الشعر لن يذكر أصحاب التجارب المكررة أحمد سراج شاعر ومسرحي مصري محرر أدبي عام "لهذا نحن هنا الآن" هكذا تحدث رفعت سلام عن تجربته في الشعر والترجمة الممتدة قرابة خمسة وأربعين عامًا مثيرة الجدل والاستحسان وحاملة سؤالها وجوابها في آن: لماذا نحن هنا؟ جاء هذا الحديث المستفيض مخللا بالشعر من أعماله الكاملة الصادرة عن هيئة الكتاب في ندوة ببيت الشعر في الأقصر . ففي إطار أنشطته الثقافية المتنوعة وضمن حلقة من حلقات شاعر وتجربة التي يقيمها استضاف بيت الشعر بالأقصر يوم الأربعاء الأخير من سبتمبر الشاعر والمترجم الكبير رفعت سلام وذلك في ليلة بعنوان "آفاق ترجمة الشعر" وأمسية شعرية يلقي فيها الشاعر رفعت سلام من قصائده الشعرية المتنوعة وقام الشاعر والمسرحي أحمد سراج بتقديم الليلة. بدأ اللقاء بكلمة الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر والتي رحَّبَ فيها بضيف الليلة الشاعر رفعت سلام، مؤكدًا على أن هذه الليلة هي ليلة فريدة من ليالي بيت الشعر حيث تستضيف واحدًا من أهم مثقفي وشعراء الوطن العربي، والذي أسهم بإبداعه الشعري في إثراء الواقع الثقافي، وقدَّمَ للمكتبة العربية أعمالًا قيمة من الأدب العالمي لشعراء أمثال رامبو وبودلير وبوشكين وريتسوس، مما أتاح للقارئ العربي أن يتعرف على هذه الأعمال القيمة دون صعوبة مواجهة لغتها الأصلية. ثم أدار اللقاء الشاعر والمسرحي الكبير أحمد سراج ملقيًا الضوء في البداية على ملامح من مشوار الشاعر رفعت سلام الإبداعي الذي بدأ في السبعينيات حينما أسس في عام 1977 جماعة َإضاءة بمشاركة أصدقائه من الشعراء أمثال حلمي سالم وجمال القصاص والشاعر الدكتور حسن طلب ثم أصدر منها هو والمجموعة ثلاثة أعداد ثم بعد ذلك أصدر منفردًا وبمشاركة أصدقاء متعاونين منهم الشاعر الدكتور محمود نسيم مجلة كتابات وفي هذه المجلة كأن أول من صكَّ مصطلح السبعينيات ليلتفت النقد والشعر إلى هذه التجربة. كما استعرض الشاعر أحمد سراج أهم الأعمال التي قدمها الشاعر رفعت سلام في مسيرته الحافلة بالتفرد والإبداع والتي منها "وردة الفوضى الجميلة" والتي صدرت عام"1987″، إشراقات رفعت سلاَّم" "1992"، "إنها تُومئ لي" "1993"، "هكذا قُلتُ للهاوية" "1995"، "إلى النهار الماضي" "1998"، "كأنَّها نهاية الأرض" "1999"، "حجرٌ يطفو على الماء" "2008" أما في مجال الدراسات، صدر له "المسرح الشعري العربي" "1986"، و" بحثًا عن التراث العربي: نظرة نقدية منهجية" "1990"، ويليه كتاب "بحثًا عن الشعر"، مقالات وقراءات نقدية. وفي الترجمة صدر له : بوشكين: الغجر وقصائد أخرى "1982"، ماياكوفسكي: غيمة في بنطلون وقصائد أخرى "1985"، كربرشويك: الإبداع القصصي عند يوسف إدريس "1987"، ليرمونتوف: الشيطان وقصائد أخرى "1991"؛ يانيس ريتسوس: اللذة الأولى، مختارات شعرية "1992"، هذه اللحظة الرهيبة، قصائد من كرواتيا "1997"، يانيس ريتسوس: البعيد، مختارات شعرية شاملة "1997"، سوزان برنار: قصيدة النثر من بودلير حتَّى الآن "مراجعة وتقديم"، 1998/ 2000، جريجوري جوزدانيس: شعرية كفافي "1999"، دراجو شتامبوك: نجومٌ منطفئةٌ على المنضدة "2008"، شارل بودلير: الأعمال الشعرية الكاملة "2009". قسطنطين كفافي: الأعمال الشعرية الكاملة، وأوديسيوس إيليتِس: له المجد، يانيس ريتسوس: سوناتا ضوء القمر, وأعمال أخرى. ثم قدم الشاعر أحمد سراج ضيف الليلة الشاعر رفعت سلام ليفتتح اللقاء بقصيدة من إحدى قصائده ومن جانب قام الشاعر رفعت سلام بشكر كلٍ من بيت الشعر بالأقصر الذي وجه له هذه الدعوة ليلتقي بجمهور الأقصر لأول مرة وشكر للأستاذ أحمد سراج تقديمه لندوة الليلة ثم أنشد من قصيدته وردة الفوضى الجميلة : ترحل القطارات للشرق بالأبناء لكن لا تعود ترحل الفتيات نحو الشرق للأبناء لكن لا تعود القطارات الرحيلُ اللوعةُ الأبناءُ للحربِ مناديلُ الأمهاتِ الصبيةُ الفتياتُ السوادُ الرصيف المقفر الخالي نشيجٌ بائع الكولا مواءُ القطة الحامل نظرة الدهشة من عين المدينة.