تقد يم: المفكر العربى الأستاذ أحمد كرفاح الجزائري من مواليد ربيع عام 1962 عام إستقلال الجزائر بعد قرن ثلاثة عقود من الزمن إستعمار 0 وغادر الإستدمار الفرنسي الجزائر بعد أن أباد مليون ونصف مليون شهيد وأهلك الحرث والنسل0 ولد الأستاذ أحمد في قرية صغيرة جميلة جدا خاصة في فصل الربيع عندما تلبس هذه حلتها الخضراء المزركشة بأنواع الأزهار ذات الألوان الخلابة مما يزيدها جمالا .ورونقا0 تقع هذه القرية الصغيرة التي تسمى بالقلب الكبيروبعد التقسيم الحديث أعطيت إسما جديدا هو معارك المالح في ولاية المدية والتي كانت تسمي بالتيطري في العصر العثماني0 هذه الولاية التاريخة ذات التاريخ الطويل والعميق سميت في فترة الإستعمار بالولاية الرابعة0 درس الأستاذ أحمد مرحلته الإ بتدائية بهذه القرية في المدرسة الإبتدائية خيثرالطاهر0 ثم إنتقل الى مدينة سور الغزلان بولاية البويرة حيث درس مرحلتي المتوسط والثانوي في ثانوية الإمام الغزالي فتحصل على شهادة الباكالوريا عام 1977 في الفرع العلمي0 ثم إنتقل الى العاصمة حيث درس في معهد العلوم الإقتصادية بالجامعة المركزية 0 تحصل على شهادة في العلوم الإقتصادية فرع التخطيط0 أثناء دراسته الجامعية دخل المعترك السياسي وأصبح في صفوف المعارضة 0 حيث القي القبض عليه وهو في السنة الرابعة جامعي وكان ذلك في عام 1982 في عهد الرئيس الشادلي بن جديد 0 حكم عليه بخمس سنوات سجن نافذة في محكمة أمن الدولة بمدينة المدية0 حيث تمت محاكمتة ثلاث مرات 0 قضى سنوات السجن هذه بين سجن البرواقية بالمدية وسجن الحراش بالجزئر حيث في سجن الحراش وضع في القاعة رقم 09 التي يقال عنها أن الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة قد سجن فيها في عهد الإستعمار0 وكذا سجن تازولت بولاية باتنة والذي كان يسمى في الفترة الإستعمارية بسجن لومبازوأخيرا سجن تيزي وزو0 تم الإفراج عنه في 05 جويلية من عام 1987 بمناسبة إحتفالية عيد الإستقلال0 بعد أحداث 5 أكتوبر1988 أسس الأستاذ كرفاح حزبا سياسيا تحت تسمية حركة الرسالة الإسلامية 0 وقبل إكمال عملية هيكلة حزبه وبداية النشاط في الميدان السياسي في عهد الجزائر الجديدة 0جاءت أحداث 1992 0 والتي كانت عبارة عن صراع على السلطة بين النظام القائم والحزب المحظور الجبهة الإسلامية للإنقاذ0 حيث تم الغاء الإ نتخابات بعد إجراء الدور واستقال الرئيس الشادلي بن جديد0 ودخلت البلاد في دوامة من الصراع والعنف 0 حتى سميت تلك المرحلة بالعشرية الحمراء0 إلاأن البعض يسميها بالعشرية السوداء0 في هذه المرحلة الصعبة والحرجة تركت الحركة النشاط السياسي والهيكلي ودخلت مجال العمل الإصلاحي بين النظام والحزب المحظور وأصبحت الحركة تتحرك بين جنان المفتي أين يقبع شيوخ الحزب المحظور واجنان الميثاق حيث مقر لجنة الحوار التي أنشأتها رئاسة الجمهورية0 وبعد أخذ ورد لمدة زمنية ليست بالقصيرة0 أعلنت رئاسة الجمهورية فشل الحوار مع شيوخ الحزب المحظور في بيان تلاه في ذلك الوقت السيد أحمد أويحي رئيس الحكومة السابق0كما أنهت لجنة الحوار الوطني التي ترأسها المجاهد يوسف الخطيب وناطقها الرسمي السيد عبد القادر بن صالح أشغالها0 بعقد ندوة وطنية في قصر الأمم بنادي الصنوبر 0 تم على إثرها إنشاء مجلس إنتقالي ترأسه السيد عبد القادر بن صالح0 كما تم إنتخاب السيد لمين الذي كان وزيرا للدفاع رئيسا للجمهورية بعد أن رفض السيد عبد العزيز الترشح 0 وأعلن السيد لمين في عهدته عن إنتخابات مسبقة قبل أن يكمل عهدته 0 وانتخب بعد عهدة السيد لمين زوال السيد عبد العزيز بوتفلقة رئيسا للجمهورية إلى يومنا هذا0 ومع هذا يبقى الأستاذ أحمد مناضلا من أجل خدمة دينه وعقيدته و خدة شعبه وبناء بلده وخدمة أمته العربية والإسلامية بصفة خاصة والعمل من أجل خدمة البشرية المعذبة في الأرض بصفة عامة0 كما أن الأستاذ أحمد كرفاح يحب كل أبناء عالميه الإسلامي والعربي حيث يرتاح لكل خطوة إيجابية يحققونها ويفرح لكل خدمة جليلة يقدمونها لأمته العربية والإسلامية كما يحب الخيرلكل البشرية على وجه الأرض0 هذا هوالأستاذ أحمد كرفاح الذي يقضي جل وقته في التفكير في كيفية حل مشاكل عالمه العربي والإسلامي دون تفرقة بين بلده وبقية البلدان العربية والإسلامية ويفكرفي بعض الأوقات حتى في كيفية معالجة كل بلدان العالم0 وفي الأخيرتحية تقديرواحترام لكل أبناء وبنات العالم والإسلامي الساهرين على خدمة دينهم وبلدانهم وعالمهم وأمتهم 0 وتحية إحترام لكل أبناء وبنات الأمم والشعوب الأخرى المخلصين في خدمة البشرية المعذبة في الأرض اليوم0 وبعد عندما ماوضعت هذه الكتابة في الإعتبار أردت أن يفهمني كل الشعب الجزائري وهو يعيش حقا في فترة مفعمة بالحركة 0 ولقد قدمت بعض الأحزاب السياسية المعارضة بعد أكتوبر بعض التحليلات الإنتقادية للوضع الذي بدأ يتغير بحلول التسعينيات 0 ولكن لم تقترح هذه الأحزاب فكرة إعادة البناء مع أن النظام الديموقراطي كان في بدايته يعني في نقطة الصفر0 ولم تقدم سياسة تشريع تدفع بالبلاد للتقدم إجتماعيا واقتصاديا وتجديد كل مناحي الحياة وتفهم الشعب معنى هذه السياسة سياسة عادة الهيكل والبناء خاصة وأن الجزائر كانت تعيش تراكم العديد من المشاكل والتي لم تكن سهلة الحل 0 بيد أن التغيير كان قد بدأ ولا يمكن للمجتمع الجزائري أن يتراجع للخلف 0 هذا في وقت كانت فيه الظروف تتطلب الإنطلاق في إعادة البناء هذه الحقيقة التي فرضتها الحالة المتدهورة للإ قتصاد الجزائري وأنها تعني التحرر من الوهم الذي كان سائدا 0 أعود فأقول أن هذه الكتابة الذي دفعني اليها هو عدم الرضا بالطريقة التي تسير فيها الجزائر اليوم0 كما أن هناك دافع آخر دفعني لهذه الكتابة وهو الطاقة الكامنة للجيل الجديد الجزائري التي لم يستفد منها كما يجب ، ومع أن الجزائر تمتلك أساسا ماديا وثروة من الخبرات منظرة عالمية ووطنية عريضة نستطيع من خلالها أن نحسن بها مجتمعنا بشكل هادف ومستمرساعين إلى كسب عائدات متزايدة دائما من حيث الكم والكيف ومن كل أوجه النشاط الجزائري 0 لذا علينا اليوم قبل الغد إعادة النظر وإعادة تقييم أشياء عديدة0 ومع كل خطوة إلى الأمام نزداد إقتناعا بأننا نسير في الطريق الصحيح وهو الطريق الديموقراطي الذي يجعلنا نتصرف بشكل سليم0 هذا مع العمل في المجال الخارجي من أجل السلام والتعاون مع علمنا بأننا نحتاج إلى ظروف دولية طبيعية من أجل تقدمنا الخارجي 0 كما تريد الجزائر عالما خاليا من الحرب وبدون سباق تسلح وأسلحة نووية وعنف 0 وهذا أفضل وضع لتطورنا الداخلي 0 وإذا أردنا تحقيق هذا يجب أن يسير تفكيرنا الجديد إلى مدى أبعد 0 فالكل يعلم أن العالم لا يعيش في جو التهديد فحسب وإنما في جو مشاكل إجتماعية هامة لم تحل وزادتها الأزمة المالية الحالية تفاقما وتشابكا وعمقا0ومن هنا فإن سياسة إعادة الهيكلة والبناء ستضع أمامنا مهام جديدة وقد تكون صعبة لسياستنا وفكرنا الإجتماعي والسياسي والإقتصادي 0 وتضمن لنا وضع حد لتحجر الفكر الإجتماعي الجزائري من أجل إعطائه آفاقا جديدا وواسعا والتغلب بشكل واسع وكامل على ما يسمى بعبادة الشخصية لأنه أصبح لدى المجتمع الجزائري قدرة نادرة على أن يحس في الوقت المناسب بالحاجة إلى تغيرات جذرية وإلى إعادة تقييم القيم وإلى مراجعة التوجهات النظرية والشعارات السياسية 0 هذا في وقت أصبح فيه المجتمع الجزائري يفهم مشاكله بطريقة أفضل وينظر إلى المسائل الإقتصادية برؤية أوسع والعمل على إيجاد برنامج للإصلاحات الإقتصادية الجذرية وجعل الدولاب الإقتصادي يتمشى بشكل جيد مع النظام الشامل للإدارة الإجتماعية التي تعتمد وترتكز على مبادئ ديموقراطية متجددة يتم فيها تحويل التركيز من أساليب الإدارة في الأساس إلى أساليب التدبير الإقتصادي في الأساس وفي كل مستوى مع الدعوة إلى إشاعة ديموقراطية الإدارة على نطاق واسع وإلى التنشيط الشامل للعمل البشري0 وهذا مما يؤدي إلى التغلب على عملية الركود وتحطيم الدولاب الكابح وخلق دولاب فعال يعول عليه لتشريع التقدم الإجتماعي والإقتصادي وإعطائه دينامكية أكبر0 فإعادة الهيكلة والبناء أعني بها التطويرالشامل للديموقراطية وتشجيع المبادرة والمسعى الخلاق وتحسين النظام والإنضباط ومزيدا من النقد الذاتي في كافة مجالات المجتمع الجزائري إنها أقصى إحترام للإ نسان الجزائري ومراعاة للكرامة الشخصية 0 كما أنها تعني تحويلا حازما إلى الأساليب العلمية والقدرة على توفير أساس علمي صلب لكل مبادرة جديدة وهي تعني ربط منجزات الثورة العلمية والتكنولوجية بالإقتصاد الجزائري 0 كما تعني أيضا التلبية لأفضل الإحتياجات للشعب الجزائري المعيشية والطبية والثقافية وغيرها0 فإعادة البناء والهيكلة يجب أن نجعلها الصورة التي نرى بها مهامنا وجوهر ومحتوى عملنا كجزائريين للفترة القادمة على أن نكون مستعدين للعمل الجاد والشاق والمضي لكي نضمن أن تصل بلادنا إلى آفاق جديدة بنهاية الخمس عقود الأولى من القرن الجديد القرن الواحد والعشرين0 فإعادة الهيكلة والبناء يجب أن تكون تجديد دقيق لكافة جوانب الحياة الجزائرية وبصفة عامة تعني إعادة بناء حياتنا وعلى أن يكون إسهام الجزائر هذا في التقدم الإجتماعي للجزائر وللعالم العربي وللقارة الأفريقية وللعالم أجمع