عبد الوهاب : إذاعة صوت العرب كانت نموذجا للقوة الناعمة لمصر والتأثير المصرى فى دول العالم الخارجى نوير : الموقع واللغة والأزهر والكنيسة أهم مصادر القوة الكامنة لمصر الوردانى : الزيادة السكانية طاقة بشرية تحتاج استغلالا أمثل لتحقيق التنمية المنشودة شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب ندوة بعنوان "مصر والقدرات الكامنة" وذلك ضمن فعاليات المحور الرئيسى ، و شارك فيها كل من الدكتور عبد السلام نوير ، والدكتور يوسف الوردانى ، و أدارها الدكتور أيمن عبد الوهاب. * دراسة إمكانياتنا ومواردنا الطريق الأمثل لتأثير قوانا الناعمة فى البداية قال الدكتور أيمن عبد الوهاب أستاذ العلوم السياسية إن مصر كان لها تأثير كبير على دول العالم الخارجى من خلال القوى الناعمة والتى برزت بشكل كبير خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى ، إلا أن هذا التأثير حدث به تراجع شديد خلال المرحلة الماضية نتيجة العديد من الأسباب على رأسها مشكلاتنا الداخلية وتراجع اقتصادياتنا . وأضاف أن الصعوبات التى تواجه الواقع الداخلى المصرى كانت دائما موجودة طوال الوقت ، ولكن بالرغم من ذلك كان هناك تركيز على أن يكون هناك تأثير وتعظيم للدور المصرى فى الخارج من خلال حسن استغلال الموارد المتاحة ، وقد كانت إذاعة صوت العرب نموذجا للقوة الناعمة لمصر؛ فقد كان لها دور كبير فى تعظيم التأثير المصرى على دول العالم المحيطة بنا . وأشار إلى أننا نحتاج خلال المرحلة الحالية إلى إعادة دراسة إمكانياتنا بشكل كبير والعمل على حسن إدارتها وحسن استغلالها لتحقيق التأثير المطلوب فى دول العالم الخارجية . *الموقع الاستراتيجي والثروة البشرية..أهم عوامل قوة مصر من جانبه قال الدكتور عبد السلام نوير عميد كلية التجارة جامعة أسيوط إن هناك علما فيما يتعلق بقدرات الدولة للتمكين من تعظيم دورها ، ومصر دولة مهمة وتتمتع بأدوار فى محيطها الإقليمى، وعلى المستوى الدولى ، وأهم ما يعظم دور مصر على المستوى الدولى هو عبقرية المكان ، باعتبارها صاحبة الموقع الاستراتيجي الأهم فى العالم بإشرافها على البحرين الأبيض والأحمر ووجود قناة السويس ، وهذا الموقع يعتبر مصدر قوة كامنة لمصر ، فهي تحتاج فقط إلى إعادة اكتشافها واستغلالها بشكل أفضل . وأضاف أن أهم مصدر قوة أيضا لمصر هو شعب مصر العظيم ، الذى يضم عددا من السمات التى تضاف إلى قدرة الدولة؛ فهو شعب متجانس لغة وعرقا وثقافة ودينا ، حتى أنك لا تجد فوارق حقيقية تفرق بين المصريين ، فحينما جاء الاستعمار الإنجليزي إلى مصر وحاول اللعب على وتر التفرقة بين المسلمين والأقباط لم ينجح وذلك بشهادة اللورد كرومر ورموز الحركة الثقافية والسياسية فى مصر على مر العصور من المسلميين والأقباط ، وهو ما يعتبر مصدر قوة كامنة كبيرا للدولة المصرية، خاصة أن الانقسامات والاختلافات العرقية فى العديد من الدول قد تؤدى إلى هلاك الدولة . وأشار إلى أن أحد أهم مصادر القوة الكامنة لمصر هو الشباب الموجود على أرض الوطن ، الذى يعتبر مصدر قوة تتمثل فى جيشها ويمكنها زيادة قدرتها الإنتاجية ، حتى أن هذا الشباب الذى خرج فى وقت من الأوقات للبحث عن لقمة العيش فى الخارج قد شكل قدرة كامنة للدولة بتأثيره الإيجابى فى المجتمعات التى ذهب إليها . *الإرادة السياسية والإمكانات وسائل تعزيز قدرات الدولة واستطرد " نوير" قائلا إن الثقافة المصرية بعلمائها وأدبائها والسينما والتليفزيون والمسرح والأزهر والكنيسة تعتبر جميعها مصادر قوة ناعمة لمصر وقيمة مضافة لمكانتها ، فعلى سبيل المثال فى شرق آسيا وعدد من المجتمعات الإفريقية يعرفون مصر من خلال الأزهر ، والحال نفسه بالنسبة للكنيسة ، فضلا عن دور العلماء الذى يمثل قيمة كبيرة بالنسبة لمصر ومصدر قوة ناعمة كبير للدولة المصرية ، فالعلم فى دول أوروبا والاهتمام به بعد عصور الظلام فى أوروبا جعلهم فى النهاية يلحقون بركب التقدم العلمى الذي كان يتمتع به المسلمون يوما ما ،بل والتفوق عليهم بفارق خطوات واسعة .مؤكدا أن قدرات الدولة ستبقى كامنة ما لم تتوفر الإرادة السياسية ، والقدرات العلمية والإمكانات لتحويلها إلى قيمة مضافة تعزز مكانة الدولة وتأثيرها . * العيش على مساحة ضئيلة من مصر يوقف قطار التنمية فيما قال الدكتور يوسف الوردانى معاون وزير الشباب والرياضة إن مصر تعيش بين مرحلة السكون والحركة بالنسبة لقدراتها الكامنة ، وهذا يعتبر التحدى الحقيقى لمصر ، من خلال تحويل حالة السكون إلى حالة حركة تساهم فى زيادة قدرة مصر على التأثير . مضيفا أن أزمة مصر الحقيقية فى أنه دائما ما يعيش أهل مصر على مساحة6% فقط من مساحتها ، وبقية المساحة المقدرة ب 94% غير مستخدمة وغير مستفاد منها على الإطلاق ، على الرغم من أن 75% من المساحة غير المستغلة تتمتع بإمكانات تؤهلها لتحقيق تنمية حقيقية بها تحقق قيمة مضافة للاستثمار والاقتصاد المصرى . وأردف "الورداني" أنه يجب أن نعيد النظر بالنسبة للزيادة السكانية باعتبارها طاقة بشرية وقوة كامنة يمكننا بحسن استغلالها إحداث تنمية بشكل أكبر على أرض الواقع .