الحوثيون وحلفاؤهم يتحججون ب«انتهاكات» وقف إطلاق النار لتبرير تخلفهم عن حضور المباحثات تأجلت محادثات السلام بين الفرقاء اليمنيين فى الكويت، لإنهاء الحرب الأهلية فى البلاد والتى كان من المقرر انطلاقها، أمس، وسط اعتراضات على استمرار القتال رغم اتفاق معلن لوقف إطلاق النار، حسبما أعلن مسئولون من جانبى الصراع فى اليمن. ولم تغادر وفود تمثل جماعة الحوثى اليمنية وحزب الرئيس اليمنى المخلوع على عبدالله صالح، العاصمة صنعاء، وعزت ذلك إلى القتال الشرس والعمليات الجوية للتحالف العربى الذى تقوده السعودية. وقال مسئول كبير من حزب المؤتمر الشعبى العام الذى ينتمى له صالح لوكالة رويترز، إنه «لا معنى للذهاب إلى الكويت إذا لم يتم احترام وقف إطلاق النار». فى المقابل، رجح مسئولان يمنيان فى الحكومة التى تدعمها السعودية، أن تصل وفود المعارضة اليوم الثلاثاء. وقال أحد المسئولين إن «ممثلى حزب صالح والحوثيون اختلقا مبررات لتأخير وصولهما فى الموعد المحدد ومن المنتظر أن يصلا الكويت فى وقت لاحق يوم الثلاثاء». وتستضيف الكويت مباحثات بين أطراف النزاع اليمنى فى رعاية الأممالمتحدة التى ترى «السلام» فى اليمن أقرب من أى وقت، على رغم الخروقات التى شابت وقف إطلاق النار خلال الأسبوع الماضى، إذ يستمر القتال والضربات الجوية فى مواقع عدة وبخاصة فى مدينة تعز «جنوب غرب» وفى منطقة نهم شرقى العاصمة صنعاء. وتركز المباحثات، بحسب المبعوث الأممى إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، على البحث عن حل للنزاع «بما ينسجم والقرار الدولى رقم 2216» الصادر عن مجلس الامن العام الماضى والذى ينص على انسحاب المتمردين من المدن، وتسليم الأسلحة الثقيلة. ويشكل تطبيق القرار مطلبا أساسيا للحكومة اليمنية والتحالف العربى بقيادة السعودية، إذ أكد وزير الخارجية اليمنى عبدالملك المخلافى اشتراطه تطبيق المتمردين القرار، ليكونوا «شركاء فى العملية السياسية»، حسب وكالة «سبأ» الحكومية. وفشلت محادثات سابقة برعاية الأممالمتحدة فى يونيو وديسمبر الماضيين، فى إنهاء الحرب التى قتلت نحو 6200 شخص نحو نصفهم من المدنيين، فضلا عن سماح الصراع لمقاتلى تنظيم القاعدة بالسيطرة على أراض وفتحه مجالا لمتشددى تنظيم «داعش» لتحقيق موطئ قدم لهم فى اليمن.