زمن الصليب الصّليب علاقة بين السّماء والأرض( 5) " يصالح به كلّ شيء في الأرض كما في السّماوات، فبدمه على الصّليب حقّق السّلام." ( كولوسي 20:1) الصّليب هو نقطة الالتقاء بين السّماء والأرض. إذا ما رنونا إليه عاينا واقع الأرض الّذي تحوّل بيسوع المسيح إلى مسكن لله. وإذا ما حملنا الصّليب مشينا في رحلة حجّ نحو السّماء. فما عادت السّماء، قلب الله، بعيدة، وانتفت عنها الفكرة النّظريّة القائلة بوجودها في مكان ما. السّماء هنا، في كلّ مؤمن اتّحد بالمسيح وحمل الصّليب وسار خلفه. ولمّا كان الله تصالح مع الإنسان بيسوع المسيح، وقبل الإنسان هذا التّصالح وتفاعل معه، وبدوره حقّقه في العالم، تحقّق السّلام كما في السّماوات كذلك على الأرض. السّلام المرجو والمنتظر ليس سلام الإنسان، بل سلام الله. فسلام الإنسان ناقص ومرتبط بمصالح وينتج عن خلافات وحروب. وأمّا سلام الله فهو الله بذاته، الكائن والذّي كان والّذي سيأتي، ولا تسبقه حروب ولا نزاعات، ولا يحتاج إلى تسويات ومفاوضات إذ إّنه سلام كامل آتٍ من ملك السّلام. حينما استبعد الإنسان الله المحبّة من حياته وارتضى أن ينفصل عنه، شاء الحبّ الإلهي أن يتصاغر ويتّخذ صورة إنسان ليحقّق التّصالح والسّلام. ما هو معاكس للمنطق الإنساني القائل بأنّ على المخطئ أن يتقدّم للتّصالح. لكنّ منطق الحبّ لا يحقّق المصالحة وحسب وإنّما يؤكّد عليها بفعل حبّ عظيم ألا وهو الصّليب.