المفكر العربي الأستاذ أحمد كرفاح000 إن مفهوم الإستقلال لا يعني إستعادة مظاهر السيادة وحسب0كما إن الإستقلال ولا يعني علما يرفرف ولا يعني جيشا ولا يعني ديبلوماسية فقط بل هو قبل كل شيئ إستقلال حضاري وثقافي 0 فإذا ما خذنا ربما أكبر بلد عربي ولتكن مصر مثلا 0 فمصر قد كانت في ستينيات القرن الماضي أوفر حظا من الهند على صعيد المؤشرات الإقتصادية والإجتماعية وكانت تتطلع إلى إمتلاك اأسلحة النووية0 لكن هذه التجربة قد تحطمت طبعا في عهد الرئيس أنور السادات0 ثم جاء الرئيس محمد حسني مبارك0 فقام بمقايضة قضايا التنمية والدفاع عن القضايا العربية0 إضافة إلى تخليه عن قضايا الشعب المصري وحقه في التنمية الحقيقية التي تكفل الحد الأدنى من الحياة الكريمة0 كما إستفاد الرئيس محمد حسني مبارك وحاشيته من ريوع المساعدات الأميريكية0 وهذا طبعا ليس في مصر وحدها بل في معظم البلدان العربية0 خدمت الأنظمة العربية مصالح الغرب وعلى رأسه مصالح الولاياتالمتحدة الأميريكة وفرنسا 0وتخلت عن قضايا شعوبها وأمتها0 ونصحوها بخوصصة إقتصادياتها0 وأتاحة بذلك الفرصة إلى القطاع الخاص ليساهم في عملية التنمية الشاملة0 لكن هذه الأنظمة لجأت إلى خوصصة السيادة ذاتها0 كما أن هذه الأنظمة قد تعاملت مع الإنتفاضات في بلدانها بإحتقارها لشعوبها واستخفافها بمطالب هذه الشعوب التي عاشت عقودا من الزمن مغلوبة على أمرها0 إلا أن هذه الإنتفاضات طبعا قد فرضت على الولاياتالمتحدة الأميريكية والغرب بصفة عامة التخلي عن هؤلاء القادة العملاء وتبنت مطالب الشعوب0 بعد أن أصبح هؤلاء العملاء المستبدين عالة عليها يأخذون كثر مما يمكن أن يعطوا0وبعد أن إنتهى دورهم عمليا في تقديم المزيد من التنازلات عن القضايا العربية عموما والقضية الفلسطينية خصوصا0 هذا في وقت قد كان فيه من المفرض أن يفهم هؤلاء العملاء بأن دورهم قد إنتهى منذ زمان وأن يكونوا عقلاء فيتعظون بغيرهم بسرعة فيرحلون بسرعة 0 لكن الشيئ الذي ظهر هو أن حكام العرب بطيئ الفهم لذا ظلوا مصممين على التأكيد من جديد بأنه لم يعد لديهم ما يقدمونه لشعوبهم غير القمع الدموي بعد أكثر من ستة عقود من القمع المعيشي على الصعيدين المادي والمعنوي0هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الحركات العربية قد كانت تهدف إلى إستعادة الإستقلال إستقلال الكرامة والعزة والسيطرة على الإمكانيات الوطنية لتوجيهها لصالح الشعوب لعربية 0 كما أن هذه الحركات قد كنت طبعا تحركها أفكار مستوحاة من حلة البلدان التي إبتليت بإستعمار إستيطاني كانت يهدف إلى إستغلال الثرواث وإيجاد قواعد إستراتيجية للدول الغربية كفرنسا والولاياتالمتحدة الأميريكية 0 وهذا طبعا مما جعل هذه الحركات في الوطن العري تستلهم قيمها وقناعاتها وثوابتها من فكرة التصدى للظاهرة الإستعمارية ومقاومتها0 حيث قد كان هذا لوعي وعيا حضاريا وثقافيا0 حيث قد كان هذا النضال السياسي يستهدف خدمة وتركيز المقومات القارية لهذه الشعوب بصفة شاملة وانتهجت مسلك السياسة كأداة تحرير وكسر شوكة الإستعمار0 هذا مع تبني الشعوب العربية للقيم السامية الإنسانية والعلمية والتكنولوجية0 ومع إيجابيات بناء الدول وتوخي التقدمية مثل تعميم التعليم وتحرير المرأة والسعي إلى العدالة الإجتماعية وإعطاء العمل العربي حقوقا إجتماعية واسعة إعتمادا على المساواة في الأجر بين الرجل والمرأة في حالة تساوي الكفاءة والمدودية 0كما أن البلدان العربية اليوم ستمر بمرحلة إنتقالية قد تعرف فيها العديد من الأزمات والصراعات وحتى الإضطرابات 0لكنها في النهاية قد تستقر بإقامة نظم ديموقراطي ناجح ومتطور 0 وهذا مما قد يجعلها نموذجا يحتذى بها عند بقية الشعوب الأخرى من جهة ويشكل ويشكل ضغطا من أجل الإسراع في عملية الإنتقال الديموقراطي في بقية البلدان التي لم تمسها الأحداث0 كما أن كل تأخر يمكن أن يؤدي إلى أحداث وانفجارات للوضع القائم وضرب الإستقرار في هذه البلدان 0 هذاطبعا ويبقى الفرق بين الإنتفاضة والثورة هوأن الثورة هي عمل منظم يحدث عدة تغييرات في مؤسسات الحكم وتركيبته البشرية 0 أما الإنتفاضة هي عبارة عن فترة غضب تحركها إحتقانات إجتماعية واقتصادية يمكن صرفها والتنفيس عنها بما يصاحبها من عنف مادي أو لفظي0 كما يمكن إحتوائها والإلتفاف عليها بوعود غامضة في مستوى المطالب الغامضة التي ترفع خلالها 0 هذا طبعا ويبقى على دعاة التغيير في العالم العربي اليوم أن يكونوا على دراية بأن هناك إختلافات جوهرية بين أوضاع الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وأوضاع بداية القد الثاني من القرن الواحد والعشرين0 فالتحرير قد كان ثورها قادتها أحزاب منظمة بقيادات وطنية كفؤة ونزيهة تساندها شعوب معأة ومتحمسة للتخلص من الحماية الإستعمارية 0 هذا طبعا وتبقى الأنظمة العربية بعد مرور أكثر من نصف قرن قد برهنت على خبرات حقيقية في الإلتفاف على الإنتفاضات الشعبية 0 هذا طبعا مع أن الأصوات التي أتاحت لها هذه الإنتفاضات الشعبية أن تبرزقد عبرت طبعا عن معارضة مفككة ومحتشمة ترفع مطالب غامضة ومحدودة مقارنة بحجم الإنتفاضة0 فالمطالبة بالعمل والكرامة واحترام الحريات يمكن الحكومات العربية أن ترد عليها بوعود خيالية0 وهذا طبعا مما يتطلب تكتل المعارضة في كل بلد عربي وتقديم برنامج جدي يترجم معاناة الشعوب العربية حتى تستطيع أن تجد الإنتفاضات الشعبية من خلالها نفسها وتطلعاتها0 لأن تصبح ثورة حقيقي0 هذا ويبقى التحد ى طبعا في المشهد العربي يتمثل في مدى قوة التنظيمات التي تؤطر هذه الإنتفاضات وأهلية العناصر القيادية المنبثقة عنها0 نقول هذا طبعا في وقت الأنظمة الحكم القائمة في البلدان العربية تعرض معظمها للسقوط بسبب ثورات الشباب لأن هذه الأنظمة قد بلغت حدا من الجمود والفساد من جهة ومن جهة ثانية لم تعد تستوعب مايجري في محيطها الداخلي والخارجي 0 لأنها شاخت وتخلفت عن التطورات الجارية بسرعة البرق 0 يجري كل هذا في وقت قد تفتحت فيه المجتمعات العربية على الفضاء الدولي فالمجتمعات العربية وهي تشاهد العالم من حولها ترى مدى إرتباط حكام لعرب شعوبهم واحترامهم لمواطنيهم وحرصهم الدائم على متابعة منحنى شعبيتهم كي يراجعوا أنفسهم في الوقت المناسب0 كما أن هناك حرص منتخبى هذه الشعوب كل الحرص على نقل هموم مواطنيهم والإجتهاد في التعبير عن إنشغالاتهم حتى لا تسير شئون دوائرهم نحو الكوارث الي يصعب بعد ذلك إيجاد علاج لها0 كما أن هؤلاء المنتخبين يمارسون حق المواطن في الرقابة ويشكلون سلطة موازية تسهر على تسيير الهيئات التنفيذية والحد من إنزلاقاتها وما تؤدي إليه ممارسة السلطة عادة من تعسف وسرقة وفساد0 كما أن المنظمومة الإعلامية طبعا تقوم بإسماع صوته سواء كان هذا المواطن داخل البلد أو خارجها من جهة والحكام يسمعون ويعون ويتجاوبونهذا 0 يتبعطبعا ويبقى ضعف أنظمة الحكم في البلدان العربية وانهيار جبهتها الداخلية راجع لإفتقارها إلى أهم شروط إرتباطها الفعال بشعوبها0 لذا طبعا قد كان من المفروض على المعارضة في بلدانها العربية أن تسارع إلى لملمة شتاتها وأن تتفاهم فيما بينها لتقديم البديل الجدي الأضل لأوضاع شعوبها إلتى لاتحسد عليها0 هذا من جهة ومن جهة فإنه يمكن أن يكون سبب إستعانة المعارضة في بعض البلدان العربية بخارج للتعيض عن شتاتها راجع إلى قلة إستعدادها لمواجهة التحديات المفاجئة0 لكن في الحقيقة كان يجب أن لا تنسى هذه المعارضة بأن الإستعانة بالأجنبي عادة تكلف باهضا على الصعيدين السياسي والإقتصادي 0هذا طبعا ويبقى وصول التيارات الإسلامية للسلطة قد يكون مرحلة حتمية لكن ستثور الشعوب ضدها ويتم التخلص منها نهائيا لأنها في الحقيقة هي تيارات عادية0 وأنها ليست الحل لمختلف مشكل التخلف واللاعدالة 0 حيث قد تأخذ هذه التيارات حجمها الحقيقي في المجتمعات لعربية0 وتقبل بالتداول السلمي على السلطة 0هذا في وقت قد إقتنع فيه الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة الأميريكية بن التيارات لإسلامية المعتدلة ستضمن الإستقرار في هذه البلدن وتكون أداة لفرض السيطرة الأميريكية غير المباشرة عليها خاصة في إطار خدمة الرأسمالية العالية ومصالحها أي تصبح البلدن العربية شبيهة ببلدان الخليج المتعاونة مع الغرب مثل المملكة الربية السعودية وقطر0