عندما تم تكليفهُ بمنصب هام في الحكومة , لم يدم له الكرسي سوى شهور قليلة و تم تعيين آخر لنفس المنصب لياخذ مكانه , حزنَ قليلاً لأنه لم يقصر في عمله , وكرس نفسه وحياته للمنصب الجديد على حساب أشياء كثيرة , مما خفف عنه بعض الشيء قول إحدى زميلاته المخلصات لتخفف عنه بقولها : –السلطان مَّن لا يعرفه السلطان ! ربنا بيحبك ! وكذلك قول أحد المحبين والمخلصين له , كذلك كان يعتقد , أما الآن فلا ثقة عنده في أحد من الجميع : — كرسي الحكومة مثل كرسي الحلاق فإذا انصرف عنه الزبون انفض عنه الحلاق ليرحب بالضيف الجديد ! وكان كلما وجد المدير الجديد غارقاً في المشاكل حتى ذقنه وعاجزاً عن حلها بمفرده , يشفقُ عليه , ويمد ُ له , أحياناً , يد العون والمساعدة ويبتسم له ابتسامةً صفراء !