بقلم | فاروق عصام بعزيمة الأبطال، وروح المونديال حجز المنتخب الجزائري مكانًا له بين أفضل ثمانية منتخبات ببطولة أمم أفريقيا 2015 على حساب أسود التيرانجا التي روضت من قبل محاربي الصحراء. والآن مع تحليل المباراة: الإيجابيات | بوقرة ورُب ضارة نافعة! ■ يستحق دفاع المنتخب الجزائري وخطه الخلفي بطولة بمفرده بعد هذا اللقاء المثالي الذي قدمه رباعي دفاع الخضر وثنائي الارتكاز، وأخص بالذكر قلبي الدفاع "بوقرة ومجاني" اللذان قدما مباراة للتاريخ اليوم وحرما هجوم السنغال الضاري من تسجيل أية أهداف أو حتى تهديد مرمى الحارس مبولحي طوال ال90 دقيقة. ■ إصابة حليش وعودة بوقرة لحجز مكانه المعتاد في دفاع الخضر ساهم في إعادة الصلابة التي كانت مفقودة أمام البافانا بافانا، تراجع مجيد عن فكرة اعتزال اللعب الدولي كان من أبرز القرارات التي اتخذها في مسيرته، فالقائد ما زال قادرًا على العطاء ومستواه في البطولة حتى الآن يثبت ذلك، دور بوقرة القيادي في تنظيم الخطوط الخلفية للجزائر لا غنى عنه واليوم ظهر الفريق أكثر تنظيمًا وصلابة بفضل تحركات مجيد وتعليماته لزملائه داخل الملعب. ■ تايدر وبنطالب ومباراة رائعة جديدة منهما، الجدار الأول لدفاع الجزائر في عمق الملعب كان صلدًا بحق، وبخاصة نجم توتنهام الذي قدم أفضل مباراة له مع الجزائر منذ اختياره تمثيل موطنه الذي يكن له كل المشاعر، شعرت الجماهير الجزائرية بمدى العزيمة واللعب من القلب الذي كان عليه نبيل اليوم، وأعتقد أن هدفه الحاسم كان أفضل تتويج لمجهوده في المباراة. ■ أنصح المدير الفني لتشيلسي "جوزيه مورينيو" بسرعة التعاقد مع نجم فالنسيا والمحاربين "سفيان فيغولي"، شخصيا أعتبر النجم الجزائري في الوقت الحالي واحدًا من أفضل الأجنحة التي تقوم بالأدوار الدفاعية في العالم، التزام تكتيكي يفوق الوصف في كل مباراة لفيغولي، جناح يُبدع في التحول من 4-2-3-1 إلى 4-4-2 بأفضل صورة ممكنة، اليوم ظهر سفيان كجناح هجومي سريع ينقل الهجمة السريعة المرتدة بالإضافة إلى التزامه الدفاعي بإغلاق الجبهة اليسرى للسنغال ومعاونة ماندي في أدواره الدفاعية، أعتقد أن ثاني أكثر لاعبي كرة القدم حظًا بعد توماس مولر هو الظهير الذي يلعب من خلف سفيان فيغولي! ■ أصبح لا خوف على الجزائر هجوميًا بعد أول 20 دقيقة من لقاء الليلة، أداء هجومي هائل مع الدقائق الأولى وثلاث هجمات محققة على مرمى المنتخب السنغالي منها انفراد ضائع من فيغولي وهدف رائع لمحرز استغل فيه بوقرة المساحة العجيبة التي ظهرت في دفاع أسود التيرانجا والتي ظهرت نتيجة اعتماد جيريس على ثلاثي في الخط الخلفي. ■ أعتقد أن صعود الخضر بوجه عام كان مستحقًا مقارنة بالعزيمة والشخصية التي ظهروا عليها في اللقاء الحاسم ضد السنغال، وفي رأيي تأهل كهذا من قلب مجموعة الموت أثبت أن هذا الجيل هو الجيل الذهبي القادم للكرة الجزائرية، وسيشكل الصعود دافعًا معنويًا هائلاً للاعبين من أجل الذهاب لأبعد نقطة في البطولة. Follow @FE_Roka السلبيات | معضلة هجوم الجزائر ما زالت قائمة ■ لا يزال المدرب الفرنسي جوركوف لم يجد أفضل رسم هجومي ممكن من أجل الخروج بأفضل مستوى للثلاثي الذي يلعب خلف رأس الحربة الوحيد، لغز "براهيمي محرز فيغولي" استمر للمباراة الثالثة على التوالي، نعم تألق الجناحين، واستطاع رياض أن يطور نفسه في الجانب الأيسر ويعتمد على إرسال العرضيات لزملائه، ولكن أين براهيمي؟ هل هذا هو أفضل لاعب في القارة؟ بالطبع لا، لا أجد السبب وراء اختفاء ياسين غامضا، بل من الواضح أنه لا يجد حرية كبيرة باللعب خلف رأس الحربة، وبات من الضروري وضعه على الرواق كما اعتاد اللعب مع بورتو من أجل العودة للتوهج من جديد، خاصة مع عدم اعتماد المنتخب الجزائري على الهجوم المنظم لذلك لا يوجد أمامه أي فرصة من أجل صناعة اللعب. ■ نقطة أخرى يجب الحذر منها في المباريات القادمة للجزائر، وهي دور رأس الحربة في هذه المنظومة، فقد شارك سليماني في اللقاء الأول ثم بلفوضيل ومن بعدهما سوداني، ولكن الثلاثي لم يقدم الدور البارز في هذا الرسم التكتيكي، وهو الدور الذي يحتاج لاعبًا سريعًا قادرًا على تحريك زملائه والتحرك بنفسه في الفراغات في الملعب والابتعاد عن الرقابة الفردية لخطوط الدفاع، سوداني اليوم لا أعتقد أنه كان قادرًا على تقديم العون المطلوب في الهجمات العكسية التي لن تنجح بدون الاعتماد على المهاجم الوحيد المتواجد في وسط ملعب الخصم. ■ كما ذكرت اعتماد المدرب الفرنسي للمنتخب السنغالي "آلان جيريس" على ثلاثي في الخط الخلفي تسبب له في عديد المشاكل، مساحات وفراغات لا حساب لها، لا أعلم ما السر في العودة لهذا النهج الدفاعي بعد المشاكل التي ظهرت أمام غانا في اللقاء الافتتاحي، جيريس وحده هو من يتحمل الهزيمة اليوم في رأيي. ■ هناك عوامل أخرى تسببت في انتكاسة المنتخب الذي كان مرشحًا لحصد اللقب، أبرزها عدم تركيز بعض النجوم وعلى رأسهم النجمين "كوياتي وماني" نجما البريميرليج قدما مباراة باهتة، وخيبا آمال الشعب السنغالي كله عندما احتاج لهما من أجل استرجاع أمجاد غائبة منذ أكثر من عقد.