بدا أول إعلان رسمي من جانب معسكر دول "مقاطعة قطر"، عن شروط فك الحصار الدبلوماسي والبري والبحري والجوي المفروض على الدوحة منذ 3 أيام، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه يجب على قطر الإقدام على عدة خطوات تتضمن وقف الدعم لجماعة "الإخوان المسلمين" وحركة حماس، بهدف إعادة العلاقات مع الدول العربية الكبرى التي تقاطعها. وأضاف الجبير، في تصريحات خلال زيارته لفرنسا، أمس: "قررنا تنفيذ الخطوات الأخيرة لنوضح أن الكيل فاض"، وتابع:"لا أحد يريد الإضرار بقطر لكن عليها أن تختار المسار الذي ستمضي فيه قدماً". وواصل: "إن قطر تقوض السلطة الفلسطينية ومصر بدعم "حماس" و"الإخوان المسلمين"، وأعرب عن اعتقاده بأن "تكلفة الإجراءات الاقتصادية التي اتخذت ضد قطر كفيلة بإقناعها باتخاذ الخطوات الصحيحة"،على حد تعبيره. من جهة أخرى أعلن وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الدوحة مستعدة لقبول جهود الوساطة لتخفيف التوتر، مضيفاً أن أمير قطر تميم بن حمد أرجأ خطاباً له بشأن الأزمة، لمنح الكويت فرصة للعمل على إنهاء التوترات الإقليمية. وقال الوزير القطري: "الدوحة لن تتخذ إجراءات تصعيدية، وترى أن الخلافات يجب أن تحل على طاولة الحوار". وفي سياق الوساطة، توجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى المملكة السعودية في زيارة خاطفة، التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ورغم اختتام الزيارة اكتفت وسائل الإعلام الرسمية في كلا البلدين بالتأكيد على أنها "زيارة أخوية" دون توضيح لنتائجها على مستوى التهدئة التي دعا لها أمير الكويت منذ اليوم الأول للأزمة. وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها وكالات الأنباء، تأثرًا بالغًا داخل متاجر قطر بقرار قطع العلاقات الدبلوماسية وبدت أرفف المنتجات شبه فارغة، بينما أظهرت صورًا أخرى آلاف السيارات المتكدسة على الحدود السعودية القطرية. ودخلت المملكة الأردنية على خط التصعيد ضد الدوحة، بإعلان تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر، وإلغاء تراخيص مكتب قناة الجزيرة في المملكة، وفي السياق ذاته أعلنت موريتانيا قطع العلاقات مع قطر، ليصل إجمالي الدول التي اتخذت إجراءات ضد الدوحة حتى الآن 9 دول. وأيد الأزهر الشريف، موقف الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع "الأنظمة التي تدعم الإرهاب" وقال إنه يتطلع لمضاعفة جهود الأمة العربية "لوقف المحاولات المغرضة التي تمارسها الأنظمة الشاردة بما يشكل خطرا على أمن الشرق الأوسط". دوليًا أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول تعليق مباشر له عن الأزمة، وكتب عبر تويتر، أن الإجراءات التي اتخذت ضد قطر قد تكون بداية النهاية للرعب الذي يمثله الإرهاب، وأنه أكد خلال زيارته للرياض ضرورة إيقاف تمويل المتطرفين، وقال إنه من الجيد أن يرى نتائج سريعة لقمة الرياض. ورغم التصريح السابق قال متحدث باسم البيت الأبيض، إن الولاياتالمتحدة تتواصل مع جميع الأطراف في الشرق الأوسط "لحل المشكلات واستئناف التعاون". وبشكل مباشر اتهم وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، الدوحة بتقديم دعم مادي ولوجيستي للجماعات المتطرفة والإرهابية، ومدللًا على قوله بالفدية التي دفعتها الدوحة إلى جماعات إرهابية مختلفة في سورياوالعراق، وهو الأمر نفسه الذي قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إنه أحد أسباب قرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين بقطع العلاقات مع قطر، ويتمثل فى دفع الدوحة قرابة المليار دولار لتحرير أعضاء فى العائلة القطرية الحاكمة اختطفوا خلال رحلة صيد فى العراق فى ديسمبر 2015. وأوضحت الصحيفة، أن صفقة أبرمت فى إبريل الماضى، دفعت بموجبها الدوحة تلك الأموال لمسئولين أمنيين إيرانيين موضحة أن الاتفاق أثار مخاوف بين جيران قطر بشأن دورها فى المنطقة وكيفية استخدام فدية الرهائن لتمويل الإرهابيين فى سوريا.