أقال نادي برشلونة مديره الرياضي أندوني زوبيزاريتا من منصبه، قبل أن يُقدم بويول هو الآخر استقالته ويُعلن رحيله عن "الكامب نو"، في أزمة تضرب النادي الكتالوني وتبدو مشابهة لحقبة مر بها غريمه الأزلي ريال مدريد. حقبة مدتها عشر سنوات تلخص الكثير من إنجازات واخفاقات لكلا الفريقين كان لها تأثير على فرق الليجا والمنتخبات الإسبانية بكل فئاتها. اليوم، أعلن رئيس نادي برشلونة بارتوميو عن إجراء النادي الكتلوني لانتخابات مبكرة في الصيف المقبل عقب نهاية الموسم الحالي وهو ما من شأنه أن يدفع الرئيس السابق جوان لابورتا لسدة الحكم من جديد حسبما يتوقع الجميع. وإن عدنا للخلف على مدار العشر سنوات الاخيرة فسنرى أن برشلونة و ريال مدريد كلاهما سبب نجاح الآخر في تلك الفترة، فثورة لابورتا مع رونالدينيو جاءت ردًا على ثورة بيريز مع زيدان وفيجو، وتألق ميسي وجوارديولا وتحقيق السداسية التاريخية كانت من أهم أسباب عودة بيريز وانتدابه رونالدو لينافس البرغوث الأرجنتيني. حتى أسباب الفشل أصبحت متشابهة حيث أن إقالة زوبيزاريتا ورحيل بويول هو بداية لمسلسل الاخفاقات هذا الموسم الذي سيستمر من وجهة نظري بقدوم إدارة جديدة كما حصل مع ريال مدريد عندما رحل كالديرون الذي جاء بمدرب بحجم شوستر بدون تاريخ تدريبي وهذا تماماً ما فعله بارتوميو عندما تعاقد مع إنريكي. إقالة زوبيزاريتا تبدو ذات أبعاد أكبر من ما نشرته صحيفة الآس الإسبانية عن أن تصريحاته ضد رئيس النادي كانت السبب لاقالته لكن العقوبة التي تلقاها النادي الكتالوني بحرمانه من التعاقدات لموسم كامل والتعاقدات الغير مقنعة في الصيف على غرار فيرمايلين، ولكن أهم سبب من وجهة نظري هو عودة الريال قويًا مرة أخرى أوروبيًا ومحليًا أي أن المحيط الكتالوني بدأ يعي حجم الخطر المدريدي بعد الموسم الناجح للملكي مع أنشيلوتي وتعاقداته المميزة و هذا يعني أن الميرينجي سيطغى على هيبة برشلونة ليس فقط على الصعيد الفني و الكروي بل أيضا من الناحية التسويقية في حال رحيل أبرز نجومه الذين أعادو هيبة البلوجرانا وصنعوا إنجازاته في السنوات العشر الأخيرة. أزمة برشلونة التي إن لم تخمد نارها سريعًا سيستفيد غريمه المدريدي الذي لن ينافسه محلياً على الأقل سوى أتليتكو مدريد بالإضافة إلى ذلك فإن الريال سيكون وحيدًا في سوق الانتقالات وسيصبح قادرًا على استقطاب لاعبين لن يكونوا قادرين على الانضمام للفريق الكتلوني بسبب الحرمان من الفيفا والأهم من ذلك تدهور البلوجرانا وافتقاده للاستقرار أي أن الريال سيكون المستفيد الأكبر من أزمة برشلونة. ما سبق يقودنا للحديث عن طبخة لإحداث ثورة جديدة تنقذ برشلونة قبل أن يرحل نجوم الفريق وعلى رأسهم ميسي. من يدير هذا المشروع هم أناس من داخل البيت الكتلوني وهم على دراية كاملة بأنه لن يكون باستطاعة بارتوميو الذي لا يتمتع بالثقة الكافية من داخل النادي وحتى من قبل الجماهير أن يوقف قطار ريال مدريد، هذا المد المدريدي لن يقف في وجهه سوى شخص واحد صنع تاريخ برشلونة ويحظى بثقة الجميع والأهم من ذلك كله يحظى بثقة ميسي وهذا الشخص هو جوان لابورتا. الصراع المدريدي الكتالوني تخطى حدود الملعب في السنوات الأخيرة فأصبح له تأثير مباشر على مستوى التعاقدات والأمور الاقتصادية وكل نجاح يحققه أحد الفريقين أصبح يشكل حافزًا للفريق الآخر ونهاية الموسم ستجيب عن أسئلة منها هل أن برشلونة سيقوم بثورة بطلها جوان لابورتا مرة أخرى؟ والسؤال الأهم، هل برشلونة بهذه الوضعية قادر على منافسة ريال مدريد والحد من هيمنته؟ الإجابة قطعًا لا، فالتخبط الإداري يعيدنا إلى ما قبل الثورة الكتلونية بقيادة جوارديولا التي أكلت الأخضر واليابس محليًا وأوروبيا، فالإدارة ضعيفة، لا توفر المناخ المثالي لنجوم الفريق، وميسي متذمر، وإنريكي مدرب ضعيف! وهنا يمكن القول أن النادي بحاجة بالفعل إلى ثورة جديدة تطيح بهذه الإدارة "المترهلة" التي كلفت النادي حرمانه لمدة عام كامل من سوق الانتقالات وهو ما ستضمنه الانتخابات بكل تأكيد، كما أن النادي بحاجة للإطاحة أيضاً بالمدرب إنريكي الذي يؤكد يومًا بعد الآخر أن كرسي الإدارة الفنية في كامب نو أكبر منه!