يخوض الترجي التونسي مهمة شبه مستحيلة عندما يستضيف مازيمبي الكونغولي حامل اللقب في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا غداً السبت على ملعب رادس. وكان مازيمبي قد خطا خطوة كبيرة نحو الاحتفاظ باللقب بفوزه الساحق والتاريخي ذهاباً بنتيجة خمسة أهداف للاشيء، مستفيداً من النقص العددي في صفوف الفريق التونسي بعد طرد المدافع "محمد بن منصور" في الشوط الأول. وتكمن مهمة الترجي الصعبة في أنه يجب عليه الفوز بخماسية على ضيفه حتى يمنعه من تحقيق اللقب، والفوز بسداسية إذا أراد الكأس لنفسه للمرة الثانية في تاريخه؛ حيث سبق وفاز بالبطولة عام 1994. ويأمل الترجي أن يكرر سيناريو الدور الأول لكن بنتيجة أكبر بعد أن هزم مازيمبي بثلاثة أهداف دون رد ما كلف مدرب الأخير الفرنسي الايطالي دييجو جارزيتو منصبه حيث خلفه السنغالي لامين ندياي.
و يبدو أن لاعبي فريق باب سويقة لم يفقدوا الأمل ومازالوا متمكسين بحقهم في الحلم من أجل تحقيق اللقب؛ حيث أكد المهاجم النيجيري مايكل إينرامو الذي يتصدر ترتيب هدافي المسابقة بتسعة أهداف بينها اثنان في مرمى مازيمبي، أن فريقه لم يفقد الأمل رغم صعوبة المهمة، مضيفاً: "في كرة القدم لا شيء مستحيل. من بإمكانه القول إنه ليس باستطاعتنا تسجيل خمسة أو ستة أهداف على أرضنا يوم السبت؟". وأكد إينرامو أن الظلم التحكيمي الذي تعرض له فريقه على يد الحكم التوجولي كوكو هو السبب الحقيقي والأساسي وراء الخسارة الثقيلة في مباراة الذهاب. كما عبر اللاعب خالد العياري عن المعنويات المرتفع لفريقه قائلا: "استطاع المدير الفني فوزي البنزرتي إخراجنا من الحالة النفسية بعد مباراة الذهاب، وأصبح الطموح يغمر نفوسنا لأن كرة القدم علمتنا أن ليس هناك مايسمى المستحيل، وأؤكد أننا سنحرز ثلاثة أهداف خلال الشوط الأول". ومن جانبه صرح فوزي البنزرتي المدير الفني للبطل التونسي قائلاً: "البطولة الإفريقية ليست لها أي قيمة ولاتمثل نهاية العالم للتوانسة، والميزة الوحيدة التى تتمتع بها هو أنها تؤهل لكأس العالم للأندية فقط لكن الفرق لاتستفاد منها على المستوى الفني بالإضافة إلى وجود نوايا سيئة للقائمين على الكرة الإفريقية في تحديد هوية البطل قبل بداية المباراة النهائية". وأضاف مؤكداً أن البطولة العربية تمثل له أهمية أكبر من البطولة الإفريقية خاصة وأن توقيت الأخيرة دائما ما يكون غير مناسب لفرق شمال إفريقيا، مقابل فرق الجنوب التي تشعر وأن البطولة قد فصلت لها.
فرحة أحد لاعبي مازيمبي بالفوز على الترجي وكان مازيمبي قد توج بطلاً للمسابقة الموسم الماضي على حساب هارتلاند النيجيري بالخسارة (1-2) ذهاباً في أويري النيجيرية والفوز (1-صفر) إياباً في لوبومباشي، وأنهى بالتالي صيامه عن اللقب القاري والذي استمر 41 عاماً، ليحرز لقبه الثالث بعد أن توج تحت اسم "تي بي إنغلبيرت" في بطولة الأندية الأفريقية عام 1967 بفوزه في لوبومباشي على حساب إتوال فيلانت التوغولي (فاز بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 6-4)، ثم كرر الإنجاز في العام التالي بالاحتفاظ باللقب (1968)، ولم يبتعد كثيرا في السنوات اللاحقة عن البطل في 1969 و1970 بحلوله ثانياً. وسيصبح مازيمبي أول فريق ينجح بالاحتفاظ بلقبه مرتين، علماً بأن إنييمبا النيجيري أحرز اللقب عامي 2003 و2004 والأهلي المصري عامي 2005 و2006. يذكر أنها المرة الرابعة التي يخوض فيها الترجي الدور النهائي للمسابقة بعد الأولى عام 1994 عندما توج على حساب الزمالك المصري (صفر-صفر في القاهرة، و3-1 في تونس)، والثانية عام 1999 عندما خسر أمام الرجاء البيضاوي المغربي بركلات الترجيح، والثالثة عام 2000 عندما خسر أمام هارتس أوف أوك الغاني. وينال الفائز في المسابقة 1.5 مليون دولار أميركي، ويتأهل إلى بطولة العالم للأندية نهاية العام الحالي في أبو ظبي، في حين ينال الخاسر في النهائي مليون دولار. اضغط لمشاهدة الفيديو: اضغط لمشاهدة الجاليري: الترجي في دوري الابطال