تحليل : 5 فترات إنتقالية حولت تشيلسي من فريق مُعمر وغير متزن إلي واحد من أكثر الفرق شبابًا وعمقًا وموهبةً في أوروبا. بعدما حصد تشيلسي بطولة دوري أبطال أوروبا في مايو 2012 بطريقة إعجازية، بدا الأمر وكأنها نهاية عصر وبداية عهد جديد للفريق، الذي أنهى رحلة طويلة إستمرت 8 سنوات للحصول على البطولة المنشودة والمفضلة من جانب رومان أبراموفيتش. الأمور إختلفت منذ ذلك الحين، فبعدما أشرك دي ماتيو 13 لاعبًا بمعدل أعمار 28 سنة وخمس شهور، أصبح الفريق أكثر شبابًا، حيث لم يتبقى من ال18 لاعب الذين حضروا هذا النهائي سوى أربع لاعبين فقط هم تشيك، كاهيل، ميكيل ودروجبا، الذين لا يشارك منهم سوى لاعب واحد فقط بصفة أساسية. ثورة كبيرة قامت بها إدارة البلوز، برحيل لامبارد وأشلي كول، بالإضافة إلي مغادرة دروجبا قبل أن يعود من جديد ولكن على دكة البدلاء بجانب بيتر تشيك. ميلان ضم توريس لمدة موسمين على سبيل الإعارة، بينما ماتا ولويز تم بيعهما بعدما أصبح من الواضح أنهما خارج خطط السبيشيال وان. هذه الثورة التي حدثت خلال 5 فترات إنتقالية حولت تشيلسي من فريق مُعمر وغير متزن إلي واحد من أكثر الفرق شبابًا وعمقًا وموهبةً في أوروبا. كما ساعدتهم على الإلتزام بقواعد اللعب المالي النظيف على خلاف أندية مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان. وقد أعلن نادي تشيلسي في نوفمبر الماضي عن ربح صافي يقدر ب23 مليون جنيه إسترليني للعام المالي الذي إنتهى في يونيو 2014، وذلك جاء تزامنًا مع أقل معدل إنفاق للنادي خلال آخر ثلاث سنوات، حيث أن بيع الثنائي ماتا ودي برويني في سوق الإنتقالات الشتوية الماضي قد درّ لخزينة النادي أكثر مما أُنفق على ضم الثنائي ماتيتش وصلاح. ومع إصرار مورينيو على أنه لن يدخل سوق الإنتقالات الشتوية القادمة، فإن معدل إنفاق الفريق في هذا العام يقدر ب11 مليون جنيه إسترليني فقط، بعد سوق إنتقالات صيفية ناجحة حيث غطت أموال بيع لويز ولوكاكو تكلفة ضم فابريجاس وكوستا، ومع إستمرار تشيلسي على هذا المنوال من المتوقع أن يعلن النادي عن أرباح جيدة في نهاية العام. TURNING A PROFIT | Cesc Fabregas, No.7 on the Goal Transfer List, was funded by shrewd sales جرايم لو سوكس مدافع تشيلسي السابق علق على هذا التطور الذي يمر به النادي حيث قال: "بالنسبة لأي نادي يلعب في البطولات الأوروبية، هناك بعض الصعوبة لبناء فريق يتناسب مع قوانين اللعب المالي النظيف، ولكن فريق تشيلسي يؤدي بشكل جيد ومع ذلك النادي ملتزم باللوائح، لذلك هم يقومون بعمل جيد بالنسبة لوضعهم مع اليويفا." بالرغم من الأمور كانت واضحة للجميع بأن الثنائي ماتا ولويز خارج خطط مورينيو، ولكن مع ذلك إستطاع النادي الإستفادة منهم ماديًا جراء بيعهما، وهو ما ساعد تشيلسي على تحقيق هذه المعادلة الصعبة أفضل من الأغلبية في عام 2014، حيث كون فريق قوي ومع ذلك لم يخِل بقوانين اللعب المالي النظيف. كل هذا يؤكد أن أيام بذخ المليونير الروسي قد ولت، وأن النادي أصبح يمتلك سياسة مالية جديدة، حيث لم يضم تشيلسي أي لاعب بمبلغ أكبر من 45 مليون إسترليني منذ أن ضم توريس في يناير 2011، كما أن التركيز أصبح على اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 21 و 27 سنة، الذين إما لديهم هامش كبير للتطور أو بدأوا للتو أفضل فترات مسيرتهم. هذه السياسة ساعدت الإدارة أيضًا في السيطرة على أجور اللاعبين التي أصبحت أقل بكثير من نظيراتها في السيتي واليونايتد ومشابهة لأجور لاعبي أرسنال. STYLE OVER SUBSTANCE? | David Luiz was the ninth most expensive transfer deal of the summer مارينا جرانوفسكيا التي تتمتع بثقة كبيرة من جانب أبراموفيتش، وتُعد المدير التنفيذي الفعلي للنادي بعد إستقالة رون جولاري، كان لها دورًا كبيرًا في الصفقات التي برمها النادي خلال الثلاث سنوات الماضية، كما تحظي بعلاقة وطيدة مع مايكل إيمينالو المدير الرياضي للفريق الذي كان مسئولًا عن الإعارات الكثيرة التي قام بها النادي للاعبيه الشباب. فعلى مدار ثلاث سنوات منذ أن ربح تشيلسي دوري أبطال أوروبا، يقوم النادي بإعارة ما لا يقل عن 30 لاعب في كل موسم إلي عديد الفرق حول العالم. بعض هؤلاء اللاعبين ليس لديهم مكان في التشكيلة مثل فيكتور موسيس وماركو مارين، والبعض الآخر يتطور وقد يصبح مستقبل النادي أمثال برتراند تراوري وفان جينكل، أما الأغلبية فليس لديهم أي فرصة للعب مع البلوز. سياسة الإعارات هذه مفيدة بشكل كبير للنادي، فإذا نضج اللاعب بشكل سريع مثل كورتوا، فتشيلسي سيصبح لديه لاعب من الطراز العالمي وبسعر قليل جدًا مقارنة بقيمته السوقية في هذا الوقت، أما إذا تطور وأصبح مثل لوكاكو ودي برويني فيمكن بيعه بمقابل مادي كبير، وحتى إذا لم يظهر أي بادرة أمل في تحسن مستواه فلن يخسر النادي سوى المبلغ الزهيد الذي دفعه لإستقطابه، أما الرواتب وخلافه فالنادي المُعار إليه سيتكلف بها. من إيجابيات هذه السياسة أيضًا، هي شبكة العلاقات التي يكونها تشيلسي مع باقي الفرق، فمن المؤكد أن التعاون المتواصل بين فريقي تشيلسي وأتلتيكو مدريد خلال فترة إعارة كورتوا التي إمتدت ل3 سنوات قد ساعدت النادي اللندني على الظفر بخدمات الثنائي كوستا وفيليبي لويس بالصيف الماضي. وبالمثل فالعلاقة القوية التي تربط أبراموفيتش ومالك نادي فيتيس أرنهيم ألكسندر شيجيرينسكي، والتي عُززت بإنتقال عديد اللاعبين الشباب من تشيلسي إلي فيتيس، كان لها دور كبير في صفقة إنتقال فان جينكل. بالتأكيد نظام الإعارة الذي يتبعه النادي لن يمد الفريق دائمًا بلاعبين موهوبين مثل كورتوا ولوكاكو، ولكنه قد يصبح مصدر دخل جديد للنادي مما سيساعده على الإلتزام بلوائح اللعب المالي النظيف، وحينها إذا ما فاز تشيلسي بدوري الأبطال مرة أخرى فلن يكون ذلك نهاية لأي شيء.