لا يقتصر النقاش في الغرف المغلقة على طرف لبناني بعينه، انما يطال كل الفرقاء الذين يحاولون تلمس مخرجا للازمة السياسية المتعاظمة والتي اذا استمرت يعني "اننا لن نتمكن من اجراء انتخابات نيابية في الربيع المقبل وذاهبون الى تمديد جديد للمجلس النيابي، وفي ذلك اشارة قوية للداخل والخارج اننا في وضع اسوأ مما كنا عليه ايام الحرب الاهلية". على حد تعبير قيادي بارز في قوى 8 اذار. يكشف القيادي عن ان "هناك قناعة بدأت تطرح للنقاش على مستوى قيادات في 8 اذار منذ اقدام رئيس تيار المستقبل سعد الحريري مدعوما بقوى اساسية في فريقنا على ترشيح رئيس تيارة المردة النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، تقول ان السعودية تريد الآن سليمان فرنجية وترفض رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون وهناك رهان على صحة عون (اطال الله في عمره) ولو سلمنا جدلا انه حصل مكروه للعماد عون من يضمن انهم يستمرون بترشيح فرنجية للرئاسة؟". لماذا طرح هذا السؤال المتضمن مخاوف جدية؟، يوضح القيادي " لانه من المفترض في حال غياب قيادات عن الساحة ان تتغير جزئيا موازين القوى لانه لم يعد لدينا حليف رئيسي اسمه ميشال عون وحينها سيعود البحث في خيار المرشح التوافقي مجددا، اي اسقاط ثابتة انتخاب رئيس من 8 اذار في وقت تنضج تسوية سياسية في سوريا، وفي وقت يواجه حزب الله مقصلة اسرائيلية وعربية وحصار عربي سياسي وغير سياسي مع احتمالات حرب اسرائيلية حاضرة دائما في الحسبان، وهناك تسوية في سوريا لماذا لا يتم انضاج تسوية في لبنان". يقول القيادي "صحيح ان فرنجية هو الخيار الوحيد لدى السعودية ويتقاطع معها في هذا الخيار فريق وازن في 8 اذار، ولكن من يضمن لاحقا ان لا تغير السعودية رأيها، قبل انتخاب فرنجية وبعد غياب عون (لا سمح الله) تتغير ظروف الانتخاب على قاعدة كنا نريد فرنجية في وجه عون، وعندما لا يبقى عون موجودا والتيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل اضعف من ان يواجه وحده نفوذ القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، وكل الظروف والمعادلات تتغير ومن الممكن عودة التقارب بين الحريري وجعجع، حينها تتم العودة الى خيار الرئيس التوافقي والاسماء المطروحة كلها جاهزة للموقع". ينوه القيادي "بفضل القوى العسكرية والامنية التي استطاعت توجيه ضربات موجعة الى الارهاب التكفيري، بعمليات استباقية ادت الى تفكيك الخلايا النائمة، والشبكات الناشطة الهادفة الى زعزعة الاستقرار، مستفيدة من الازمة السياسية التي زادها استعارا العجز عن انتخاب رأس للبلاد، تستقيم بوجوده الحياة الدستورية وتنتظم". ينصح القيادي "بالاسراع في التقاط الفرصة التي لا زالت متاحة والذهاب الى انتاج تفاهم داخل قوى 8 اذار يفضي الى تأمين نصاب جلسة انتخاب رئيس جمهورية وبالتالي انتخاب سليمان فرنجية رئيسا كونه ثبت انه يشكل تقاطعا وطنيا يوفّر كل امكانات الصمود للبنان في مرحلة التسويات على صعيد المنطقة".