بقلم صالح خلفاوى يلاحظ مرتادي جادة المتنبي أن هناك تغيراً بدأ يطرأ على الشارع العتيد .. فبعد أن كان هذا الشارع متخصص بالمكتبات وبيع الكتب ومعظم مرتاديه من الادباء والكتاب والاكاديميين .. أخذ الان في التوسع وأنيطت له مهام أخرى غيرالكتب والمكتبات .. أنه الان عبارة ( بازار ) كبير يحوي أنشطة متنوعة لايمكن حصرها بسهولة .. فهو يعبر عن الفعاليات المجتمعية المتنوعة من الانشطة الاجتماعية والسياسية وكذلك المطالب الجماهيرية في تغطية مطالبها المشروعة .. أنه تعبير عن البوح لما يريده المرتادون.. هذا التوسع بالمقابل فرض هيمنة لبعض النشاطات على الاخرى لما له من تأثير بواسطة الحشود التي تحضر لتغير من ثوابته على اعتبار الاصل فيه النشاط الكتبي والادبي يضاف الى ذلك التغطية الاعلامية التي يحظى بها الشارع من الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى وهي اعطت زخماً محسوباً لمن يريد أن يعبر عما يريد .. الامر هنا يدعوا الى النظر للامر من زاوية مختلفة هو الان حاضنة فكرية للاحزاب السياسية وايضاً لتقرب المسؤولين من الشعب باعتبار أن من يأتي محسوب على الشريحة المثقفة .. وهذا بدوره يعطي بعداً في التشكل الانتمائي لهذه الممارسة .. ما يمكن ملاحظته هوأن الفعاليات القائمة الان لها مريديها ومحبيها مثل الطرب والشعر الشعبي لكن استثمار المناخ يجري على حساب الجو العام وبذلك يبدأ التخصص في التقلص على حساب المتحول عنه الذي صار يطغى على المألوف في الذاكرة الجمعية بارتباطه بالكتب والنشرات والقرطاسية المدرسية ليخرج الى فضاء أبعد وأوسع وبالتالي ايجاد تعابير مختلفة عن الاصل ما يحصل الان أن شارع المتنبي يخرج من عباءته المعتادة الى عباءة لها مقاييس واغراض اخرى اذا أن الخروج هنا تحول من الثقافة الى السياحة وهذه صنعة أخرى لها وجه مختلف لأن من يأتي سائحاً ليس كمن يأتي مثقفاً وهنا الحال يضطرب لذا نشاهد حصول العراك والاختلاف بل نجد المخمورين الذين يعبرون عن وجهة نظرهم بطرقهم الخاصة .. ما المطلوب اذاً والشارع أخذ بالتوسع نحو ساحة الميدان .. وحتما سنرى ذلك في وقت ليس ببعيد وتستثمر البيوت التراثية لاغراض مختلفة لكن من يوصي القادم أن هذه الصروح وجدت لاجل الثقافة لاالسياحة وشتان بينهما