تحليل قمة الميستايا بين فالنسيا وبرشلونة الذي انتهى بفوز الأول بهدف قاتل في الدقيقة 93... كتب | أحمد عطا في واحدة من أكثر مباريات الليجا ندية، نجح برشلونة في خطف نقاط المباراة الثلاث من موقعته مع فالنسيا التي جرت على ملعب الأخير "ميستايا" ليواصل البلاوجرانا مرحلة الزحف خلف ريال مدريد وعدم التخلي عن المزيد من النقاط في انتظار من يوقف الميرينجي. الآن لنرى الملاحظات التي خرجنا بها من هذا اللقاء.... فالنسيا | عودة إلى 4/3/3 بلا رجعة، والسر في تلقي أهداف متأخرة ■من الواضح للجميع أن نونو اسبريتو سانتو لن يعود على الأرجح لخطة 4/2/3/1 التي اعتمدها في فترة إصابة داني باريخو وهي الخطة التي أفقدت الفريق صلابته بشكل واضح. اليوم عاد فالنسيا لخطة 4/3/3 فظهر تماسكه في الوسط وقدرته على مبادلة أي فريق للهجمات وتهديد مرماه بصورة مستمرة، كما كان للعودة لتلك الخطة بالغ الأثر في عودة أندريه جوميش لمستواه وتقديمه لمباراة ممتازة. ■ كان فالنسيا يخسر فرصة إشراك سفيان فيجولي من بداية المباراة لصالح رودريجو مورينو الذي كان عاجزاً تماماً عن تقديم أي إضافة هجومية للفريق في المباريات الأخيرة دون أي ملامح لخروجه من التشكيلة الأساسية لأسباب يراها البعض غير فنية. اليوم شاهدنا فيجولي يشترك مع خروج بابلو بياتي من التشكيلة رغم أنه في رأيي يقدم عطاءات أفضل من مورينو، إلا أن الأخير اليوم قدم أفضل أداء له في المباريات الأخيرة وكان خطيراً أكثر من كرة رغم أنه لم يتخلَ عن هوايته بإضاعة الفرص الثمينة، وكذلك فعل سفيان فيجولي الذي أضاع أهم فرصة لفالنسيا في الشوط الثاني لكنه قدم مباراة ممتازة خصوصاً على صعيد الارتداد الدفاعي. ■ يتساءل المشجع الفالنساوي لماذا يتلقى فريقه أهدافاً متأخرة متذكراً بألم هدف إشبيلية في مرماه في مباراة إياب نصف نهائي الدوري الأوروبي العام الماضي، والحقيقة أن السبب في بعض تلك المباريات أن فالنسيا غير مميز في عملية توزيع الجهد على وقت المباراة. فتجد لاعبي الخفافيش شعلة نارية في أول 60 دقيقة بينما يقل مجهودهم بعد ذلك .. السبب في ذلك يعود لعاملين .. الأول هو المدرب والثاني هو أن فالنسيا لديه أصغر تشكيلة في الليجا ومثل هذا التوزيع يحتاج لخبرة تجعلك لا تركض وراء كرات بلا طائل أو تحاول الهجوم بعدد قليل من اللاعبين مما يجهد عناصرك. ■ كعادته قدم دييجو ألفيش مباراة كبيرة ونجح في الزود عن مرماه ليحافظ لفريقه على آماله .. حتى في لقطة الهدف أنقذ البرازيلي الكرة الأولى وكان عنيداً في دخولها في المرة الثانية ■ ربما كانت مباراة الدفاع الأقل لفالنسيا بعد لقاء ديبورتيفو لاكورونيا .. لم يكن شكودراني موستافي ونيكولاس أوتامندي في أفضل حالاتهم وكانوا عرضة للاختراق، كما كان خوسيه جايا غائباً على المستوى الهجومي تماماً. ■ خروج داني باريخو مصاباً أثر كثيراً على مستوى وسط فالنسيا في الدقائق الأخيرة، فقد كان أكثر اللاعبين ربطاً بين الخطوط وكذلك كان مسانداً قوياً لخابي فويجو في تغطية المنطقة أمام قلبي الدفاع. ■ مباراة أفضل لألفارو نيجريدو من سابقتها أمام ليفانتي .. من الواضح أن المهاجم الإسباني أنسب لمباريات فالنسيا على أرضه في حين يبدو باكو ألكاثير خياراً أفضل للخفافيش في المباريات خارج الديار. برشلونة | تكرر للهجوم أمام ليفانتي والرايو، والبرسا بات خطوطاً منفصلة ■ لم يعد برشلونة ذاك الفريق الذي يختلط الدفاع فيه بالوسط والذي يختلط فيه لاعبو الوسط بالهجوم حتى لا تكاد ترى خطوطاً منفصلة يمكن رسمها في أرض الملعب بل وحدة واحدة متماسكة.. لم يعد البرسا هذا الفريق بل صرنا نشاهد فريقاً لديه رباعي واضح في الدفاع وثلاثي أوضح في الوسط بدون أي تراجع لعناصر الهجوم اللهم إلا تراجع لميسي أحياناً أو تقدم لعناصر الوسط. المشكلة في أن هذا الأمر صار يضاعف من أعباء لاعبي الهجوم الذين بات عليهم أن يتسلموا الكرات وينطلقوا بها ويصنعوا الفرص بأنفسهم دون مدد حقيقي من لاعبي الوسط بل إن المساندة تأتي بشكل أكبر من الأظهرة. لكن مع تراجع داني ألفيش وانخفاض نسبي لمستوى ألبا بات كل خط معزولاً عن الآخر وكان اشتراك راكيتيتش هو أفضل لحل لمزيد من الربط وهو ما حدث. ■ اعتمد لويس إنريكي على نفس استراتيجيته أمام كلٍ من ليفانتي ورايو فاييكانو .. كرات طويلة في عمق الدفاع مستغلاً التقدم النسبي لعناصر دفاع المنافس .. هذا الأمر أتى ثماره في البداية مع فرصة لويس سواريز الخطيرة، لكن بعد ذلك تم كشفه تماماً وإيقافه خصوصاً وأن فالنسيا يمتلك دفاعاً قوياً عكس ما هو عليه ليفانتي والرايو. ■للمرة الأولى يشترك سيرجيو بوسكيتس وخافيير ماسكيرانو كلاعبي ارتكاز في صفوف البرسا مع تقدم نسبي لبوسكيتس .. هذه خطوة مغايرة تماماً لما هو عليه برشلونة منذ أكثر من 25 سنة على الأقل .. سنرى إن كان هذا الأمر سيستمر أم لا، لكن إن كان سيستمر فعلى لويس إنريكي إشراك إيفان راكيتيتش بدلاً من تشافي ، فالأول اعتاد أن يلعب وحيداً كصانع ألعاب من قبل مع إشبيلية أما الثاني فلم يعتد أبداً على مثل هذا الأسلوب فمنذ أن وعت قدمه على لعب الكرة وهو يلعب في خط وسط ثلاثي قاعدته تجاه مرمى المنافس وليس العكس. ■كما قدم دييجو ألفيش مباراة كبيرة، فعل كلاوديو برافو نفس الشيء وقدم مباراة ممتازة وزاد عن مرماه في الكثير من الكرات خصوصاً كرة سفيان فيجولي التي تصدى لها ببراعة كبيرة .. لن أقول "برافو كلاوديو برافو" فهي جملة تم استهلاكها بشكل بشع من المحللين والمعلقين وصارت "كليشيه" مبالغ فيه. ■كان نيمار أفضل لاعبي الثلاثي الهجومي لبرشلونة، فقد كان نشيطاً متحركاً سواء بعرض الملعب لخلق الزيادة العددية في القلب أو بطول الملعب لخلق عامل المفاجأة في دفاعات فالنسيا .. أما سواريز فقد بدا راغباً في فعل نفس الشيء لكنه كان عاجزاً عنه في حين عانى ميسي كثيراً أمام ثلاثي وسط فالنسيا. تواصل مع أحمد عطا مدير تحرير النسخة العربية لجول على فيسبوك على تويتر