عندما خرجت الحملة الفرنسية من مصر اشتد الصراع على الحكم وبخاصة بين المماليك الى ان تمكن عثمان بك البرديسى من الانفراد بحكم مصر .الذى وجد نفسه فى جانب والشعب فى جانب آخر. ………….. الشعب الذى أنهكه الظلم وكثرة الضرائب التى تفنن المماليك وغيرهم فى فرضها عليه، فاشتدت الأيام قسوة وبطشا بالناس على أيدى أمرائهم وازداد الأمر سوءا بحدوث الجفاف الذى أصاب الأراضى الزراعية لنقص مياه النيل، مما أدى إلى نقص الغلال وارتفاع أسعار السلع فى الأسواق، إضافة إلى ظلم جنود المماليك للمصريين وجورهم ونهبهم لممتلكات الأهالى. . ……….. ظهرت فى الأفق أزمة جديدة متكررة فى تلك الأثناء حين طالب الجنود برواتبهم المتأخرة، فوعدهم البرديسى بتدبير تلك الأموال خلال أيام، … وفى يوم الأربعاء 24 ذى القعدة 1218ه 6مارس 1804م، سرح كُتَّاب الفِردة والمهندسون ومع كل جماعة شخص من الأجناد، وطافوا بالأخطاط يكتبون قوائم الأملاك ويصقعون الأجر، فنزل بالناس ما لا يوصف من الكدر مع ما هم فيه من الغلاء ووقف الحال، وذلك خلاف ما قرروه على قرى الأرياف،فلما كان فى عصر ذلك اليوم نطق أفواه الناس بقولهم: الفِردة بطّالة، وباتوا على ذلك. .. وذهبوا نواحى باب الشعرية ودخلوا درب مصطفى، فضج الفقراء والعامة والطوائف , وخرجت النساء يصرخن وقد وصبغن أيديهن بالنيلة ويندبن وينعين ويقلن كلاما على الأمراء مثل: «إيش تأخذ من تفليسى يا برديسى»، وغير ذلك، وخرج الجميع ومعهم طبول وبيارق وبأيديهم دفوف يضربون عليها ، وأغلقوا الدكاكين وحضر الجمع إلى الجامع الأزهر … فلم يستجب البردبسى لخروج الشعب وثورته ضد الظلم والقهر والفساد، ووقف حيال مطالبه بكل عسف وجور وكما ذكر الجبرتى : «فإنه أظهر الغيظ وخرج من بيته مغضبا إلى جهة مصر القديمة، وهو يلعن أهل مصر !! ويقول: «لابد من تقرير الضرائب عليهم ثلاث سنوات، وسأفعل بهم وأفعل حيث لم يمتثلوا لأوامرنا». ……. انتشرت الثوره من القاهرة إلى رشيد ودمياط وسائر العواصم على الحكام المماليك … يقول الرافغعى : شرع محمد على فى كشف المماليك أمام الشعب وانضم إلى العلماء والمشايخ والشعب المصرى وهاجم الجنود المماليك بالقاهرة وقتل منهم 350 حنديا وفر من تبقى منهم إلى الصعيد مثل قائدهم البرديسى، وتعهد محمد على ببذل جهوده لرفع هذه الضريبة، فاغتنم تلك اللحظة …….. زالت دولة المماليك وانقضى حكمهم من البلاد ولم تقم لهم بعد ذلك قائمة، وفى اليوم التالى أبطلت الضريبة التى كانت سببا فى اشتعال نار الثورة .. …………. وحرام عليك يا برديسى ايش تاخد من تفليسى …