اعتذرت أمس لأخى الشاعر/ حسين القباحى عن عدم المشاركة فى الأمسية الشعرية التى ينظمها قصر ثقافة الأقصر بالتعاون مع هبئة الكتاب، ضمن الأمسيات الشعرية التى اختلط فيها الحابل بالنابل وطغى الغث والركيك والمبتذل مما لا علاقة له بالشعر! ولا أعرف وسيلة تدفع الجمهور إلى (القرف) من الشعر والشعراء أنجع من تلك التى نفذها هيثم الحاج على رئيس الهيئة ومعاونوه! إذ لم يكتفوا بنفى الشعر خارج القاعة الرئيسية إلى مخيمات هائجة مائجة يحاصرها الضجيج من كل صوب؛ بل خططوا لحشد مئات الشعراء عبر برنامج صاخب قدم الكم على الكيف وانتصر للثرثرة السقيمة على القيمة! ولعل المخضرمين من رواد المعرض لا يزالون يذكرون كيف كانت الأمسيات الشعرية تقام فى الفاعة الرئبسبة زمن الدكتور سمير سرحان رحمه الله؛ ولم يكن عدد الشعراء فى كل أمسية يزيد عن أربعة أو خمسة من كبار الشعراء المصريين والعرب، وكيف كان الجمهور ينتظر تلك الأمسيات فتمتلئ القاعة الكبرى عن آخرها ولا يجد الكثير منهم مقاعد لهم؛ فيستمعون واقفين! ومع ذلك فقد كنا ننتقد الدكتور سمير بحدة وعنف؛ طلبا لما هو أفضل؛ فلم نكن ندرى وقتها أننا سنرى الأعاجيب فى زمن الصغار! والحق أن تدهور أنشطة المعرض وأمسياته الشعرية على الخصوص؛ هو مجرد مظهر من مظاهر التدهور فى هيئة الكتاب عامة؛ حيث سادت المجاملات الفجة فى تشكيل اللجان المشرفة على الأنشطة؛ بل وفى النشر عامة ونشر الشعر على الخصوص؛ حتى لقد فوجئنا العام الماضى بإيقاف أهم سلاسل نشر الشعر فى الهيئة (ديوان الشعر العربى) رغم نجاحها فى نشر الأعمال الكاملة لشعراء بارزين؛ ولا أعلم سر كل هذا العداء للشعر الجيد من قبل رئيس الهيئة، وهو أستاذ النقد الأدبى بآداب حلوان! هل التدهور الذى نراه فى هيئة الكتاب، هو أحد مظاهر التدهور فى حياتنا على العموم؟ ربما؛ فالصغار هنا وهناك لا ينتقون معاونيهم إلا من الأصغر؛ ويجتهدون ما وسعتهم الحيلة فى استبعاد القامات؛ وهكذا يتدهور كل شىء فى البلد؛ وليس فى هيئة الكتاب وحدها!