"أحمد فتحي زغلول بك"، هو الشقيق الأصغر للزعيم المصري الوطني"سعد زغلول باشا"، الذي آثر التحالف مع سلطات الاحتلال الموجودة لضمان سرعة الترقي. … ولد "فتحي' زغلول ‘ في فبراير 1863 لأب يعمل "رئيس مشيخة" قرية "إبيانا" التابعة لمحافظة "كفر الشيخ"، وسجله والده فى سجلا ت المواليد باسم "فتح الله صبري" …. تلقى فتحى تعليمه بكتاتيب القرية , ثم التحق بالمعاهد الأزهرية للمراحل الإلزامية، ليعمل بعدها مدرسًا ب"المدرسة التجهيزية" التابعة ل"نظارة المعارف" …. اثناء الثوره العرابية انضم فتحى زغلول مع اخيه سعد لصفوفها ،فكان أحد خطبائها لبراعته في الإلقاء وتمكنه من اللغة العربية وبيانها ….. و بعد هزيمه عرابى , فصل فتحى من وظيفته، ليقرر بعدها تغيير اسمه إلى "أحمد فتحي" ويلتحق بمدرسة الألسن العليا عام 1883، ويتقن فيها اللغتين الفرنسية والإنجليزية، ومن ثم يسافر لأوروبا لدراسة القانون، في 1887 عاد فتحى لمصر ليعمل محاميًا ويعين بالقضاء، ويتدرج فيه حتى يصبح رئيسًا للمحاكم الأهلية، ثم وكيلًا ل"نظارة الحقانية"، لتبدأ دائرة الربط بينه وبين سلطات الاحتلال بعلاقة صداقة نشأت بينه وبين المندوب السامي البريطاني "اللورد كرومر"، متخذا طريقًا يدعو للاستفادة من الإنجليز على أرض مصر …. فى يوم (14 يونيو 1906) اشتعلت أحداث دنشواي الشهيرة واصدر "بطرس باشا غالي وزير الحقانية أوامره بمعاقبة المتهمين مشكلا محكمة ليساق اليها العشرات والعشرات من شباب ورجال القرية. …. وتشكلت المحكمة فكان "أحمد فتحي بك زغلول- رئيس محكمة مصر الابتدائية"، احد اعضائها و'ابراهيم الهلباوي" ‘محامي الإدعاء ، على ان يكون انعقادها بعد أربعة أيام (24 يونيو) بشبين الكوم. ….. جاءت كلمات "الهلباوي" لتصب جام غضبها على الفلاحين، وكيف ذهب بهم الإرهاب لقتل أحد ضباط الإنجليز و بدون تحقيقات، وخط "فتحي" حيثيات الحكم بيديه، بشنق أربعة منهم و معاقبة 12 بالأشغال الشاقة المؤبدة و جلد خمسة. …. وتم تنفيذ الحكم علنًا في دنشواي، في الثانية ظهر 28 يونيو، على مرأى ومسمع من أهالي القرية.ليوصم ‘ فتحى بوصمه عار فى التاريخ ويوصم ‘الهلباوي" بعدها ب"جلاد دنشواي" ….. في العام التالي (1907)، تمت ترقية "أحمد فتحي زغلول" لمنصب وكيل وزارة الحقانية، وحصل على رتبة "الباشوية"ليترك بصمة واضحة في "كتاب التاريخ"، هذا الكتاب الذي لم يذكر في المدارس دوره في "حادث دنشواي 1906"، واكتفى برميها على عاتق الاحتلال الانجليزي …… وكم من الإسرار تمتلئ بها كتب التاريخ . أميمه حسين