«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع العلاقات الإيرانية الإسرائيلية
نشر في شموس يوم 12 - 05 - 2018

لقد كان الإيرانيون الشيعة يصرون على التظاهر في مكة في مواسم الحج ضد أمريكا و إسرائيل لكن بعد أن إكتشف بلعالم أجمع أن هناك أسلحة و قطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران و اكتشف بأن هنا كتعاون بين إيران و إسرائيل منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية و أن الشيخ صادق طبطبائي قد كان هو الوسيط بين إيران وإسرائيل من خلال علاقته المتميزة مع يوسف عازر الذي كانت له علاقة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية و الجيش الإسرائيلي وكان قد زار إسرائيل في عام 1980اكتشف ختم دخوله إلى إسرائيل على جواز سفره عندما ضبطه الشرطي الألماني في المطار و في حقيبته أكثر من مائة و نصف كيلوغرام من المخدرات أي مادة الهيروين وذلك في شهر جانفي من عام 1983 و قد عرض ختم دخوله إلى إسرائيل على ملايين الناس في التلفزيون الألماني و كان من جملة الوسطاء في تصدير السلاح الإسرائيلي إلى إيران أندريه فريدل و زوجته يهوديان إسرائيليان يعشان في أنجلترا حيث تم توقيع خمس صفقات كبيرة مع أكبر شركات تصدير السلاح في إسرائيل عام1981 وعام 1983
وفي عام1981 إنكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة اروريو بلنتس و هي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران و إسرائيل محملة بأنواع السلاح و قطع الغيار و كانت الطائرة قد ضلت طريقها و دخلت الأجواء السوفيتية وكشف يومها تاجر بريطاني بأن إيران قد تلقت ثلاث شحنات الأولى إستلمتها في عام1981 والثانية والثالثة في1981 هذا طبعا وكان في عام 1981 قد إعترف الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدربوجود هذه العلاقة بين إيران و إسرائيل و أنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك و الذي كان متورطاً في التنسيق و التعاون الإيراني الإسرائيلي 0
هذا طبعا وفي عام 1982 إعترف مناحيم بيجن بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح لإضعاف العراق كما جرت في عام 1981 مباحثات بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران كما أن إيران قد عقدة صفقه مع إسرائيل اشترت بموجبها جميع السلاح الذي صادرته من جنوب لبنان وتبلغ قيمة العقد 100 مليون دولار0 ترى لوكانت إيران حقيقة تشكل خطر على الوجود الإسرائيلي0
و تشكل الخطر الإسلامي الحقيقي الذي تهابه أمريكا و روسيا فهل كانت إسرائيل تعطي أسئلة لإيران0هذا طبعا وفي عام 1989 استطاع بعض الشيعة الكويتيين تهريب كمية من المتفجرات و ذلك عن طريق السفارة الإيرانية في الكويت و دخلوا بها الى مكة ثم قاموا بتفجير بعضها و قد أصيب الحجاج بالذعر فقتل من جراء ذلك رجل واحد و جرح عشرات آخرون من الحجاج ثم مالبث أن إنكشف أمرهم و قبض عليهم و كانوا 14 من الأشقياء الذين أخذ بعضهم يبكي و يظهر الندم و التوبة أثناء مقابلة تلفزيونية أجريت معهم اعترفوا خلال ذلك بالتنسيق الذي كان بينهم و بين السفارة الإيرانية في الكويت و أنها سلمتهم المتفجرات هناك.هذا طبعا وتبقى علاقات حسن الجوار الممتازة بين إيران و بين الدول الملحدة المجاورة لها تثير المخاوف و الشكوك في نفوس المراقبين هذه العلاقات الجيدة التي لم يعكر صفوها أبداً موقف الإتحاد السوفيتي المجرم إتجاه الشعب الأفغاني المسلم0
هذا طبعا وتبقى العلاقات القائمة بين إيران و بين الدول الجائرة اظالمة التي تتعامل مع شعوبها بالنار و البطش ولا يمكن أن ننسى بإيران نفسها كانت قدأقامت في أفغانستان بعض الأحزاب الشيعية الأفغانية التي كان لها دور كبير في إعاقة عمل الشعب الأفغاني المسلم 0 كما تستخدم إيران اليوم بعض الطوائف من الشيعة في لبنان هذاطبعا وكانت إسرائيل قد قامت ببيع أسلحة ماقيمتها 75 مليون دولار أمريكي من مخزون الصناعات العسكرية الاسرائيلية وصناعات الطيران الإسرائيلي ومخزون قوات الدفاع الإسرائيلية، في عام 1981.هذا طبعا وقيل بأن مبيعات الأسلحة إلى إيران التي قدرت إجمالاً ب 500 مليون دولار أمريكي مابين عام 1981 إلى 1983 وتم دفع هذا المبلغ من خلال النفط الإيراني المقدم إلى إسرائيل. هذا طبعا ويقال بأن 80% من الأسلحة التي اشترتها طهران هي من إسرائيل.
حيث إسرائيل تقوم بتسهيل عمليات شحن الأسلحة من الولايات المتحدة إلى إيران هذا طبعا وكانت إسرائيل في عام 1981 قد قامت بمهاجمة المفاعل أوزيراك النووي العراقي وهو طبعا مما أعاق البرنامج النووي العراقي هذا وكانت إيران قد قصفت إيران المفاعل في عام 1980، ولكنها لم تدمر سوى المنشآت الثانوية. ولولا هذا الهجوم لستطاع العراق أن يمتلك السلاح النووي خلال الثمانينيات، ولكان لديه محافظة اسمها الكويت وجزء من إيران ولعانت المنطقة من الدمار النووي.لأ هذا المفاعل قد كان جزءًا من برنامج الأسلحة العراقية وكا الرئيس العراقي قد أعلن فو عام 1975 بأن امتلاك المفاعلات الفرنسية كان الخطوة الأولى الفعلية في إنتاج السلاح النووي العربي. وكانت الصفقة مع فرنسا تشتمل مبدئيًا على شحن يورانيوم مخصب بنسبة 7%، ولكن تم نقض هذا الاتفاق بعد الضغط الاقتصادي الكبيرالذي مارسته دولة العراق الغنية بالنفط على الفرنسيين حتى يضم الاتفاق توريد 75 كيلو غرام من اليوانيوم المخصب النقي بنسبة 93%، ومن الناحية النظرية يعد هذا كافيًا لإنتاج خمس أو ست قنابل نووية، ولجعل العراقيين على مسافة أكبر من إنتاج هذا السلاح. لكن الذي حدث هو أن الثورة الإسلامية الإيرانية قد أدت إلى زيادة اهتمام صدام بامتلاك القنابل النووية وأمر العلماء مباشرةً عام 1979 بتصنيع تلك القنابل. هذا طبعا ويقال بإنه لو لم يتم تدمير مفاعل أوزيراك لأصبحت العراق دولة نووية ولاستولى صدام على جزء كبير من الأراضي الإيرانية والكويت. كما أنه يومها كانت الولايات المتحدة تفضل أن تحل العراق محل إيران بوصفها قوة توازن كبرى في المنطقة، فقد كان يحكم العراق نظامٌ أقل تطرفًا من إيران، ومن ثم لم تعترض الولايات المتحدة على الطموح النووي للعراق. هذا طبعا وكانت تهدف إسرئيل من كل هذا هو إعادة خلق بعض النفوذ الذي فقدته في إيران بعد الإطاحة بالشاه عام 1979؛ وزيادة حدة حرب الخليج الأولى وإضعاف كل من إيران والعراق اللذين يعارضان وجود إسرائيل؛ ومنع العراق من هزيمة إيران حيث كانت إسرائيل تخشى انتصار صدام حسين، وإقامة أعمال تجارية لصناعة السلاح الإسرائيليهذا طبعا وكانت كل من إيران وإسرائيل تعتمدان سرًا على دعم بعضهما البعض لمواجهة المعارضة الهائلة من كل من العراق والاتحاد السوفيتي. وواستمرت هذا العلاقة رغم زيادة حدة الخطاب نتيجة الثورة الإسلامية في إيران، لكنها إستمرت حتى انهيار الاتحاد السوفيتي وتدمير الولايات المتحدة للعسكرية العراقية في حرب الخليج الأولى واللذين حدثا عام 1991. وظلت إيران طبعا تستخدم إسرائيل كوسيلة لخلق شعور عربي جامع معادٍ لإسرائيل تتجمع حوله جميع الدول المسلمة في المنطقة بزعامة إيران0 ثم بدأت بعد كل من إسرائيل وإيران إعتبار بعضهما البعض منافسًا إستراتيجيًا بعد تلاشي خطر الاتحاد السوفيتي وبعد ما لم تعد العراق تمثل نقطة اختبار للقوة في المنطقة. هذا طبعا وكانت ترى إسرائيل أن حرب الخليج تعد فرصةً لضمان سلامة المجتمع اليهودي في إيران والذي يُعتقد أنه كان يعيش في خطر. حيث كان يعيش في إيران وقت الثورة ما يقرب من 80 ألف يهودي. وكانوا يعتبرون أقلية ولكنهم لم يواجهوا في الحقيقة عمليات إعدام واستطاعوا متابعة حياتهم دون مشكلات. ومع هذا طبعا فإن المسؤولون الإيرانيون أثناء وبعد الحرب قد كانوا ينفون حصولهم على مساعدات من إسرائيل التي كانوا يدينونها باعتبارها دولة غير شرعية0 ومع هذا كله فالقادة الإيرانيين دائما يظهرون بتمسكهم بأن الموقف الصريح والمبدئي للجمهورية الإسلامية الإيرانية حول الطبيعة اللا مشروعة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، والدعم الشامل للقضية الفلسطينية، والقدس الشريف، واضح وبين للجميع، خاصةً للرأي العام والنخب في العالمين العربي والإسلامي0هذا طبعا ومن جهة ثانية فحتى الكيان الصهيوني يصدر تصريحات مشابهة يطالب فيها القيام بعملية عسكرية ضد طهران، باعتبار أن العقوبات الدولية غير كافية لإيقاف البرنامج النووي لإيران. مع أن كل هذه التصريحات هي في الحقيقة تثبتها مجريات الأحداث بأنها كلمات للاستهلاك المحلي والعالمي ومحاولة اكتساب شعبية في أوساط العرب والمسلمين، خاصة من ناحية النظام الإيراني، حيث أظهرت وكالات الأنباء مؤخراً عن اعتزام الكيان الصهيوني شراء صفقات غاز طبيعي من إيران0خاصة وأن هذه العلاقات الإيرانية الإسرائيلية هي علاقات قديمة ومتجذرة بين الطرفين، منذ نظام الشاه وحتى انقلاب الخميني خاصة وأن هناك أدلة وبراهين كثيرة تدل على عمق العلاقات الإيرانية الصهيونية، والتي لا يستطيع حتى من يمتلك منهم وجهة نظر حيادية تجاه عدوانية إيران وإسرائيل وأطماعهما في المنطقة العربية والإسلامية أن ينكرها، ومنها ما كشف عنه من التعاون الإيراني الإسرائيلي الحثيث أثناء حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، حيث أظهرت الوثائق التاريخية أن جسراً من الأسلحة كانت تأتي إلى إيران من أمريكا عبر الكيان الصهيوني، وأنه كان هناك تعاون بين الأطراف الثلاثة منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية،هذا طبعا وتبقى إيران اليوم تستخدم حزب الله كورقة مساومة، وهذا الموقف تحديداً يظهر أن إيران وإسرائيل والولايات المتحدة متساوون في مخاطرهم على العرب والمسلمين، فهم جميعاً لديهم طموحاتهم الإمبريالية الاستعمارية ضد دول المنطقة. كما أن هناك موقف تاريخي يجسد حميمية العلاقات الإيرانية الصهيونية، فإيران قدكانت من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني كدولة، حيث سارعت إلى الإعتراف بإسرائيل بعد عامين من قيامها، وكان ذلك في عام1950 وهو ما ترتب عليه تكون تحالف إستراتيجي بين الطرفين في المجال الأمني، وتمكن الكيان الصهيوني من خلال ذلك التعاون الإستراتيجي من كسر عزلته الإقليمية والدولية، بل إن العلاقات بينهما اتخذت منحى الصداقة في ظل عدوانيتهم المشتركة تجاه العرب والمسلمين، وهو ما قد يفسر لنا تعمق تلك العلاقات إبان حقبة الستينيات في ظل العداء المطلق من الرئيس المصري جمال عبد الناصر لكل من إيران والكيان الصهيوني على حد سواء.هذا طبعا وكانت تلك العلاقات الإيرانية الإسرائيلية العميقة خلال فترة الستينيات بلغت ذروتها من خلال قيام الكيان الصهيوني بتسليح شاه إيران، وعقد اتفاقيات أمنية موسعة بين الموساد الإسرائيلي والسافاك الإيراني. واقتصادياً قد كانت إيران هي المصدر الرئيسي لواردات النفط الإسرائيلية، ولا سيما أثناء حربي1967 و19730
هذا طبعا وتبقى العلاقات الإيرانية الخارجية وانعكاساتها الخطيرة على واقع قضايا العرب والمسلمين، لأننا عندما نتطلع إلى السياسة الخارجية الإيرانية فإنها طبعا نجدهامتهاونة مع أعداء الأمة، والديل طبعا هو حسن علاقتها بالدول الشيوعية الملحدة المجاورة لها وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي روسيا اليوم0 كما أن إيران تدعم الشيعة للسيطرة على العراق وجعله نقطة انطلاق نحو نشر التشيع في باقي دول المنطقةهذا طبعا ويبقى التواجد الصهيوني في شمال العراق، يؤهل تلك المنطقة أن تصبح مرتعاً لصراعات شرسة في المستقبل القريب، خاصة مع غنى منطقة كردستان بالنفط وخاصة مدينة كركوك، إضافة إلى اقتراب موعد الاستفتاء على وضع المدينة بشأن انضمامها لإقليم كردستان العراقي، الذي يتمتع بحكم ذاتي، وهو ما يؤهل تلك المدينة لأن تصبح مركزاً لصراعات إقليمية ودولية بين الكيان الصهيوني الرامي إلى إعادة إحياء خط نفط كركوك ء حيفا، الذي أنشأ عام1931لضمان إيصال النفط إلى الكيان الصهيوني، وبين إيران وتركيا المتخوفتين من نشأة دولة كردية في شمال العراق، بشكل يهدد وحدة واستقلال أراضيهم، وهو ما قد يدفع تلك الأطراف الثلاثة للالتقاء للتعاون بينهم كل حسب هدفه، مما يقد يعطي دليلاً آخر على احتمالات التآمر الإيراني بين طهران والكيان الصهيوني، ضد العراق.هذا طبعا وكان النظام العراقي السابق بقيادة الرئيس صدام حسين قد سجل موقفاً تاريخياً إسلامياً شريفاً ضد الأطماع الصهيونية في المنطقة، حيث رفض الرئيس الراحل تصدير نفط كركوك إلى الكيان الصهيوني، الذي تقدم بطلب استيراده مقابل دعمه في حربه ضد إيران، في الوقت الذي لم تتورع إيران عن استيراد السلاح الصهيوني للحرب ضد العراق.ومما طبعا ليس بغريب على إيران والكيان الصهيوني، فقد يكون لهما مشروعهما السياسي الذي يسعون لتحقيقه، إلا أن الأغرب هو الموقف العربي والإسلامي السلبي تجاه هذين المشروعين الاستعماريين في المنطقة، وأن العرب والمسلمين لن تكون لهما القدرة على التصدي لهذين الخطرين إلا باستحداث مشروع عربي إسلامي نهضوي يجمع شمل الأمة العربية والإسلامية، ويكون قادراً على وضع الأمور في نصابها الحقيقي، ويحمي الأمة من مخاطر الانخداع بلغة الشعارات التي يتبناها النظام الإيراني، الذي يلعب على وتر القضية الفلسطينية، لكسب تأييد الشعب العربي المسلم، دون تحرك جدي نحو مناهضة الكيان الصهيوني.كما أنه يكفي أن نعرف أن المنطقة العربية والإسلامية محتلة من إيران والكيان الصهيوني والولايات المتحدة، فإيران تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وتثير بين فترة وأخرى قضية تبعية مملكة البحرين لها، وإسرائيل تحتل هضبة الجولان وأجزاء من الجنوب اللبناني وفلسطين، والولايات المتحدة تحتل العراق وأفغانستان،
أليست تلك دلائل على المخاطر المحدقة بالعرب والمسلمين من جانب هذه الدول الثلاث، التي تعتبر محور شر حقيقي ضد دول المنطقة0ومع هذا كله طبعا يصعب تصور وجود عدوين لدودين في عالم اليوم اشد تناحرا وتباغضا من ايران واسرائيل. الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يدعو الى ازالة اسرائيل من الخارطة. ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يعتبر ايران خطرا على وجود اسرائيل في حالة حصولها على السلاح النووي.لكن طبعآلعداوة بين ايران واسرائيل ليست سوى شذوذ عن مسيرة العلاقة التاريخية بين الشعبين، فقد عملت الروابط الثقافية والمصالح الاستراتيجية بين الفرس واليهود على جعل ايران واسرائيل حليفتين متضامنتين لحين قيام الثورة الاسلامية في ايران. وعلى الرغم من الصورة القاتمة لما آلت اليه العلاقة بين البلدين في الوقت الحاضر، فان المصالح الاستراتيجية الثابتة تشير الى ان اعادة احياء الشراكة الفارسية أليهودية امر محتوم وان لم يكن متوقعا على المدى القريب.هذا طبعا ولو كان الرئيس الايراني احمدي نجاد مطلعا على تاريخ بلاده لتذكر بان الدبلوماسيين الايرانيين في اوروبا هم الذين انقذوا الاف اليهود من المحرقة وان ايران قد وفرت طريق الهروب امام يهود العراق الراغبين في الهجرة الى اسرائيل بعد عام 1948 . وقد كانت ايران واحدة من اوائل الدول الاسلامية التي اقامت علاقات دبلوماسية وتجارية مع دولة اسرائيل.
على مدى السنوات الثلاثين التي تلت قيام دولة اسرائيل عمل العدو المشترك المتمثل في العرب السنة على عقد روابط الصداقة الوثيقة بين الفرس واليهود، وكان شاه ايران، محمد رضا بهلوي، يعتمد على اسرائيل كمصدر لاستمرار تدفق السلاح والمعلومات الاستخبارية. واعتمدت اسرائيل على ايران كجزء من سياستها في دائرة الطوق القائمة على عقد تحالفات استراتيجية مع الدول والجماعات غير العربية في الشرق الاوسط. ومن بينها تركيا واثيوبيا والمسيحيين اللبنانيين.
وقد حافظت ايران الفارسية على موقفها من اسرائيل اثناء الحروب العربية الاسرائيلية الثلاث، وواصلت تزويد اسرائيل بالنفط في فترة الحظر النفطي الذي فرضه العرب في سبعينات القرن الماضي. وساهم اليهود البالغ عددهم 100 الف يهودي في ايران في المحافظة على عافية حركة التجارة الايرانية ألاسرائيلية النشيطة.وعندما قامت الثورة الاسلامية بقيادة اية الله روح الله الخميني بقطع تلك العلاقات الوطيدة وارغمت اليهود الايرانيين على الهرب من ايران، ظلت المصالح المتداخلة للدولتين تفعل فعلها في حمل اصدقاء الامس واعداء اليوم على القيام بصفقات تمليها تلك المصالح.هذا طبعا وقد دفع العداء المشترك للعراق ورغبة اسرائيل في المحافظة على نفوذها بين صفوف المعتدلين الايرانيين، الاسرائيليين الى تزويد الجمهورية الاسلامية في ايران بالسلاح في ثمانينات القرن الماضي، والى لعب دور الوسيط في صفقة السلاح مقابل الرهائن التي ابرمت في عهد ادارة الرئيس الامريكي رونالد ريغان.واستمرت حالات التقارب بين اسرائيل وايران في احلك فترات التوتر بين الدولتين في سنوات التسعينات، وعلى الرغم من الدعم الايراني المقدم لحزب الله في لبنان وللمسلمين والفلسطينيين وتفجير السفارة الاسرائيلية والمركز الثقافي اليهودي في الارجنتين.واثناء زيارة قمت بها لايران في السنة الاولى من ولاية الرئيس الايراني الاصلاحي محمد خاتمي، كان المسؤولون الاسرائيليون يستطلعون الافاق بحثا عن وسيلة تمكنهم من تسديد الديون التي يدينون بها لايران عن كميات النفط التي استلموها في زمن الشاه. وقيل في حينه ان صادرات اسرائيل الى ايران عبر دول اوروبية تدخل كطرف ثالث في العملية قد تجاوزت 300 مليون دولار، وشكلت المعدات الزراعية الجزء الاكبر من تلك الصادرات.هذا طبعا وقد صمدت المصالح المشتركة بين ايران واسرائيل بوجه محاولات المتشددين في طهران وواشنطن وتل ابيب لاعاقة فتح الحوار بين الدولتين. هذا طبعا وتشعر الدولتان بان لديهما مصلحة حيوية مشتركة في تجنب اضطرار اسرائيل الى توجيه ضربة جوية الى المنشآت النووية الايرانية والحيلولة دون تشظي العراق على اسس عرقية وطائفية. ففي حالة نشوب حرب اقليمية واسعة بين الشيعة والسنة ستجد ايران واسرائيل انهما اصبحتا ثانية بمواجهة عدو مشترك.هذا طبعا وتبقى تحتاج اسرائيل الى ايران، كما الى سورية، من اجل كبح زمام حزب الله، وحركة حماس، والجهاد الاسلامي، ولسوف تحتاج ايران الى اسرائيل ولوبيها القوي في واشنطن من اجل الغاء العقوبات الاقتصادية الامريكية. والواقع ان واشنطن التي انهت سياستها التي استمرت 27 عاما والقائمة على معارضة اي حوار مباشر مع طهران، قد فتحت الباب مواربا امام تقارب ايرانيأمريكي اوسع. لكن الطريق الى المصالحة فيما بينهما يمر عبر تل ابيب.وعندما تصل كل من الحكومتين الاسرائيلية والايرانية الى مرحلة الاستعداد لتقبل المصالحة، ستكون الروابط الثقافية الراسخة بين الشعبين الجسر الامثل للعبور الى المصالحة المنشودة.هذا طبعا ويتمتع مواطنو اسرائيل من اصل يهودي ايراني والذين يبلغ عددهم 200 الف نسمة بفرصة طيبة لاقامة علاقات تجارية وثقافية جديدة مع الارض التي انحدر منها اجدادهم خصوصا ان بين افراد الجالية الاسرائيلية ايرانية الاصل قائد عسكري، ونائب لرئيس الوزراء ورئيس دولة يتكلم الفارسية.أما في ايران فان الجالية اليهودية التي يبلغ عدد افرادها 25 الف نسمة تعتبر اكبر الجاليات اليهودية في الشرق الاوسط خارج اسرائيل، ومن المتوقع ان يرحب الشعب الايراني، وفي مقدمته ابناء تلك الجالية، بمبادرات التقارب الاسرائيلية.هذا طبعا ويبقى تصرف الجانب الإسرائيلي في هذه القضية أيضاً يدل على تطلّعهم لفتح الأبواب من جديد للمحادثات والتعاون في مجال الاقتصاد والأعمال مع إيران، إلى جانب التعاون القديم في مسألة النفط والحل "السلمي" لمشكلة الديون، هناك فائدة اقتصادية كبيرة تجنيها إسرائيل من الملف النووي. خاصة وأن إسرائيل منذ عام وهي تتمتع1966 باحتكار نووي، والذي يساعدها على التطور في ظل صغر مساحتها وقلة أفرادها ومواردها. كما أن الغموض النووي الذي تتمتع به إسرائيل منذ 1969 فلولا تأييد الولايات المتحدة حتى اليوم، لكانت إسرائيل اليوم عرضة لضغط دولي لإغلاق مفاعل ديمونا النووي والتخلص من إنتاجاته.
ولهذا فإن البرنامج النووي الإيراني يسعى لإنشاء "احتكار ثنائي" في الشرق الأوسط، الأمر الذي يضر إسرائيل. لهذا السبب تناهض إسرائيل البرنامج النووي لإيران، بالخفية والعلن، من أجل الحفاظ على مكانتها كقوة اقتصادية في الشرق الأوسط، وليس من أجل "الخطر الوجودي" الذي تدعي إسرائيل أن إيران تشكله عليها.لذا طبعا تبقى تهديدات السياسيين الإسرائيليين المتكررة بإرسال القوات الجوية الإسرائيلية لضرب مفاعل إيران النووي والبدء بحرب ضدها، ماهي إلا محض شعارات. ومع هذا طبعا فقد عززت إسرائيل قوات الردع البحرية التي تشكل خطراً كبيراً على كل دولة تفكر بضرب إسرائيل. وبسبب الفزاعة الإيرانية أيضاً عقدت إسرائيل صفقات سلاح ضخمة واقتنت غواصات من ألمانيا. هذا طبعا ويرة القادة الإسرائليين بأن إيران ليست عدواً "مجنوناً" وأنها لن تسارع بضرب إسرائيل ولن تجر نفسها لمواجهة عسكرية فعلية. خاصة وأن إيران قد اعترفت بتفوق إسرائيل النووي وهذا قد نجحت سرائيل بالتوصل لنوع من الاتفاق مع إيرا، والذي عن طريقه استطاع الطرفين خدمة مصالحهما دون الدخول بمواجهة عنيفة. وهكذا طبعا قدنجحت إسرائيل بحفظ السيطرة على الأراضي الفلسطينية.هذا طبعا وتعتقد إسرائيل بأنها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط ولكنها لا تؤكد ذلك أو تنفيه لإنها تعتقد بأن إيران مصممة على تدمير إسرائيل. كما أن إيران تصرعلى أن مشاريعها النووية سلمية تماما.ومن خلال عدم التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي الاختيارية التي تضم إيران فقد أبقت إسرائيل منشآتها النووية الرئيسية في منأى عن التفتيش من أي طرف خارجي.هذا طبعا وتبقي تربط إيران وإسرائيل علاقات اقتصادية متينة، قد تكون تأثرت منذ سقوط الشاه وصعود الخميني، لكنها بقيت قوية يتم التباحث بخصوصها خلال اجتماعات تعقد في دول أوروبية في سرية تامةهذا وكانت علاقة مصر مع إسرائيل أكثر عداء بكثير من علاقتها مع إيران اليوم، حيث كان هناك قتال وصراعات عسكرية على نطاق واسع مع العرب، على العكس مع طهران، فحتى بعد ثورة الخميني واصلت إسرائيل علاقتها مع إيران وكانت الأخيرة تمدها بالسلاح والنفط من أجل مواصلة الحرب في سيناء. وأيضا إسرائيل كانت تضغط على واشنطن من أجل بيع الأسلحة إلى طهران0هذا طبعا ويبقى الوضع الذي تعيشه كل من إيران و إسرائيل ضمن المحيط العربي يدل على أنهما يلتقيان فيي نظرية لا حرب، لا سلام 0 خاصة وأن الإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنون أنهم اقل منهم شأنا و لا يريدون أيضا خوض حروب طالما أنّ الوضع لصالحهم، لذلك فان نظرية لا حرب، لا سلام هي السائدة في المنظور الإسرائيلي. في المقابل، فقد توصّل الإيرانيون إلى هذا المفهوم من قبل، و اعتبروا أنّ العرب يريدون النيل من إيران. هذا طبعا ويبقى الأهم من هذا كلّه، أنّ الطرفين يعتقدان أنّهما منفصلان عن المنطقة ثقافيا و سياسيا. اثنيا، الإسرائيليين محاطين ببحر من العرب و دينيا محاطين بالمسلمين السنّة. أما بالنسبة لإيران، فالأمر مشابه نسبيا. عرقيا هم محاطين بمجموعة من الأعراق غالبها عربي خاصة إلى الجنوب و الغرب، و طائفيا محاطين ببحر من المسلمين السنّة. يشير الكاتب إلى أنّه و حتى ضمن الدائرة الإسلامية، فإن إيران اختارت إن تميّز نفسها عن محيطها عبر إتّباع التشيّع بدلا من المذهب السني السائد و الغالب.هذا طبعا وتبقى كل من إيران و إسرائيل اليوم يتنافسان ضمن دائرة نفوذهما في العالم العربي حتى وإن كان هذا التنافس طبيعي و ليس وليدة الثورة الإسلامية في إيران، بل كان موجودا حتى إبان حقبة الشاه حليف إسرائيل. لأن إيران اليوم تخشى أن يؤدي أي سلام بين إسرائيل و العرب إلى تهميشها إقليميا بحيث تصبح معزولة، و في المقابل فإنّ إسرائيل تخشى من الورقة الإسلامية التي تلعب بها إيران على الساحة العربية ضد إسرائيل.هذا طبعا وترى إيران من جهتها بأن السلام بين إسرائيل و العرب يضرب مصالحها الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة و يبعد الأطراف العربية عنها و لاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجيا. ليس هذا فقط، بل إنّ التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي و القوات العسكرية و هو أمر لا تحبّذه إيران.هذا طبعا كان انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام يهدف إلى تقويض التأثير و الفعالية الإيرانية في عملية السلام من خلال تجريد حزب الله من شرعيته كمنظمة مقاومة بعد أن يكون الانسحاب الإسرائيلي قد تمّ من لبنان.بعد إجتماعات سرية كثيرة عقدت بين ايران و اسرائيل في عواصم اوروبية اقترح فيها الايرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة، تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد و كان منها اجتماع مؤتمر أثينا في العام 2003 و الذي بدأ أكاديميا و تحول فيما الى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا اكاديميا.وهكذا وجد المسؤولين الرسميين الإيرانيين يوها الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه، مقابل ما ستطلبه إيران منها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين. هذا طبعا وبينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام 2003، كانت إيران تعمل على إعداد إقتراح جريء و متكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد صفقة كبيرة مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكيألإيراني.هذا طبعا وتمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على الصفقة الكبرى و هو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي، سياستها تجاه إسرائيل، و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكيةءإيرانية بالتوازي للتفاوض على خارطة طريق بخصوص ثلاث مواضيع مهمة وهي أسلحة الدمار الشامل و الإرهاب و الأمن الإقليمي و التعاون الاقتصادي 0هذا و تضمّنت الوثيقة السريّة الإيرانية لعام 2003 و التي مرّت بمراحل عديدة منذ 11عام 2001 عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لتحقيق الأمن و الاستقرار، إنشاء مؤسسات ديمقراطية، و حكومة غير دينية0 هذا طبعا وعرضت إيران شفافية كاملة لتوفير الاطمئنان و التأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل، و الالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل و دون قيود.و عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة و الضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967.والتزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني. وقبولها بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002، أو ما يسمى طرح الدولتن و التي تنص على إقامة دولتين و القبول بعلاقات طبيعية و سلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967. هذا طبعا وكانت المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل في إستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية ولقد سبّب ذلك إحراجا كبيرا لجماعة المحافظين الجدد و الصقور الذين كانوا يناورون على مسألة تدمير إيران لإسرائيل و محوها عن الخريطة 0هذا طبعا الإدارة الأمريكية المتمثلة بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني و وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد يومها قدكانا وراء تعطيل هذا الاقتراح و رفضه على اعتبار أن الإدارة ترفض التحدّث إلى محور الشربل إن هذه الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط السويسري الذي قام بنقل الرسالة.هاطبعا وكانت إيران قدحاولت مرّات عديدة التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.كما أنّ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات و الشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.