التطور والتجويد في ميزان الديواني

في أعمال الفنان المصري (سعد غزال)
بعنوان ( التطور والتجويد في ميزان الديواني )
الباحث الناقد دكتور (محمود فتحي – مصر)
=============================
الفنان سعد محمد عبد ربه غزال استاذ الخط العربي وأحد اعلام الخط الديواني وهو المؤسس للمدرسة المصرية الحديثة للخط الديواني
تأتي اعماله علي مراحل واتجاهات بأكثر من صورة
فمنها المرحلة الاولي والتي انطلق منها الفنان من رحم المدرسة التقعيدية الكلاسيكية المنكمشة التي تماز بالحرفية والمهارة والتكتيكات المثقولة والتي قاد مرحلة تطورها العبقري محمد عبد القادر الفنان الخطاط الذي طور الحروف لتخرج من التقعيد والانكماش من النقطة (6) نقاط لحرف الالف بعد ان كان طول الالف (5) نقاط
ثم جاء العبقري الاستاذ (مصطفي غزلان) الذي قاد مرحلة التطور ليخرج بالحروف الي نطاق اوسع وأرحب ليقدم نسبة فاضلة لحرف الاف ليصبح (7) نقاط بدلا من (6) نقاط وهذا تطور ملحوظ واستطاع تقديم الخط الديواني علي هذه النسبة الفاضلة بشكل اوسع وأرحب وبدت فيه المهارة والطواعية مع امتلاك حيز المساحة والخروج بالحرف الي مناطق اوسع ليصنع كتلا كتابية أكثر فخامة وشياكة ورؤية بصرية أكثر وضوحا
من هنا بدا الاستاذ سعد غزال مرحلته الاولي في الاخذ من الاستاذ غزلان ليعمل من نفس المستوي وعلي ارضية مشتركة في النسبة الفاضلة للحروف ولكن هنا تجلت عبقرية غزال في انه استطاع ان يكتب الحروف من باب الواجهة التعليمية ليقدم الحروف في خريطة بيانية للحروف تكون من 3 سطور مابين السطر الاول والثاني 3 نقاط ومابين السطر الثاني والثالث 4 نقاط ومن هنا وظف الحروف علي خريطة السطور بشكل تعليمي ايضاحي منه التشريحي ومنه المفرغ ومنه الاجزاء المطموسة
ومن هنا قدم الحروف والاتصالات بشكل لم يسبق مثيله شكل ايضاحي تعليمي بياني ليكون مرجع في تعليم الخط الديواني لطلبة مدارس الخط مع تقديم نماذج كتابية هي لوحات تراكيبية ما اروع
ثم تأتي المرحلة الثانية في كتاباته التي قدمها باكثر من خط وأكثر من رؤية وأكثر من اخراج فني وانطلقت لوحاته تغزو الساحة وتنافس في المعارض والمسابقات الدولية والعالمية
ومن هنا استطاع الفنان ان يقدم لوحات رائعة البناء في خط الثلث باكثر من هندسية وتوازن وتعادلية رائعة كما استطاع تقديم لوحات بخط النستعليق المصري الذي يمتاز بالشياكة والانسيابية والفخامة وطول الحروف مع وجود ايقاع موسيقي
لكن الفنان غزال تميز في الخط الديواني وهي منطقة ابداعه لأنه هو المؤسس للمدرسة المصرية الحديثة في خط الديواني لأنه قدم ابراع نماذج تعليمية وافخمها وأفخم اتصالات تشريحية مع تقديم لوحات احترافية نافست علي العالمية ونحن نعتبره علم من اعلام مصر في الخط العربي والوطن العربي ونحن نفخر به وجهة مصرية مشرفة