مع تفاقم مشكلة انقطاع الكهرباء وارتفاع فواتيرها المطرد باستمرار، ومع اتجاه العالم لترشيد استخدام الطاقة والمياه العذبة، لم يجد المهندسان أحمد خيرت وعمرو مقبل حلاً سوى اللجوء إلى تركيب نظام يولد الكهرباء من الشمس أعلى سطح منزلهما بمدينة 6 أكتوبر. عن تجربتهما مع الطاقة الشمسية دار الحديث مع "بوابة شموس نيوز" لتكون دعوة لاقتفاء أثرهما من ناحية، ولإلقاء الضوء على الجديد في تطبيقات الطاقة الشمسية من ناحية أخرى. قالا لي: تجربتنا قامت على تركيب نظام يولد 1.1 كيلو وات (1100 وات )والقاعدة في هذا المجال تقول إن تكلفة توليد 1 وات من الكهرباء بالطاقة الشمسية تكلفك تقريبا 3.2 دولار " هذا الرقم في تناقص مستمر مع التطور المستمر الذي يحدث في المجال " ، فتكون المعادلة بمنتهي البساطة كالتالي : 1100 × 3.2 = 3520 دولار دعونا نقول إنها 3600 دولار أي أن تكلفة الطاقة الشمسية للمنازل بالنسبة لشقة عادية تستهلك شهريا 200 كيلو وات ساعة بالطاقة الشمسية هو 3600 دولار وستحتاج إلي 8 متر مربع من الألواح الشمسية للتثبيت فوق سطح المنزل. هذا النظام يعمل في الليل والنهار ويوجد به منظومة بطارية وانفرتر ومنظم شحن والتكلفة المذكورة شاملة كل هذه المكونات. بالطبع الألواح الشمسية لن تعمل في فترات غياب الشمس وفي هذه الفترات لو كان النظام غير متصل بشبكة الكهرباء العمومية سيتم الحصول علي الطاقة من البطاريات الشمسية التي تقوم بتخزين الزائد من الطاقة طوال فترة سطوع الشمس. هذه البطاريات تعمل بنفس الكفاءة كما لو أن الأولاح الشمسية تعمل إلي أن تفرغ البطاريات، وهذا يعتمد علي حجم التشغيل وسعة البطاريات ونوعها. وعليه، فهناك نوعان من التوصيلات للطاقة الشمسية: 1- أول نظام يتيح التوصيل ما بين الشبكة العمومية وألواح الطاقة الشمسية (بمعني أنك لو محتاج قدرة أكبر من قدرة الألواح فهنا يبدأ النظام بسحب الفرق من الشبكة العامة لتلبية احتياجاتك وكمان هيكون فيه عداد بيحسب الكمية اللي هتسحبها من الشبكة وبالليل أثناء عدم وجود طاقة من الألواح الشمسية هيتم سحب القدرة المطلوبة من الشبكة العمومية وبالتالي مش هتستخدم بطاريات للنظام ده). 2- النظام الثاني يستخدم البطاريات ولا يستخدم الشبكة العامة بل يستغني عنها تماما، لكن يؤخذ في الحسبان أن البطاريات لو نفذت لن تأخد كهرباء من الشبكة العامة. وعليه يتم عمل حسابات دقيقة لاختيار عدد بطاريات مناسب تخزن الكهرباء لحين شروق الشمس من جديد. هذه البطاريات يمكنها الاستمرار في العمل مدة 25 عاماً دون حاجة للتغيير لكن بوجه عام المناسب أن تقوم بتغيير البطارية مرة أو مرتين خلال هذه الفترة وهذا بالطبع يعتمد علي نوع البطارية وكفاءتها وعدد مرات دورة الشحن والتفريغ العميق التي يمكنها القيام به. ولتلبية احتياجات المنزل من المياه الساخنة طوال اليوم أمكننا من خلال الطاقة الشمسية كذلك استخدام سخان مياه بالطاقة الشمسية وضعناه فوق سطح المنزل. والواقع أن تطبيقات الطاقة الشمسية عديدة ومتنوعة وأكبر من أن نحصيها ولكننا يجب أن نتذكر دائما أننا نحصل علي نوعين من الطاقة الشمسية: ( طاقة ضوئية وطاقة حرارية ). وتوجد الآن مزارع في مصر لإنتاج الطاقة الشمسية، ومزرعة الألواح الشمسية تنتج 400 كيلو وات شهرياً وهي بهذه القدرة فقط تكلف حوالي 2 مليون ومئتي وخمسين ألف جنيه ومساحة حوالي 2000 متر مربع. واستخدام الطاقة الشمسية يعد أحد الحلول المفيدة جدا وخاصة في الأماكن النائية التي لا يتوفر بها كهرباء فبدلا من المولد الكهربائي الذي يعمل بالوقود لرفع المياه يمكن تدوير طلمبات رفع المياه باستخدام الكهرباء المنتجة بالألواح الشمسية. وعليك أن تعلم أن عالم مركبات الفضاء والأقمار الصناعية وحده مليء بتطبيقات الطاقة الشمسية والآن توجد منتجات حقيقية تباع بالسوق وقد استوردنا بعضها لإتمام منزلنا الشمسي إذا صح التعبير. نعم، استطاعت العديد من الشركات المنتجة لألواح الطاقة الشمسية الفولتوضوئية في السنوات القليلة الماضية تطوير أنواع وأنظمة الطاقة الشمسية القولتوضوئية بشكل كبير مما جعل حلول الطاقة الشمسية أكثر جدوي اقتصادية من الماضي بكثير وأكثر كفاءة وأعلي جودة. وأكبر دليل علي ذلك هو ما سنراه في عام 2016 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية التي ستقام فيها الدورة الأوليمبية لعام 2016 فسوف تقام في برج تم إنشاؤه بنظام الإعتماد علي الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي للكهرباء التي ستستهلكها أثناء الدورة الأوليمبية. أما محطات الطاقة الشمسية فهي عبارة عن مشاريع ضخمة تقوم بها الدول أو المؤسسات الكبرى لتوفير جزء كبير من احتياجاتها للكهرباء عن طريق انشاء محطات طخمة لتوليد الطاقة الكهربية من الألواح الشمسية كبديل نظيف وآمن بدلا من محطات توليد الطاقة بالوقود الحفري كالفحم والبترول والغاز الطبيعي ولعل ما تم انشاؤه من محطات في مدينة (مصدر) بالامارات العربية أحد أكبر الأمثلة علي ذلك. وبسؤالهما عن التحديات التي واجهتهما في أثناء تنفيذ منزلهما الشمسي أجابا في نفس واحد (الجمارك) راجين الحكومة أن تسهل عملية الاستيراد لمنتجات الطاقة الشمسية وتضع ما تشاء من شروط الجودة عليها فهذا هو السبيل الوحيد لنشر ثقافة الطاقة الشمسية المتجددة في مصر كما أشارا إلى ضرورة قيام البنوك بدورها في إقراض المواطنين كما فعلت في مجال السيارات والمنتجعات. هذا هو السبيل لزيادة الشريحة المستخدمة للطاقة الشمسية كما يمكن للمدارس والمصالح الحكومية والشركات التي لا تعمل إلا بالنهار الاعتماد على الطاقة الشمسية وهي بطبيعتها ذات أسطح كبيرة تتسع لجميع أنظمة استخراج الكهرباء من الطاقة الشمسية.