نستذكر في مقدمة سطورنا مجزرة وأحداث ستاد بورسعيد التي جرت فصول وقائعها المؤلمة مساء الأربعاء( 1 ) فبراير (2012 ) عقب مباراة في دوري الكرة المصري بين فريق المصري ونظيره الأهلي و بحسب ما أعلنت مديرية الشؤون الصحية في بورسعيد نتج عنها مقتل (72 ) مشجعاً وخلفت مئات من المصابين وهي تعد أكبر كارثة في تاريخ الرياضة العربية. شغب الملاعب ظاهرة غير حضارية أخذت تتسع رقعتها داخل الملاعب العراقية واتضحت معالمها من خلال تصرفات غير لائقة لبعض المحسوبين على الجماهير الكروية المميزة بالروح الرياضية وهي لا تصب في روافد تطور الكرة العراقية واصبحت خطراً يهدد ماتحمله الرياضة من معان سامية وهي جديدة وطارئة بشكل عام على ملاعبنا المحلية، لأننا نعلم تماماً أن جماهيرنا الرياضية مثالية تحمل في ثناياها حبا وعشقاً كبيراً للرياضة ولعبة كرة القدم تحديدا. آفة الشغب طغت على السطح وظهرت في الملاعب خلال المباريات التي تمتاز بحضور جماهيرياً الأمر الذي يولد شداً عصبياً وبالتالي يؤدي الى خروج بعضهم عن التصرفات المألوفة وترديد العبارات الجارحة والخارجة عن سياقات الذوق العام، بينما نحن كعراقين نمثل قيماً واخلاقاً وحضارة عريقة. الآن يجب أن تتضافر جهود الجميع بغية العمل بشكل حثيث على منع هذه الحالات السلبية من الظهور في ملاعبنا والسعي من قبل قيادة المفصل الرياضي المحافظة على سلامة جميع الحاضرين سواء من لاعبين وحكام وجماهير وقيادة مباريات دوري الكرة صوب بر الامان. بين ليلة وضحاها بتنا امام خيارات قاسية ومحاولات للإساءة لسمعة كرتنا والمدرجات العراقية التي تحمل اهمية تاريخية قبل أن تكون رياضية بوصفها جزءاً مهماً من تراث العراق الشعبي، اليوم اصبحت الجماهير تتعامل فيما بينها بلغة التهديد والوعيد وصولاً الى مديات بالاعتداء الجسدي العنيف وما يلحقه من اذى سيدخل ضمن نطاق الخطر على الحياة ويضاف الى ذلك تعمد الأهانة الشخصية المبتذلة للحكام والمدربين. ملاعبنا الآن امام مرحلة مفصلية وتتطلب من المعنين فرض سطوة القانون ووضع حلولاً جذرية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة و بتضافر الجهود والعمل بروحية واحدة وتقع على عاتق روابط المشجعين في الاندية بالنهوض بدورها الملقى على عاتقها و عدم السماح لهؤلاء النفر الضال من الحضور والتواجد بين صفوفها وعلى المدرجات خلال المباريات وجزء كبير مرتبط بإدارات الاندية الرياضية التي يجب ان تعمل بكل ماهو متوفر من الوسائل المتاحة وعمل محاضرات توعوية لجمهورها وتثقيفه رياضيا وبما يخدم ويطور كرتنا العراقية. نرفع القبعة احتراماً لرابطة مشجعي نادي الشرطة التي اصدرت بياناً خلال الايام المنصرمة حثت فيها جميع المشجعين على الألتزام بالروح الرياضية والتحلي بالأخلاق خلال المباريات بغية الأبتعاد عن الفوضى والمشاكل وايضا شدد البيان على عدم رمي قناني المياه ومنع دخول اي مشجع داخل الملعب وان وجدت الألعاب النارية يجب اطلاقها الى السماء وليس الى ارض الملعب، ولعل الفقرة الاهم وضع عقوبة صارمة لكل مشجع لايلتزم بهذه الفقرات وابعاده وعدم اعتباره مشجعاً شرطاوياً وستتم محاسبته داخل الملعب. ونتمنى من جميع روابط مشجعي الأندية الرياضية القيام بمبادرات ممثالة بغية الأسراع لوضع معالجات ناجعة لظاهرة الشغب المقيتة ومكافحة هذا المرض الفتاك من الأنتشار على مدرجات ملاعبنا، والعودة بالجماهير العراقية ليطربونا بالأهازيج الرائعة و بجمالية كلماتها العذبة، وتلك اللوحة الزاهية التي كانت ترسم على مدرجاتنا، لأننا لا نريد أن نكتب مجزرة بور سعيد بلهجة عراقية، دمتم بخير ولنا عودة.