كتبت - ابتسام محمد: تقاس قوة أى دولة بمدى قدرتها على امتلاك أدوات لتأثير فى حدود منطقتها الإقليمية أو الدولية فعند امتلاكها لهذه الأدوات فإنها تملك القدرة على المشاركة فى صنع السياسات والقرارات سواء داخليا أو على المستوى الدولى وقد يظن البعض أن أهم هذه الأدوات هى القدرة العسكرية أو الاقتصادية أو البشرية فقط أو كلها مجتمعة، صحيح أن تلك الأدوات لها قدر كبير من الأهمية ولكن ينسى البعض التفكير فى أهم هذه الأدوات، ألا وهى القوة الناعمة فى هذه البلدان صاحبة التأثير . وأوضح دكتور "أيمن عيسى" خبير أدارة وتنمية الموارد البشرية، أهمية القوة الناعمة فى الترويج لأى بلد وتأثيرها بشكل كبير فى تكوين صورة ذهنية لدى شعوب هذا البلد والبلدان فى نفس الإقليم أو على المستوى الدولى، وقد لعبت القوة الناعمة المصرية دورا كبيرا فى تكوين المواطن المصرى والعربى والافريقى، وذلك امتدادا من الحضارة الفرعونية وموروثها الحضارى المبهر للعالم كله، مرورا بكل العصور خاصه فيما بعد ثوره 1952 وما تلاها من نهضه فنيه وعلميه وصناعيه، حيث زاد الاهتمام بالفنون والسينما والمسرح والجامعه والازهر والكنيسه المصريه كقوى ناعمه تلعب دورا اساسيا وبارزاً فى صناعه السمعه المصريه الدوليه وعززت من قدرات مصر فى التأثير على الدول المجاوره وحصد الكثير من المكاسب المعنويه والاقتصاديه والسياسيه فعن طريق السينما والمسرح والاغانى . وانتشرت اللغه العاميه المصريه فى كل الدول المجاوره وارتبط الناس فى هذه الدول بمصر وفنانيها وجامعتها وازهرها وكنيستها حتى اصبحت مصر قبله ومناره ثقافيه ياتيها ابناء هذه الدول للحصول على التعليم الجيد والعلاج والاستثمار والترفيه، كما لعبت القوى الناعمه المصريه فى الارتقاء بالذوق العام ورفع قيمه المواطنه والانتماء لمصر الغاليه وحمل لواء التنوير ليس فى مصر او المنطقه العربيه فقط، ولكن على المستوى الدولى بشكل عام وبناء جسور مع الثقافات الأخرى وكلما زاد الاهتمام بالقوى الناعمه والتعليم كذلك الاهتمام بالتكنولوجيا الرقميه كلما زادت ثقافه العمل والعلم والاهتمام بمقدرات الدوله والحفاظ عليها وزاد معها وعى المواطن. واضاف قوتنا الناعمه كانت وما زالت من اهم ادواتنا فى مصر لصناعه التغيير والتقدم وهى الدرع الواقى للحفاظ على مكتسباتنا التى حققناها على مر العصور والازمنه.