قالت اللجنة العليا للانتخابات أن الحزبين الاسلاميين الرئيسيين في مصر حصلا على نحو ثلثي الاصوات التي حصلت عليها القوائم الحزبية في المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية التي ستساهم في صياغة دستور جديد للبلاد بعد عقود من الحكم الاستبدادي. وحصلت قائمة حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين على 36.3 في المئة من اصوات القوائم بينما حصل حزب النور السلفي على 28.8 في المئة يليهما حزب الوفد في المركز الثالث. وهذه الانتخابات التي تجرى على مدى ستة اسابيع هي أول انتخابات حرة تشهدها مصر بعد حكم حسني مبارك الذي استمر 30 عاما حتى الاطاحة به في انتفاضة شعبية في فبراير شباط. واعتمد الغرب لفترة طويلة على مبارك وحكام أقوياء آخرين في المنطقة للمساعدة في مكافحة المتشددين الاسلاميين ويتابع بقلق تقدم الأحزاب الإسلامية في الانتخابات في تونس والمغرب والآن في مصر. وستكون المهمة الرئيسية للبرلمان هي اختيار اعضاء الجمعية التأسيسية المكونة من 100 عضو والتي ستقوم بصياغة دستور جديد يحدد سلطات رئيس الجمهورية وسلطات البرلمان في مصر. وحصل حزب الوفد الليبرالي على 9.6 في المئة من الاصوات في المرحلة الثانية. وحصلت الكتلة المصرية التي تضم مرشحين أغلبهم من الليبراليين واليسار على 7 في المئة. ويقول محللون أن ضعف التنسيق بين الجماعات غير الاسلامية هو الذي أدى إلى تفتيت اصوات الليبراليين وهو ما أدى في بعض الحالات إلى تسليم الاغلبية إلى الاسلاميين. وشاب الانتخابات التي بدأت في 28 نوفمبر تشرين الثاني وتنتهي في 11 يناير كانون الثاني اندلاع لاشتباكات بين الشرطة والمحتجين المطالبين بالانهاء الفوري للحكم العسكري. وقتل 17 شخصا على الأقل في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدت اعتداء قوات الأمن على نساء ورجال حتى بعد سقوطهم على الارض. وأثار المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد المخاوف من احتمال احتفاظه بالسلطة حتى بعد انتخاب رئيس جديد عندما اقترحت الحكومة التي عينها إدخال مواد في الدستور الجديد تحمي الجيش من الرقابة المدنية. وتولى الجيش السلطة بعد الاطاحة بمبارك وسوف يظل في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية التي تجرى في منتصف 2012 لكن البرلمان سيملك تفويضا شعبيا بصفته جهة منتخبة لا يملكه الجيش. وحصل حزب الحرية والعدالة في المرحلة الأولى على نحو 37 في المئة من الاصوات في القوائم بينما حصل حزب النور على 24 في المئة. ويعطي النظام الانتخابي المعقد في مصر ثلثي مقاعد البرلمان للقوائم والبقية لمرشحين بالنظام الفردي. وقال حزب الحرية والعدالة انه فاز بأربعين من 60 مقعدا فرديا جرت المنافسة عليها في المرحلة الثانية وهو نفس ما حققه في المرحلة الاولى. المصدر : رويترز