خرج اجتماع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين في القاهرة آمس بلا قرارات واضحة إزاء الأزمة مع قطر، واكتفى البيان المشترك الصادر عن الاجتماع بالقول "إنه لم يعد ممكنا التسامح مع الدور التخريبي الذي تمارسه قطر". وقال البيان الذي تلاه وزير الخارجية سامح شكري إن الدول الأربع "تعرب عن أسفها للرد السلبي لقطر على المطالب التي قُدمت لها". وبدت نتائج الاجتماع مخيبة لكثير من التوقعات التي تحدثت عن إجراءات تصعيدية بحق الدوحة، لاسيما بعد استباق الإمارة الخليجية للمهلة التي حددتها دول المقاطعة، وأعلنت رفضها لقائمة مطالب الدول الأربع التي تقدمت بها عبر الوسيط الكويتي، ولم يفلح تمديد المهلة لمدة 48 ساعة في إحداث أي اختراق في الأزمة. وكانت مصادر دبلوماسية عربية وخليجية تحدثت خلال الساعات الماضية عن "إجراءات وقرارات أكثر إيلاما لقطر"، لكن نتائج الاجتماع الذي استمر نحو 4 ساعات، لم تلامس تلك التوقعات. والتزم بيان دول المقاطعة الأربع لغة دبلوماسية هادئة، قياسا إلى حدة الأزمة التي دخلت شهرها الثاني، حيث أكد البيان أن "موقف الدول الأربع يقوم على أهمية الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق الخاصة مكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما، وإيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف، والالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي وآلياته التنفيذية لعام 2014 في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربي، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودعم الكيانات الخارجة عن القانون". وفيما تقدمت الدول الأربع بالشكر للشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت على مساعيه وجهوده لحل الأزمة مع دولة قطر، أعربت عن الأسف لما "أظهره الرد السلبي الوارد من قطر من تهاون وعدم جدية في التعاطي مع جذور المشكلة وإعادة النظر في السياسات والممارسات بما يعكس عدم استيعاب لحجم وخطورة الموقف". كما أعربت الدول الأربع عن تقديرها للموقف الذي وصفته ب"الحاسم" من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضرورة الإنهاء الفوري لدعم التطرف والإرهاب والقضاء عليه وعدم إمكانية التسامح مع أي انتهاكات من أي طرف في هذا الشأن". من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحفي مشترك لوزراء الخارجية الأربعة، أن الدول الأربعة "لا تريد أذية قطر والشعب القطرى، ونحاول أن نساعد قطر ونساعد أنفسنا، والدول الأوروبية بدأت تدرك أن الموضوع ليس تطرفا فقط". فيما قال عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، خلال المؤتمر الصحفي إن بلاده "صبرت كثيراً على ممارسات قطر التخريبية والإرهابية فى المحيط العربي منذ 20 عاما"، وتابع: "صبرنا طويلاً على أشقائنا فى قطر.. والسؤال الذى يجب أن تجيب عليه قطر هو لماذا تريد قطر هذه الفوضى والتخريب والتدمير؟!" وقال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن قرار تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي سيصدر من المجلس وحده. في السياق ذاته، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، تم خلاله بحث آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية لاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف والقضاء على التنظيمات الإرهابية، والموقف المصري الخليجي إزاء قطر، حيث تم التشديد -بحسب بيان لرئاسة الجمهورية- على ضرورة مواصلة جهود التصدي للإرهاب، ووقف تمويله، وتقويض الأساس الأيديولوجي للفكر للإرهابي وأكد وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش، أمس، خلال مجموعة من التغريدات على (تويتر) إن الخطوات القادمة "ستزيد من عزلة قطر وموقعها سيكون مع إيران والعديد من المنظمات الإرهابية المارقة"، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي "يدرك أن موقف الدوحة وموقعها غير مقبولين أخلاقيا".