قبل انطلاق كأس اسيا في أستراليا، البطولة العريقة التي تحتضنها بلاد الكانجارو لأول مرة منذ انضمامها إلى الأسرة الآسيوية، أثيرت العديد من المخاوف حول إمكانية الأبيض بالمنافسة على لقب البطولة أو حتى الوصول بعيداً، وانتاب الشك قلوب الكثيرين من مؤازري عمري ورفاقه من تكرار ما حدث في آخر 3 بطولات والخروج مبكراً من المسابقة التي يتوق للحصول عليها كل محب للإمارات. تلك المخاوف نبعت من الظهور المتواضع نسبياً للفريق في بطولة الخليج، ليس فقط لعدم قدرتهم في الحفاظ على اللقب، ولكن بسبب انخفاض واضح في المستوى لم نتوقعه وعلى الرغم من ذلك حصل تلاميذ مهدي علي على المركز الثالث. في المقابل الجانب المتفائل وجد بأن ما حدث في بطولة الخليج سيصب في مصلحة المنتخب الإماراتي، فمن وجهة نظري أنا وآخرين مثلي السبب في عدم الوصول إلى نهائي خليجي 22 كان الثقة الزائدة، وليس كما أشيع من البعض بأن الإمارات هو منتخب اللاعب الواحد ويقصدون هنا عموري، أو منتخب الهداف الواحد "علي مبخوت" مسجل معظم أهداف الفريق في البطولة، وليس بسبب انكشاف أوراق وطريقة لعب الأبيض أو لانخفاض مستوى اللاعبين تكتيكياً. العامل كان نفسي بشكل واضح، وما حصل في بطولة الخليج درس تعلم منه اللاعبون، وانعكس إيجاباً على الأداء كما شاهدنا في المباراة الافتتاحية لبطولة آسيا وسحق المنتخب القطري برباعية تاريخية. من حسن الحظ أن البطولة الآسيوية لحقت بطولة الخليج وليس العكس، ليحدث ما حدث وينتفض الأبيض في وجه بطل بطولة الخليج والمتوج بها على الأراضي السعودية ليظهر كالحمل الوديع ويتلقى رباعية مع الرحمة كانت من الممكن أن تكون أثقل بمراحل. ولكن "الشاطر" هو من يتعلم من درسه، فالفوز على بطل الخليج ما هو إلا 3 نقاط لم تحسم شيئاً بعد، ويتبقى للأبيض خصمين عنيدين وشرسين وهما إيران والبحرين، وعليهم استغلال هذا الانتصار بشكل إيجابي في رفع الشحنة المعنوية وعدم الوقوع في فخ الثقة الزائدة مرة أخرى.