بقلم د/ رانيا علام تجولنا فنيا بين عالم القصص وحكاوى الأجداد، بين حكايات شعبية مصرية الحقيقى منها والأسطورى داخل مجموعة من الأعمال الفنية التشكيلية للفنانة الدكتورة سالى الزينى .. فى معرض " أبيض..أسود.. ألوان" وكأنها مرآه تعكس الحياة الإجتماعية لموروثات مجتمعية شعبية بمعالجة تشكيلية تجريدية خطية إتسمت بالعفوية والبساطة وأقرب ما يكون لرسوم الأطفال.. والتى استخراجتها الفنانة من بين نصوص كتاب المواعظ والأعتبار في ذكر الخطط والآثار، والمكون من 14 مجلد للمقريزى، والذى كان معاصرا للدولة الفاطمية وسعى به ليؤرخ تاريخ مصر الإجتماعى الشعبى من حكايات وأساطيرموروثة عبر سنوات وسنوات. وبمفردات فنية ولونية متنوعة وتوليف بين خامات مختلفة متداخلة مع بعض بطريقة الكولاج ، وعناصر خطية بالقلم الرصاص والحبر .. تارة نراها موكدة باللون وتارة أخرى حرة عفوية ولكن ذات معاني ودلالات تعبيرية، بدأنا جولتنا الفنية بين أعمال الفنانة الدكتورة سالى بحكاية بائعات الهوى في شارع الشموع ، ومنها إلى مشهد الشدة المستنصرية في عهد المستنصر بالله وهى المجاعة التى اجتاحت البلاد وجف معها النيل وبدء الناس في أكل الحيوانات الضالة ومنها القطط بل وأكل بعضهم البعض، إلى المبالغة في الغنى الزائد والرفاهية والشهرة وحكاية قطر الندى وموكب هودج زفافها الأسطورى، إلى حكايات الرحلات النيلية في أعياد المصرين وجاءت المراكب النيلية على شكل مراجيح الأطفال الشعبية وما تعكسه من بسمه وفرحه عفوية صادقة التى بات الفنانة متأثرة بها بحكاوى جدتها التى كانت تسكن في حى شعبى بشبرا أثناء طفولتها المبكرة، ومنها إلى حكاية مستشفيات المجانين وحالة البؤس الشديد بها، وصورت الفنانة المريض أشبه بهيكل عظمى وقنبلة يريد رمى بها الأخرين لكى يشعروا بمدى الغضب الداخلى به وما هى في الحقيقة إلا ثمرة فاكهة بيده ، ثم تجولنا بين بكورة إنتاج فنى لنصوص كتاب آخر وهو للدكتور أشرف المهدى وهو عبارة عن مجموعة من المدونات أو خواطر سياسية حول أوضاع البلد ولكن بإسقاط إجتماعى ومنها الفطاطرى في الأعياد الشعبية المصرية، والذى تحول برؤية الفنانة إلى تنورة بزى شعبى على هيئة وردة كبيرة تشغل معظم مساحة العمل الفنى وبداخلها زخارف من ورد وفراشات وعصافير . الفنانة الدكتورة سالى الزينى خريجة كلية الفنون الجميلة 1997 والأولى على دفعتها ، شاركت في العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية حاصدة العديد من الجوائز ...