…………. وُلد الزعيم عام 1858 في قرية أبيانة مركز فوة التابعة وقتذاك لمديرية الغربية، لوالدهالشيخ إبراهيم زغلول رئيس مشيخة القرية الذى توفي والده وهو في الخامسة من عمره،، أما والدته فهي السيدة مريم بنت الشيخ عبده بركات أحد كبار الملاك . ……….. بدأ تعليمه في الكُتاب حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القران. ومبادئ الحساب, وفي عام 1870 التحق بالجامع الدسوقي لكي يتم تجويد القران، ثم التحق بالأزهر عام 1873 ليتلقي علوم الدين. وهناك تتلمذ على يد المصلح الديني الكبير الشيخ الإمام محمد عبده فشب بين يديه كاتباً خطيباً، أديباً سياسياً، وطنياً، إذ كان صديقا له رغم العشر سنوات التي كانت تفصل بينهما في العمر.كما شارك في الثورة العرابية وحرر مقالات ضد الاستعمار الانجليزي، حض فيها على الثورة، ودعا للتصدي لسلطة الخديوي توفيق التي كانت منحازة إلى الانجليز … عمل بالمحاماة،والتحق بالعمل في "الوقائع المصرية" حيث كان ينقد أحكام المجالس الملغاة ويلخصها ويعقب عليها، ثم نقلته وزارة البارودي إلى وظيفة معاون بنظارة الداخلية تم تم نقله إلى وظيفة ناظر قلم الدعاوى بمديرية الجيزة. ……… كان الزعيم أول محام يدخل الهيئة القضائية . فعين قاض في محكمة الاستئناف في آخر القرن التاسع عشر، ثم ناظراً للحقانية و استطاع أن يرتفع بتلك المهنة حتى علا شأنها، يُعد سعد زغلول حجر الزاوية في إنشاء نقابة المحامين وهو الذي أنشاء قانون المحاماة 26 لسنة 1912 …. اختير وزيراً للمعارف عام 1906 واستطاع أن يضع بصمة واضحة علي العملية التعليمية في مصر، وكان أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس، ساهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907 وتولى رئاسته في ذات العام . …. عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى، تم وضع مصر تحت الحماية البريطانية، وظلت كذلك طوال سنوات الحرب التي انتهت في نوفمبر عام 1918 حيث أُرغم فقراء مصر خلالها على تقديم العديد من التضحيات المادية والبشرية فقام سعد واثنين آخرين من أعضاء الجمعية التشريعية (علي شعراوي وعبدالعزيز فهمي) بمقابلة المندوب السامي البريطاني مطالبين بالاستقلال، وأعقب هذه المقابلة تأليف الوفد المصري، وقامت حركة جمع التوكيلات الشهيرة بهدف التأكيد على أن هذا الوفد يمثل الشعب المصري في السعي إلى الحرية. … طالب الوفد بالسفر للمشاركة في مؤتمر الصلح لرفع المطالب المصرية بالاستقلال، وإزاء تمسك الوفد بهذا المطلب، وتعاطف قطاعات شعبية واسعة مع هذا التحرك، قامت السلطات البريطانية بالقبض على سعد زغلول وثلاثة من أعضاء الوفد هم محمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، وترحيلهم إلى مالطة في 8 مارس 1919. …. في اليوم التالي لاعتقال سعد زغلول وأعضاء الوفد، أشعل طلبة الجامعة في القاهرة شرارة التظاهرات. وفي غضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بما فيهم طلبة الازهر. وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت في جميع الأنحاء من قرى ومدن مصر لتتحول لثورة شعبية عارمة سقط فيها الكثير من شهداء مصر الابرار … أجبرت الثورة الشعبية الاحتلال الإنجليزي على الإفراج عن سعد وصحبه. واضطرت إنجلترا الي عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفي إلي مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس ، ليعرض عليه قضية استقلال مصر. …… لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلي الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، كما قاطعوا لجنة ملنر التى ارسلتها بريطانيا للتفاوض مع الشعب المصرى .. ألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى، و نفوه مرة أخرى إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندى، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت ليعود سعد زغلول ,ومع اصرار الشعب على التمسك بزعيمهم عاد "زعيم الأمة للوطن" لبفوز في أول إنتخابات عامة تجرى في ظل الدستور الصادر عام 1923. ليحصد أنصاره 195 مقعداً من 214 وفاز أحدهم في دائرة كان خصمه فيها رئيس الوزراء يحيى باشا إبراهيم الذي أشرف على الإنتخابات.. …. في 24 يناير 1924، شكل سعد زغلول أول وزارة يرأسها مصري من أصول ريفية، وسميت وزارة الشعب وحدد موعد إفتتاح البرلمان فى 15 مارس 1924 .وظل سعد محارباً ورافضاً لتعسفات الاحتلال ولم يدعمه في حربه الملك فؤاد حاكم مصر، فقدم "زعيم الأمه" استقالته من منصب رئيس الوزراء 1924، وواصل جهاده ضد الإنجليز وخاض صراعا مع الملك فؤاد وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور، وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام 1927 وانتخب سعد رئيساً لمجلس النواب حتي وفاته عام 1927م . …. وتوفي الزعيم الوفدى حتى النخاع فى 23 أغسطس عام 1927، وفي ذاك اليوم اجتمعت الوزارة الجديدة في ذلك الوقت برئاسة عبد الخالق باشا ثروت وقررت تخليد ذكرى الزعيم سعد زغلول وبناء ضريح ضخم يضم جثمانه على أن تتحمل الحكومة جميع النفقات وبدأ تنفيذ المشروع ودفن سعد باشا في مقبرة مؤقتا بمدافن الإمام الشافعي لحين اكتمال المبنى، كما أقامت حكومة عبد الخالق ثروت تمثالين له أحدهما بالقاهرة والآخر بالإسكندرية ، وتم نقل الجثمان إلي ضريح سعد زغلول المعروف بجوار بيت الأمة الذي شيد عام 1931 ليدفن فيه زعيم أمة وقائد أكبر ثورة ضد الاحتلال الإنجليزي (ثورة 1919). .. رحم الله المناضل الزعيم .. ولنتعلم منه كيف يكون النضال