هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. مصر تتغير، وسوف تتغير، كان قد حدث تطور على خريطة الكرة المصرية وذلك بذوبان الفروق بين الفرق الكبيرة والصغيرة، ولم نعد نستطيع توقع نتيجة مباراة واحدة، ومن أسباب هذا التطور مشاركة فرق تمثل هيئات وشركات.. لكني على الرغم من ذلك لم أتخل عن اقتناعي بأن المستقبل سوف يحمل لنا نهاية هذه الفرق في الدوري العام.. لأنه مهما كانت ميزانياتها صافية، فإن الرأي العام يعتبر أوجه إنفاق تلك الأندية مالا عاما. كما أن تلك الفرق تفوقت على حساب الأندية الجماهيرية. ومن أفضل الحلول التي يجب دراستها في المستقبل فكرة دمج فرق الشركات في فرق جماهيرية، وذلك بتكوين شركات مساهمة، تمثل فيها أندية الشركات والهيئات بملاعبها وبقيمتها المادية. والحل الآخر أن ترعى الهيئات والشركات بعض فرق الأندية الجماهيرية. أعود إلى مسابقة الدوري الحالية التي قد تعود. فلا أظن أن الرياضة يمكن أن تعطل الثورة. فقد بدأت مصر عصرا جديدا. مصر اليوم تتحدث سياسة وتتنفسها، وطبقات وفئات الشعب تتناقش وتتحاور في الاستفتاء وفي تعديل الدستور وفي الدستور الدائم والانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. بعد أن ظلت البلد مشغولة بكرة القدم، وبقدم أبوتريكة وشيكا، وبمارينا، وشرم الشيخ، ومسلسلات من نوع قلب ميت، وقلبك أبيض، وشيخ العرب همام والجماعة "اللي مش محظورة". في كثير من الأحيان كانت القضايا التافهة تشغل الرأي العام، مثل خناقات نجوم، ومعارك مشجعين، فيما ظلت السياسة غائبة وميتة، وأذكر أني قلت في برنامج تليفزيوني قبل سنوات: "هناك خمسة آلاف أو عشرة يتعاركون على الشعب المصري، والشعب أصلا لا يرغب في واحد منهم". الآن بعد 30 سنة نعيش مرحلة جديدة وصحية.. ففي "العالم الآخر" تتساوى الاهتمامات، فتتحدث الشعوب عن قدم ميسي وكريستيانو رونالدو كما تتحدث عن رأس جاليليو وكتب باولو كويليو، وعن الأحزاب السياسية، والحكومات، وعن اكتشاف مجرة جديدة في الكون.. "وفي أمريكا والدول المتقدمة" أيضا.. هناك شرطة تحمي الجياد، والحيوانات. كما أن المطافئ يمكن أن تتحرك لإنقاذ دب أو قطة، بينما "مطافينا اعتبرتني مجنونا" يوم طلبت منها التحرك لإنقاذ قطة سقطت في حفرة؟! أعود إلى الدوري.. فما هي العلاقة بين عودة المسابقة وبين عدم تطبيق الهبوط؟ هناك 5 أندية تطالب بعدم الهبوط هذا الموسم، وهي بالطبع الأندية المرشحة للهبوط. وهذا المطلب أراه سوء سلوك أو سلوكا غير رياضي.. وتلك العقول التي تستغل الأزمات وتنتهز الفرصة لطرح ما هو غير مشروع، تلك العقول مكانها بئر الفوضي، ولا مكان لها في نهر الثورة.. والفارق، أن البئر عميقة ومظلمة وكئيبة، بينما النهر يفيض بالأمل والخير؟! *