ا. فوزى وهبة : اعتمد الكاتب على التضاد مما أعطى ثقلاً للرواية ..وجمالاً .. د. احمد الباسوسى : فالكاتب هنا فقد الحداثة وعدم مواكبة التطورات الحديثة للرواية .. د. رجب عبدالوهاب : السر في ميلها إلى التقليدية في تقنياتها الفنية هو أن الثنائية تنتمي من حيث موضوعها إلى الرواية العاطفية واقتربت من مشكلات المجتمع . اقيمت بالأمس ندوة ثقافية بمكتبة القاهرة الكبرى تحت عنوان قراءات ادبية فى الرواية المصرية وتم من خلالها تناول مناقشة رواية الخسران امراة ورواية الأشواك الناعمة للكاتب الروائى عاصم عبدالحميد بحضور لفيف من النقاد والكتاب والمثقفين والإعلاميين أدار الرواية الاعلامى بهاء جمال الدين المذيع بإذاعة صوت العرب حيث بدأ الندوة بتعريف الكاتب الروائى عاصم عبدالحميد من مواليد محافظة سوهاج نشا فى مدينة ابوتشت – قنا .. تخرج فى كلية التربية جامعة الأزهر – شعبة التاريخ ثم حصل على الدبلومة المهنية من كلية التربية جامعة حلوان فى تخطيط وتطوير المناهج ثم حصل على دبلومة خاصة فى الصحة النفسية ثم ماجستير الصحة النفسية – باحث دكتوراة الصحة النفسية – كلية التربية – جامعة حلوان ظهرت موهبة الكتابة لديه فى سن مبكرة حيث كانت اول محاولة قام بها فى عامه الحادى عشر ..وظل يطور موهبته حتى تمكن من كتابة اولى رواياته براثن الهلاك فى عامه الثانى الجامعى والتى نشرت نهاية عام 2012..ثم رواية الخسران ..امراة " فى السنة الرابعة من الدراسة الجامعية والتى نشرت فى نهاية عام 2013م ثم رواية الأشواك الناعمة والتى كتبت فى النصف الأول من عام 2015 ، ونشرت فى اول عام 2017 ، ثم المجموعة القصصية تحت عنوان المسبحة المتناثرة " تحت الطبع " .. وحاليا يقوم بتأليف رواية ذئب الصحراء – عمل رئيس قسم الأدب بجريدة شاهد فى الفترة بين ( ابريل 2014 – يونيو 2015 ) – رئيس قسم الأدب بجريدة أخبار المدينة ذكر الناقد ا. فوزى وهبة الكاتب الروائى والناقد الادبى ؛ أن الأديب عاصم عبدالحميد سبق أن أصدررواية الخسران امراة التى حازت اعجابى وان أثار عنوانها المختصر المكون من كلمتين بعض الاعتراضات وبالنسبة لى فكنت أفضل ان يكون العنوان الخسارة امراة ؛ أما الأديب عاصم فقد فاجأنى بروايته الثانية التى تشكل الجزء الثانى لروايته الأولى وعنوانها الأشواك الناعمة ، ونلاحظ انه يتكون من كلمتين .. موجز ، يثير دلالات وأسئلة كثيرة .. – ما المقصود بالأشواك ؟ أين مكانها ؟ معروف أن الأشواك تجرح من يلمسها فكيف تكون ناعمة ؟ وبهذا يكون العنوان جيد جداً إذ يضم كلمتين .. بهذا يتضمن العناصر الثلاثة المفروض توافرها فى العنوان الخاص باى رواية او قصة قصيرة " مختصر – مثير – جذاب " .. بذلك يكون عاصم عبدالحميد وفق للغاية فى اختياره لهذا العنوان إلى جانب ذلك عندما قرات الرواية تبين لى أن الكاتب قام باسترجاع الأحداث التى وقعت له فى الجزء الأول وهذه حركة ذكية من المؤلف ؛ مما يجعلنا فى غير حاجة للرجوع لقراءة الخسران امراة .. ثم اضاف : اعتمد الكاتب على التضاد مما أعطى ثقلاً للرواية ..وجمالاً .. اما الناقد د. احمد الباسوسى استشارى العلاج النفسى وعلاج الإدمان فهو يرى أن الثنائية تتسم بالإيجابيات والسلبيات ، نحن أمام راوى محترف يمتلك أدواته ؛ لكن هناك من النقاط السلبية اهمها ان الرواية من النوع الرومانسى التقليدى .. تعكس فكر الثلاثينيات من القرن الماضى فالكاتب هنا فقد الحداثة وعدم مواكبة التطورات الحديثة للرواية .. كما أن الكاتب اعتمد على التناقض مما أضعف العمل بشكل عام ثم اضاف : اعتراف الكاتب بأنه أكمل الجزء الثانى بوحى من النقاد أو اصدقائه فى غير محله فكان يجب أن تكون كتابته نابعة ومدفوعة من داخله .. أيضاً : التحليل والخبرات العملية التى قام بها أحمد فى الرواية لا يمكن أن تتوافر لطالب يدرس فى الفرقة الثالثة بقسم علم النفس .. بل هى خبرات يكتسبها الشخص فى مراحل متطورة من حياته العملية بينما يرى الناقد د. رجب عبدالوهاب أن العملانِ يستحقانِ تهنئةَ صاحبهما بهما لأنهما- مهما اختلفنا أو اتفقنا حولهمَا- يشيانِ من قريبٍ إلى رِوائي يمتلكُ أدواتِ العملِ الروائيِّ وهو قادرٌ على تطويرِ هذهِ الأدواتِ والسيرِ بها قُدمًا نحو النضجِ الفنيِّ الَّذي نراهُ في أعمالِ روائيينَ سبقوهُ، تطرحُ روايتاهُ "الخسرانُ امرأةٌ" و"الأشواكُ الناعمةُ" العديدَ من الأسئلةِ، وليسَ فقط السؤالَ عن علاقةِ الرِّيفيِّ بالمرأةِ كما سَبقَ وطرَحَ بعضُ النُّقادِ. هذا الفتى "الجنوبيُّ"- فِي رأيي محملٌ بالأسئلةِ الَّتي قد تَبْدُو في ظاهرِهَا بسيطةً، ولكنها حينَ نتأملُ فيها نجدُ أنَّها أسئلةٌ تسعى إلى إجابات يترتب عليها تكوين فلسفة لهذا العالم من حولنا بعيدا عن اتفاقنا أو اختلافنا معها، لقد حرصَ "عاصمُ عبدالحميد " على إظهار هذا الاختلاف في الروايتين في عدة مساراتٍ متوازيةٍ: ففي الوقتِ الَّذي تكونت لدى "علوان" بطل العملين هذا الفتى الذي ولِد ونشأَ في إحدى قرى الصعيد حتى وصل إلى مرحلة المراهقة قناعةٌ بكراهيةِ المرأةِ حتى كاد يراها سببا في كل بلاءٍ، نرى نظيره "مصطفى" ابنَ الإسكندرية تقول عنه الرواية "لطالما تعود علوان على مغامراته النسائية… كل فترة تمر كانت تلعب بطولتها فتاة… تسلب لب صديقه… ثم لا تلبث العواطف أن تهدأ وتعود الحياة إلى مسارها الطبيعي…". وهذا التوازي في اختلاف القناعات يتحقق في الروايتين أيضًا بين شخصية "عبد الرحيم" والد علوان، وشخصية "الحاج صابر" والد "نادية" بطلة الروايتين، وهكذا تقول الروايتان إنَّ ثمة اختلافا قائما بين العادات والتقاليد والقناعات بين أبناء الريف وأبناء المدن وإن هذا الاختلاف يتحكمُ في آراء الشخصيات وتفكيرها ومصائرها من أبناء الجهتين. – يطرح العملان أيضًا سؤالا عن مدى إسهام "الحب" بوصفه عاطفة إنسانية نبيلة في إحداث تحول لدى الشخصية المراهقة ونقلها من النقيض إلى النقيض ، ومن هذه الناحية تشير أحداث العملين إلى أن "الحب" يؤدي إلى تحولاتٍ جذريةٍ في الشخصية. – ومن الأسئلة التي يطرحها العملان أيضا مدى ثقة بعضنا بعلم النفس ونظريات التحليل النفسي، ولعل في ذلك إشارة من المؤلف أن مجتمعاتنا ما زالت في حاجة إلى تفعيل الإيمان بهذا العلم وبنظرياته. كما أرى أن عنواني العملين قد تحقق فيهما الميزتان، فقد اهتم "عاصمعبدالحميد " بإحكام بنيتهما، فالعنوان الأول "الخسران امرأة" يلخص وجهة نظر "علوان" بطل الرواية في المرأة، وهذا ما تقوله الرواية بالفعل وهنا بدا العنوان ملخصا للقضية كلها. أما العنوان الثاني "الأشواك الناعمة" فإنه أكثر جذبا للمتلقي . أما الميزة الأكثر لفتا للانتباه في عنواني العملين فهي المفارقة المتحققة فيهما ففي العنوان الأول "الخسران امرأة" نجد كلمة "الخسران" تدل في المعاجم على "الهلاك والضلال والنقص" في حين أن "المرأة" في كتابات الأدباء، وبخاصة الشعراءُ، غالبا ما تكون رمزا للحب والصفاء والوطن، ولا يكون القرب منها خسرانا، بل فوزا، وفوزا كبيرا، ومن هنا تتحقق المفارقة المبنية على تكسير المألوف، فالمرأة في هذا العنوان ليست مكسبا كما هو معتاد بل هي "ضلال أو هلاك أو نقص" مما يفتح الباب أمام التساؤلات التي ستحاول البحث عن سبب "كسر المألوف" ومن ثم تكون قراءة الرواية، وبذلك يكون العنوان قد حقق الهدف منه. هذه المفارقة بعينها نجدها في العنوان الثاني "الأشواك الناعمة" فالأشواك من سماتها أن تكون مدببة ولا تكون ناعمة، ووصفها بالناعمة هنا يكسر أيضا المألوف مما يحفز المتلقي إلى قراءة العمل. أما إذا شئنا تصنيف هذه الرواية فإنني أرى أنها تنتمي من حيث موضوعها إلى الرواية العاطفية من حيث عنايتها بقصص الحب وغلبة المشاكل العاطفية على أحداثها، وإن اقتربت نوعا ما من مشكلات المجتمع، ولعل هذا هو السر في ميلها إلى التقليدية في تقنياتها الفنية. * فالراوي-على سبيل المثال- في الجزءين هو "راوٍ عليم" يُلمّ بكل تفاصيل الرواية، ويقود القارئ إلى دهاليز- وأسرار وعوالم- النص الإبداعي ومصائر أبطاله، كما في معظم الروايات التقليدية، وهذا النوع من الرواة يثير سؤالاً في داخلي: «من أين تأتي كل هذه المعرفة لهذا الراوي؟»، – كذلك نجد "عاصم" اختار لروايته "النهاية المغلقة" وهي نوع من النهايات يغلق باب التأويل أمام القارئ بإغلاقها للحكاية، ولو تركت مفتوحة لكان أفيد للعمل .