هذا رُضابك تسنيم يغذّيني يا توزر الحسن يا سحر البساتينِ وهِمت في شفة تسبي قرنفلة تغازل العين بالأشواق تكويني ورديَّة أُصُلا دُرّيّة سحرا فضّيّة هُدُبا من غير تزيين غابيّة حدَقا والخدّ من ذهب حوريّة بزغت في آي ياسين يا توزر الحبّ يا رَوْحًا لأفئدة يا سلسلا في الظّما يا عذب تلحين يا توزر العشق هذا القلب مضطرم وجدا وطار كأسراب الحساسين يا من سموتِ على الأمصار قاطبة لمَّا طغى الماء في أسفار تكوين يا توزر الوَاحِ يا حُضنا لمغترب يا بلسم الجرح يا نبعا يرويّني لله كم ضمّت الصّحراء باسقة فردّد الكون صوت اللّثم في الحين وكم تهادت شموسٌ وسْط مُعتَكِرٍ وكم طربت بأنفاس الرّياحين يا كم جرى الشِّعر من أحداق جارية ورجّعَ الطّير قُدسيّ التَّلاحين ورتّل الماء آيات ببركتها وأنجب القطر أطفالا لنسرين في "القرهمان"* زفاف النُّور في لُجَجٍ في " القرهمان" خشوع الغيم للطّين يا ربوة أشرقت شعرا وملحمة تربّع النَّسر فيها كالسَّلاطين وفي "الهوادف" مِعمار ونمنمة في وجنتيْها بدت روح الطَّواسين في توزر العزّ أعلام ومنقبة سل عن سنا مجدها شمَّ العرانين وفي ثراها حبا التَّاريخ في أَرَجٍ في آجر قد سما مثل النّياشين هي الجموع تراءت مثل عائلة :من بربر عرب صنوانُ فِي الدّين ذا طارق الحزم في تَصْهَالِ أحصنة قد مرّ في فتحه في خير تمكين دكَّ الجّبال ففرّ البحر مرتعبا مُذ حرّق السُفْنَ في عزم البراكين وذا "عُبَيْدٌ" أتاه الباي منتحبا فأورق البطن من برهان مسكين يا توزر الشِّعر كم أسرجت راحلة تبختر الفن فيها كالعراجين وكم نسجتِ عِذاب القول في زمنِ تحنظل الحرف فيه في الدّواوين تكلّس الحبّ في قمصان نخبتنا وأنت دوما بفيض الوجد تسقيني يا توزر النّخل يا حِصْنا لعاربة يا من رُفِعْتِ عليهم دون تسكين يا توزر الخير يا نهرا لمغترف يا عبقر الشِّعر ما ينفكّ يرويني ترجّل الحرف في محراب عابدة في توزر الطّهر في كلّ الأحايين وشعشع الشِّعرُ في نخلٍ وفي عنب وهل سواك جلاء الحاء والسّين؟