا وهو الدورى الإنجليزى الممتاز. دخل التاريخ من الباب الواسع، بعدما بات أول لاعب عربى وأفريقى يتوج بجائزة أفضل لاعب فى «البريميرليج»، قبل أن يقود فريقه «الثعالب» لمعجزة كروية حقيقية بالفوز بالدورى الأقوى فى العالم للمرة الأولى فى التاريخ، وكان هو أحد أبطال وصناع تلك المعجزة. قبل أقل من 4 أشهر، وتحديدا فى الأسبوع الأخير من يناير الماضى، التقيت محرز فى الجزائر، على هامش احتفالية تتويجه أفضل لاعب جزائرى للعام 2015 فى استفتاء جريدة «الهداف» الرياضية الجزائرية، وهى الاحتفالية التى كان محمد أبوتريكة نجم مصر والأهلى المعتزل ضيف شرفها، بل كان هو من توج الشاب النحيف، محرز، بالجائزة. وقبل تكريمه وتتويجه، تحدثت مع محرز على مأدبة غذاء خاصة كان قد أقامها على شرف أبوتريكة، فى حضور والدته، وصديق شخصى لمحرز وهو شاب تونسى. وكنت أنتظر دوما الوقت المناسب لنشر حوارى مع نجم الكرة الجزائرية، ولم أجد أفضل من تلك الفرصة بعد تتويجه الفريد فى الدورى الإنجليزى، وهو الحوار الذى استكملته مع نجم الثعالب والبريميرليج عبر الهاتف بمساعده صديق إعلامى جزائرى قبل أيام قليلة. انبهرت بمنتخبكم وقائدكم كان من الطبيعى، أن يكون سؤالى الأول مع النجم العربى، عن معلوماته عن الكرة المصرية، خاصة بعد أن علمنا أنه ولد وعاش فى فرنسا. واعترف محرز بأسف وكثير من الخجل أن معلوماته عن الكرة العربية والأفريقية محدودة للغاية، مؤكدا أن مصدر علمه الوحيد هو ما ينقله إليه الإعلام الفرنسى والعالمى فقط، ولكنه ابتسم فى وجهى، وقال: «كل ما أعرف عن الكرة المصرية، هو ما شاهدته بالمشاركة المميزة لمنتخبكم فى بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2010 فى غانا والتى توجتم أبطالا لها». وتابع: «أكثر من أدهشنى، وأبهرنى، أننى علمت وقتها أن منتخبكم فاز بالبطولة للمرة الثالثة على التوالى، رغم أنه خاض البطولات بقائمة من أغلبها من اللاعبين المحليين، وتفوق على منتخبات أفريقية كبيرة يمتلك لاعبين مميزين، نالوا شهرة عالمية كونهم يلعبون لأندية أوروبية كبيرة، مثل الكاميرون ونيجيريا وكوت ديفوار وغانا، منتخبكم كان يحقق نتائج لافتة ويقدم عروضا جميلة. وزاد إعجابى بمنتخبكم لأنه تجاوز سريعا فى بطولة أفريقيا 2010 كبوة إخفاقه قبلها بشهرين فقط فى التأهل لكأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا. واستطر قائلا: «للعلم تابعت مباراة مصر والجزائر الفاصلة المؤهلة للمونديال والتى أقيمت فى «أم درمان»، وسبقتها ضجة كبيرة فى وسائل الإعلام الجزائرية والفرنسية، وكان تلك أول مباراة أتابعها باهتمام لمنتخب بلادى، كان عمرى وقتها 18عاما، قبل أن يتم استدعائى للعب له وشاركت فى مباراة واحدة فى مونديال البرازيل 2014 أمام بلجيكا». وعاد، ليواصل حديثه عن منتخب مصر، وقال: «المهم إننى أتذكر جيدا أننى كنت أسأل دوما: هل حقا منتخب مصر فاز بالبطولة بلاعبين محليين؟.. كنت مبهورا حقا». ومن رؤيته ومشاهدته لمنتخب مصر فى بطولة كأس الأمم الأفريقية، سألناه عن اللاعبين المصريين الذين تابعهم أو يعرفهم؟. وبدون تردد أجاب: «فى بطولة غانا، أتذكر جديدا أن منتخبكم كان يقوده قائد مميز، أتذكر أنه كان يرتدى القميص رقم «17»، وعندما أخبرناه باسمه، ابتسم وقال مهللا: «نعم.. نعم.. أحمد حسن.. إنه قائد بارع ورائع». ميدو وصلاح والننى وأبوتريكة قبل أن نغلق ملف الكرة المصرية، وبحكم احترافه فى الدورى الإنجليزى، سألنا رياض محرز، عن محمد الننى نجم الكرة المصرية المحترف فى الأرسنال الإنجليزى، أجاب: «بالتأكيد علمت بصفقة انتقاله للأرسنال، وسائل الإعلام الإنجليزية تحدثت كثيرا عنه، ولكن حتى الآن لم ألتقه. ولكن هذا سيحدث قريبا، فخور جدا بوجوده فى ناد كبير بحجم أرسنال، كما أكون فخورا دوما بأى لاعب عربى محترف فى إنجلترا أو أى من الدوريات العالمية الكبرى، مثل لاعبكم الرائع محمد صلاح المحترف فى روما الايطالى، حقا انه لاعب موهوب، ويستحق مكانه أكبر، وخلال وجودى هنا فى انجلترا، سمعت من أبناء الجاليات العربية عن أحمد حسام ميدو، وانه كان يلعب هنا فى توتنهام. وأثناء الحوار، توقف محرز، ووجه سؤالا إلى أبوتريكة الذى كان يجلس أمامه على مأدبة الغذاء، وقال له: «أنت لاعب كبير وتمتلك موهوبة وصفوها لى بالساحرة، الكل فى الجزائر يحبك، وعلمت أنك قدت ناديك الأهلى ومنتخب بلادك للعديد من البطولات الأفريقية والدولية، وعندما سألتهم أين كان يحترف، فوجئت بأنك لم تخض أى تجربة احترافية.. كيف هذا؟. وابتسم أبوتريكة، وأجابه: «تلقيت الكثير من عروض الاحتراف، وكدت أن أسبقك للاحتراف فى الدورى الإنجليزى، ولكن أنا عاشق للنادى الأهلى، ولم أستطع يوما أن أغادره، خضت فقط تجربة احترافية قصيرة على سبيل الإعارة فى نادى بنى ياس الإماراتى.. أنا سعيد وفخور بما قدمته للنادى الأهلى ولمنتخب بلادى». وارتسمت علامات التعجب على وجه محرز، وكانت تكفى وتغنى عن أى تعليق. لاعب شوارع.. درجة سابعة وعن حكايته مع كرة القدم، قال محرز: «لا أمتلك تاريخا حتى الآن لكى أحكيه، كل ما يمكننى قوله إننى «لاعب شوارع»، نعم إنها الحقيقة، أنا لست خريجا فى إحدى أكاديميات كرة القدم، ولدت فى فرنسا، وتحديدا مدينة «سارسيل»، ومارست الكرة على سبيل الهواية والمتعة فقط فى شوارع المدينة، حتى سن 16 عاما، كان والدى الذى توفى، مؤمن بقدراتى وموهبتى، وساعدنى كثيرا، كانت البداية العام 2009 فى ناد فرنسى متواضع يلعب فى دورى القسم السابع يدعى «كويمبر»، وبعد عام واحد انتقلت لدورى الدرجة الثانية عبر فريق الاحتياطى لنادى «لوهافر» لعبت له 4 سنوات وحتى عام 2014، قبل أن انتقل للدورى الانجليزى عن فريق ليستر سيتى، وقتها أخبرنى المسئولون فى نادى لوهافر أن هناك أندية فرنسية كبيره ترغب فى التعاقد معى، كنت أعرف أنه لا مكان للاعب مغمور مثلى فى تشكيلة أساسية بناد كبير، ورحلت لإنجلترا مفضلا نادى ليستر المغمور، وتعرضت حينها لحرب إعلامية شرسة من الصحف الفرنسية.. كان على أن أغامر، المغامرة شىء جيد فى عالم كرة القدم. فى أول موسم لى مع فريق الثعالب نجونا من الهبوط، وهذا الموسم نحقق معجزة حقيقية. معجزة قال عنها مؤلف الفيلم الخاص بزميلى فيردى: «معجزة أكبر من أن نتخيلها». معركتى مع الإعلام الفرنسى لم تتوقف، وعادت أكثر ضراوة، عندما فضلت اللعب لمنتخب بلاد أبى «الجزائر»، رافضا اللعب فى منتخب «الديوك»، وأتذكر أننى قلت يومها تصريحا اغضب منى الفرنسيين: «أحب فرنسا، وأمى تعيش هنا ولكن قلبى جزائرى وهو أمر لا يمكننى تغييره وعلى الجميع احترام ذلك». نعم.. لم أكن أعلم عندما وقف رياض محرز، على منصة التتويج، لتسلم جائزة أفضل لاعب فى الدورى الانجليزى للموسم الحالى «2015 / 2016»، اندهش عندما أخبروه أنه أول لاعب عربى وأفريقى فى التاريخ يتوج بتلك الجائزة، وعندما سألناه عن حقيقة الأمر، اعترف قائلا: «إنها الحقيقة لقد فوجئت بالأمر.. كان من السهل على أن أقتنع أننى أول لاعب عربى يفعلها، ولكن كان صعبا أن أصدق أنى أول أفريقى.. كيف وماذا عن دورجبا ويايا توريه وغيرهم؟.. نعم اختارونى الأفضل.. ولكن المؤكد أن هناك من هو أفضل منى». المترجم.. والدته تطوعت السيدة الفاضلة، والده رياض محرز، وهى مغربية الأصل، بالقيام بدور المترجم فى هذا الحوار، كون أن النجم الجزائرى بحكم ولادته وإقامته فى فرنسا لا يجيد التحدث باللغة العربية، إلا أنه يفهم الكثير من الكلمات العربية ولكن باللهجة الجزائرية . البطاقة الشخصية * الاسم: رياض أحمد محرز. * تاريخ الميلاد: 21 فبراير عام 1991 من أب جزائرى ينتمى إلى قبائل بنى سنوس بولاية « تلمسان»الجزائرية.. وأم مغربية * محل الميلاد: مدينة سارسيل الفرنسية. * الحالة الاجتماعية: متزوج من فتاة إنجليزية قبل عام.. ولديه ولد.
إطلاق اسم محرز على شارع إنجليزى يعتزم عمدة مدينة ليستر الإنجليزية، سبيتر سولسبى، الاحتفال بتتويج فريق مدينته بالدورى الممتاز فى بلاده «البريميرليج» للمرة الأولى فى تاريخه بطريقة مميزة للغاية. عمدة ليستر يخلد نجوم الفريق قال عمدة المدينة فى تصريحات نقلها موقع «جول» الإنجليزى: «مدينة ليستر اعتادت على تكريم أبطال الرياضة من قبل، وهناك منطقة تحمل اسم رياضيين فى لعبة الجولف». أضاف قائلا: «سيكون هناك طرق وشوارع بأسماء كل لاعبى الفريق ومدربهم كلاوديو رانييرى». واختتم العمدة تصريحاته بالتأكيد على أن الفريق يحتاج كل الدعم منا للاستمرار على القمة، ومواصلة الإنجازات التى حققها رغم أنه لا يلقى التحفيز الكافى. والمؤكد أن أحد شوارع المدينة سيحمل اسم «محرز».سعر محرز تضاعف 90 مرة صدق أو لا تصدق، خلال موسم واحد فقط، تضاعف سعر رياض محرز 90 مرة، نعم 90 مرة، حيث باتت القيمة المالية للاعب الآن 36 مليون يورو أى ما يزيد على 360 مليون جنيه مصرى، وفقا لقيمة أعلى مبلغ تم رصده من قبل أندية كبرى ترغب فى التعاقد معه وهى: مانشستر يونايتد وأرسنال الإنجليزيين، واليوفنتوس الايطالى على حد تأكيد تقارير إعلامية عالمية. علما بأن نادى ليستر سيتى قام قبل عامين بشراء اللاعب من ناديه السابق لوهافر الفرنسى مقابل 400 ألف يورو فقط.
البطاقة الكروية ● بدأ مسيرته الكروية عام 2009 مع فريق كويمبر، أحد أندية الدرجة السابعة بالدورى الفرنسى، وخاض 27 مباراة، وسجل هدفا وحيدا، ولكن موهبة محرز كانت واضحة للجميع، لينتقل رياض لفريق لوهافر فى الموسم التالى. * خلال الفترة من 2010 وحتى 2013 لعب رياض للفريق الاحتياطى للوهافر، وتمكن من تسجيل 24 هدفا فى 60 مباراة، ليبدأ الحديث فى فرنسا عن موهبة اللاعب ذى الأصول الجزائرية. * تلقى رياض عروضا من أكبر أندية فرنسا، باريس سان جيرمان ومارسيليا، إلا أنه فضل الاستمرار مع الفريق الأول للوهافر فى الدرجة الثانية، لاقتناعه بأن اللعب بشكل أساسى فى فريق صغير أفضل من التواجد على مقاعد الاحتياط فى الأندية الكبرى. * مع بداية موسم 2014 لعب للفريق الأول للوهافر فى دورى الدرجة الثانية، وتمكن محرز من خطف الأنظار سريعا بتسجيل ست أهداف خلال الدور الأول للبطولة. فى تلك الأثناء، ذهب كشافو فريق ليستر سيتى الإنجليزى لمراقبة ريان مينديز، أحد لاعبى لوهافر، ولكن موهبة محرز، عدلت من موقف مسئولى نادى المدينة الإنجليزية، ليتقدموا بطلب التعاقد مع اللاعب ذى الأصول الجزائرية. * كانت إدارة لوهافر تمتلك عددا كبيرا من العروض لضم محرز من كبرى أندية فرنسا، ولكن بحث رياض عن اللعب بشكل أساسى جعله يختار فريق الدرجة الثانية فى إنجلترا، وهو ما فتح النار عليه فى جميع الأوساط الإعلامية الفرنسية. * فى موسمه الأول مع ليستر سيتى.. تمكن رياض من الصعود لدورى الدرجة الأولى مع ليستر فى موسمه الأول، مسجلا ثلاثة أهداف فى 19 لقاء بقميص الثعالب.. فى الموسم التالى، سجل رياض أربعة أهداف مع ليستر، وتمكن من قيادة الفريق للبقاء فى الدورى الإنجليزى الممتاز فى الأمتار الأخيرة.. وفى الموسم الحالى توج محرز وقاد بأهدافه وتمريراته الحريرية «الثعالب» للوقوف على منصة التتويج للمرة الأولى فى التاريخ. * وقبل أن يتوج كأول لاعب عربى بجائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى، كان أول لاعب عربى يسجل «هاتريك».. ثلاثة أهداف فى مباراة واحدة، فى الدورى الإنجليزى أمام سوانزى سيتى. * شارك مع منتخب بلاده الجزائرى فى 17 مباراة وتمكن من تسجيل 4 أهداف، وقد كان ظهوره الأول مع «محاربى الصحراء» بتاريخ 31 مايو من عام 2014 فى مباراة ودية ضد أرمينيا ضمن استعدادات كأس العالم 2014، كما أنه سجل هدفه الدولى الأول فى شباك مالاوى يوم 15 أكتوبر من عام 2014 فى التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأفريقية. ينشر بالتزامن مع مجلة الأهرام العربي