تسأل أحيانا عن عبقرية الرجل.. من أين يأتي بالحكاية والرواية والغمز واللمز وهز الأكتاف فلا تجد إجابة.. تبحث عن دوره الإعلامي الرائد في المجتمع الرياضي فلا تجد غير المهلبية ووصفات الأكل والمكياج، تسأله عن رأيه أو موقفه فيجيبك أتفق معاك تماما.. هو لطيف حبوب لا يختلف مع أحد إطلاقا، تتسائل إذ ربما تجد سببا منطقيا لتصنعه المستمر وشكره في نفسه على الهواء فلا تشفيك أي إجابة. ضحكوا علينا في الجامعة عندما وصفوا لنا دورا مختلفا للإعلام، تحدثوا عن أهميته وعن صدق الكلمة والشعور وطريقة مخاطبة المتلقي، قالوا لنا.. أنك في منزلة ستحاسب بسببها أمام الله، فاتقيه في الحبر التي يخطه قلمك والكلمة التي تخرج من فمك، قالوا لنا إن الإعلام هو الدرع الحامي للمجتمع وهو الشريان الثقافي الرئيسي للشعوب، قالوا لنا كل هذا لكنهم لم يخبرونا عن الأونطة والحلبسة. فما هو الإعلام الذي يقدمه ذلك الشخص الحبوب سوى أنه يروي النكات السخيفة الخارجة ويضحك باستظراف مدعيا خفة الدم بل ويقوم بتدليل نفسه دون استحياء على الهواء، لا يقدم فكرة جديدة ولا يجهد نفسه في البحث عن معلومة مفيدة للمشاهد. ماهو الإعلام في الحديث عن وسامته وجماله، والتلسين على كل مقدمي البرامج من زملائه، وعن طرق تقطيف الملوخية وعمل الكفتة، ما الذي يقدمه يعتبر إعلاما بأي طريقة عندما يطلب من مراسليه أن يجعلوا الجماهير تهتف باسمه في المدرجات وأن تضع له لافتات تمجد فيه -واسألوا في قطر عما حدث وما يحدث في عدد من استادات مصر- ثم يخصص فقرات كاملة بعدها ليعرضها على الناس. ما هو مفهوم الإعلام لديه الذي يجعله يستخدم إشارات خارجة على الهواء وهو يتحدث عن دولة شقيقة كالجزائر، وماهو مفهومه في أن يصبح بلا موقف أو رأي، يتفق مع الجميع ضد الجميع بكل لطافة، فقط يهاجم من يرفض الظهور معه في الاستوديو أو في مداخلة هاتفية وأسألوا شيكابالا وحلمي طولان. ما هو الإعلام الذي يقدمه عندما يستهين بالمشاهد ويطرح حلا عبقريا لوذعيا عكاشي المنشأ -نسبة لتوفيق عكاشة- بأن يدفع الأهلي فدية قدرها نصف مليون جنيه حتى تحضر جماهيره مباراة الإسماعيلي. في الحقيقة أقول لكل أساتذي الكبار صفوت العالم ومحمود خليل وسحر فاروق وكمال القاضي ومحمد فتحي لقد ضحكتم علينا، علمتمونا الإعلام ولم تقولوا لنا إن فقرة الأراجوز أهم حاجة. *