حل الروائي المصري جمال الغيطاني مساء أمس الأول ضيفاً على معرض الشارقة الدولي للكتاب حيث تحدث، في ندوة أقيمت له، في قاعة المؤتمرات، حول تجربته الروائية وعلاقته بالتراث، وأدار الندوة حسين قباجي بحضور الشيخ خالد بن صقر القاسمي رئيس دائرة الأشغال العامة في الشارقة، وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب . وجه الغيطاني في مستهل حديثه تحية إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي كما قال “يقود مسيرة التقدم بمعناه الحقيقي العميق في الشارقة، حيث أرسى قاعدة قوية من قواعد الثقافة العربية”، مشيراً إلى أن “معرض الشارقة الدولي للكتاب يعتبر علامة بارزة على مستوى الوطن العربي وعلى مستوى الحركة الثقافية عموماً” .. وقال الغيطاني إنه بدأ الكتابة في عالم الأدب منذ كان عمره سبع سنوات، في وقت كان للشعر والرواية حضور كبير في حياة المصريين، وفي تلك الفترة فتحت له القاهرة آفاقاً في الخيال، وكان أول كتاب قرأه هو كتاب البؤساء لفكتور هيغو، الذي شده إلى عالم الرواية فأصبح قارئاً نهماً لا يفتر عن القراءة .. وكان نتيجة تلك القراءات أن بدأ كما قال الكتابة وهو الثانية عشرة، وقد استفاد كثيراً من مكتبة الأزهر التي هيأت له قراءة أمهات الكتب ما سيكون له لاحقاً تأثير في توجهاته في الكتابة خصوصاً في ما ابتدعه من أسلوب متأثر بالصوفية، وقال: “قرأت كتاب ألف ليلة وليلة، وأزعم أن أشكال السرد الحديث كافة، موجودة في ألف ليلة وليلة” . وقال الغيطاني “شكلت هزيمة حزيران ،1967 صدمة بالنسبة إلي كما هو الحال بالنسبة لكثيرين، وهي أيضاً صدمة شخصية، وحتى أستطيع فهمها، وكذلك فهم حقيقة هزيمتها ذهبت إلى قراءة مرحلة هُزمنا فيها سابقاً، وتجاوزنا فيها الهزيمة في القرن السادس عشر في العصر المملوكي، وهذا العصر المملوكي ما زال مستمراً وموجوداً في حياتنا، بمعنى آخر القيم المملوكية ما زالت موجودة” . كما تحدث الغيطاني عن مشروعه الروائي الذي استلهم فيه التراث العربي والعوالم الصوفية ليخلق عالماً روائياً يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية العربية خصوصية ونضجاً، وقد لعب تأثره بأستاذه وصديقه نجيب محفوظ دورا أساسياً لتحفيز مواهبه الأدبية، ودفعه طموحه إلى البحث عن أسلوب ذي علاقة بأصول القص العربي للخروج من عباءة محفوظ التي كما قال كانت تسيطر على جو الكتابة في الستينيات، وشكل الغيطاني مع مجموعة من الكتاب الكبار جيل ما عرف في الرواية المصرية بجيل الستينيات وهو الجيل الذي عاصر هزيمة 67 . ولد جمال الغيطانى في التاسع من مايو/أيار عام 1945 في سوهاج في جنوب مصر، وعمل وهو طفل كصانع سجاد ثم عمل بأحد مصانع خان الخليلي، وانتقل بعد ذلك إلى العمل الصحفي في دار أخبار اليوم عام ،1969 وشكلت تجربته كمراسل حرب على الجبهة المصرية “الإسرائيلية” إحدى أهم وأعمق التجارب في حياته جعلته يتعرف إلى الموت وجهاً لوجه، وقد حصل على العديد من الجوائز الأدبية مصرياً وعربياً . ومن أعماله في القصة القصيرة: أرض أرض، والحصار من ثلاث جهات، وحكايات الغريب، وثمار الوقت، ومن دفتر العشق والغربة، وشطف النار، ومنتصف ليل الغربة، ومن أعماله الروائية: الزويل، والزيني بركات، والرفاعي، وواقع حارة الزعفراني، وشطح المدينة، ورسالة من السبابة والوجد، وهاتف المغيب، وأسفار الأسفار، وأسفار المشتاق .