سيرجيو راموس، هذا القيصر الذي تحول إلى معشوق الجماهير المدريدية بقتاليته ورأسياته المتخصصة في جلب البطولات والنقاط المهمة ، وأحد أهم أسباب العاشرة التاريخية الملكية ،و من طالب الكثيرون بأحقيته في الترشح للكرة الذهبية قائلين بتعرضه للظلم ووقوعه في ظل نجم ريال مدريد الأول كريستيانو، هو نفسه صاحب الأخطاء القاتلة التي أخرجت الملكي من بعض البطولات وأضاعت نقاطاً أخرى مهمة. القائد الثاني لريال مدريد محير فعلاً في أمره ، فبالرغم من بسالته وتضحياته الكبيرة في الملعب ، إلا أنه يقع أحياناً بتراخي ذهني وأخطاء قاتلة لا تليق بمدافع متميز بخبرته وكفائته، فنراه في الكثير من المرات يندفع تحت الضغط ويقع فريسة لإستفزاز الخصوم له، أو يسيء التغطية ويرتكب أخطاء قاتلة تهدي الخصوم أهدافاً ماكانت لتكون في الحسبان لولا تراخي المقاتل الإشبيلي. وبالرغم من أنه قد يصحح هذه الأخطاء لاحقاً وقد ينقذ رفاقه بمساهماته الهجومية أو تألقه الدفاعي إلا أن هفواته القاتلة قد تكلف فريقه الخسارة التي لايمكن تعويضها لاحقاً. هذا اللاعب الذي لايمكن تخيل الإستغناء عنه في الكتيبة المدريدية وإن كثرت أخطائه لأنك تشعر بدمائه تنبض من أجل مدريد في الملعب ويمكنك أن ترى ذلك من خلال طريقة احتفاله بأهدافه أو حتى بأهداف رفاقه، أو من خلال دموعه الغالية التي يصعب على المشجع المدريدي نسيانها عقب خروجهم من أبطال أوروبا على يد دورتموند في 2013 ، هذا اللاعب العاطفي الذي عندما يكون في يومه يكون مدافع من الطراز العالي الذي لايشق له غبار، إلا أنه برأيي وبهذه المواصفات التي يمتلكها لايصح أن يكون هو القائد الثاني لريال مدريد. فالنادي الملكي مُطالب بالمنافسة على كل الألقاب، ومع وجود شارة القيادة مع الحارس كاسياس كقائد أول، ينبغي للقائد الثاني أن يكون لاعباً ذو شخصية قوية لا تتأثر بالضعوطات وقادر على تحميس زملائه وتوجهيهم في الأوقات الصعبة، في حين يمتلك راموس رقماً قياسياً في عدد البطاقات الحمراء، معظمها جاء في المباريات القوية والحساسة. وقد لايكون هنالك أجدر من كريستيانو رونالدو لتولي مهمة قيادة الفريق، بشخصيته القوية التي تتحمل الضغوطات وسعيه الدائم نحو الإنتصار، ويكفي أنه المثل الأعلى للعديد من لاعبي وناشئي الريال، وثقته العالية بنفسه تجعله مركز اللاعبين وملهمهم الأول. ومن اللاعبين المناسبين أيضاً لتولي القيادة النجم الكرواتي مودريتش، فهو جوهرة خط وسط مدريد وشخصيته الهادئة وعقليته الذكية في الملعب تناسبه لقيادة فريقه نحو الهدوء والتركيز في اللعب، وربما يجب إعداد توني كروس لتولي هذه المهمة في المستقبل كذلك. إن توزيع شارات القيادة في النادي الملكي يعتمد على الأقدمية، وبالرغم من أن القائدين الثاني والثالث للريال هم لاعبين لايمكن التشكيك بتميزهم وانتمائهم للنادي –راموس ومارسيلو- إلا أنه يجدر حقاً على إدارة الفريق إعادة النظر في هذه السياسة والإلتفات لشخصيات اللاعبين الذين يمتلكون مواصفات قيادية أفضل تؤهلهم لحمل شارة القيادة، وهذا ليس انتقاصاً من حق الأقدمين في النادي بل من أجل مصلحة الفريق أولاً وأخيراً.