تكثر الأقاويل والمواضيع في الآونة الاخيرة عن فقدان برشلونة لهيبته , ومبدعو برشلونة للمستهم القاتلة, ويكاد أي متابع مبتدئ أن يلاحظ أن عالم المستديرة قد عاد طبيعيا كما كان قبل الهيمنة غير الطبيعية لنادي العقد الأخير ..العملاق الكتلوني. ملاحظتي هنا عن تحول غريب في أدوار وتعليقات المشجعين .. في البداية كنا نرى مواضيع وتعليقات عن كون برشلونة هو أفضل نادٍ في تاريخ كرة القدم, وأن ميسي هو أفضل لاعب ليس في هذه الحقبة فحسب بل على مر العصور. اليوم نرى الأدوار وقد انعكست, فأصبح النقاش عن ريال مدريد، هل هذه أفضل نسخة من النادي الملكي تاريخياً ؟ هل يستحق باعتباره أفضل نسخة في تاريخه- حسب آراء عديد من اللاعبين والإعلاميين- ان يصنف كأفضل نادي بالتاريخ باعتبار أنه صنف سابقاً كنادي القرن! وبالتالي هو سيد كل القرون؟! وكذلك تقلب الأدوار بين ميسي ورونالدو ..هل هذا أفضل مستوى في مسيرة الدون ؛ بالمقابل هل هو الأسوأ في مسيرة البرغوث؟ هل رونالدو هو الأفضل عالمياً ام ميسي .. هل أحدهما يصنف الأفضل تاريخياً ..! من هنا يتضح لنا دور الإعلام في صناعة المجد للنادي ونجم الفريق الأول , الذي يحصد كل النجاحات مثلما يتم تحميله مسؤولية الإخفاقات , فنحن من دون شك نعيش في عصر الإعلام والبحث عن الاثارة ..إعلام قادر على تحويل لاعب مجتهد وموهوب الى أسطورة لأغراض مادية مثل الإعلانات الخ الخ.., ومع قليل من الحظ والإنجازات يطرح التساؤل، هل هو الأفضل بالتاريخ! فلو كان هناك لاعب آخر غير ميسي ورونالدو هل كان ليحصد على نفس القدر من المجد والشهرة .. فهذان النجمان محظوظان حقاً بكونهما عاصرا هذه الحقبة الاعلامية الساحرة , التي خدمتهما في مسيرتهما بقدر ما قدما لها من تشويق وإثارة بتنافسيتهما واحترافيتهما. فهنيئاً لهما ,وهنيئاً لنا .. ولكن فلنحذر من كل هذا التضخيم الاعلامي , فمن يعلم , قد نرى في المستقبل لاعبين موهوبين اخرين يسحبون البساط من تحت أقدام ميسي ورنالدو , وتبدأ قصة بحث جديدة عن الأفضل تاريخياً انطلاقاً تاريخ عاصره كل من ميسي ورونالدو باعتبار ان التضخم الاعلامي ابتدأ من عندهما , فيكون حال هذين النجمين مثل كمن سبقوهم ممن ظلمهم زمن إعلامهم. "فاتن أبو سلطان"