إن لم يلحق معظم نجوم كرة القدم بالمشاركة في الثورة.. فالفرصة لاتزال أمامهم للمشاركة الحقيقية في تكريم شهداء الثورة.. هؤلاء الشهداء الأربعمائة الذين أعدكم من الآن.. وأؤكد لكم دونما تمهل أو انتظار أن النسيان هو مصيرهم المحتوم والقريب جدا.. فعقب حرب أكتوبر كان شهداء مصر في القلوب وفوق الرءوس تتطاير صورهم وسيرهم في كل مكان.. أيام وأسابيع ثم لم يعد يتذكرهم أي أحد.. بل بات يضيق بذكرهم كل أحد.. واليوم يتكرر السيناريو نفسه مرة أخرى.. نتحدث كلنا اليوم عن شهداء يناير.. نتسابق في الاحتفاء بهم والغناء لهم والحديث عنهم بل نبتز بعضنا بعضا بقطرات من دمهم.. ولكننا سننساهم في غمار التسابق على المغانم والمكاسب وتحديد حصصنا في مصر الجديدة بمختلف مجالاتها.. ولهذا أضم صوتي لكل من نادوا أولاً بإطلاق أسماء الشهداء على مبان حكومية ومدارس وميادين في مختلف زوايا القاهرة ومصر كلها.. وأيضا أتمنى اهتماما حقيقيا بالدعوة لحملة مصرية عالمية للمطالبة بجائزة نوبل للسلام لشهداء الثورة المصرية.. وهو ليس وهما أو حلما مستحيلا.. فالثورة علمتنا أنه لا مستحيل هناك يصعب على المصريين تحقيقه.. وطيلة أيام الثورة شهدنا وتأكدنا حجم مصر ومكانتها في عيون العالم.. عرفنا قادة ومسئولين سابقين خدعونا طويلا وأقنعونا بأن ذلك البلد المستباح والمستكين هو بلدنا، وأن هؤلاء الأقزام قليلي الحيلة هم نحن.. ولكننا اليوم نسترد مصرنا الأصلية ونعود مصريين حقيقيين.. صفر المونديال الشهير وكل الأصفار الأخرى كانت تخص من رحلوا أو يوشكون على الرحيل.. لكننا لا نستحق أي صفر.. وشهداؤنا يستحقون جائزة نوبل للسلام.. ونحن نستطيع أن نأتي بها لأسمائهم تكريما عالميا وتقديرا حقيقيا لهم.. وهو ما أتمنى أن يشارك فيه نجوم كرة القدم في بلدي.. فليس يكفي أن يصر جوزيه على ألا يبدأ أول مران له مع الأهلي إلا بعد الوقوف دقيقة حداد تكريما لشهداء الثورة.. لكن من الضروري أن يحرص الأهلي والزمالك وبقية الأندية على هذا الحداد والتكريم قبل أي مباراة رسمية محلية أو إفريقية.. ويحرص المنتخب القومي أيضا على ذلك.. بل أختلف مع حسن شحاتة حين يقول إن استقرار مصر أهم من أي مباريات ودية للمنتخب استعدادا لمواصلة تصفيات أمم إفريقيا.. وكأنها مقدمة لإعلان اعتذار مصر عن عدم استكمال تلك التصفيات كما أشار سمير زاهر إلى ذلك.. وهو حق يراد به باطل.. هروب من المسئولية وخوف من المواجهة تحت لافتات وشعارات كاذبة.. لأنني أتصور أن التأهل لكأس الأمم وعودة انتصارات الكرة من جديد هو أول وأقل اعتذار يمكن أن يقدمه المنتخب للمصريين.. وإسهام حقيقي للمنتخب في لفت الانتباه لحق الشهداء في نوبل للسلام.. وإذا كان النجم العالمي كريستيانو رونالدو قد أشاد كثيرا وطويلا بثورة مصر وعظمة المصريين وبطولاتهم التي رآها رونالدو أهم وأجمل من كل مباريات كرة القدم.. فإنه من الممكن جدا دعوة رونالدو للانضمام لحملة نوبل لشهداء مصر.. وهناك نجوم آخرون يمكن إضافتهم كسفراء للحملة.. وإذا كان ماجد سامي مالك نادى ليرس البلجيكي قد حرص على تكريم شهداء مصر في الدوري البلجيكي.. فلدينا أيضا ناديان في إنجلترا.. فولهام وهال سيتي.. ولدينا زويل والبرادعي الفائزان بنوبل.. وحسن مصطفى وأدهم شرارة رئيسا الاتحادين الدوليين لليد وتنس الطاولة.. ولدينا شهادات عالمية مثل أوباما الذي تمنى أن يصبح أبناء أمريكا مثل شباب مصر، ورئيس وزراء إيطاليا الذي قال إن المصريين كالعادة هم الذين يكتبون التاريخ، ورئيس وزراء النرويج، صاحبة جائزة نوبل للسلام، الذي قال إن العالم كله أصبح مصريا، ورئيس النمسا الذي أكد أن المصريين يستحقون بعد ثورتهم النبيلة جائزة نوبل للسلام.. ولدينا عقول شابة قادرة على إدارة الحملة وتحقيق الحلم.