كتبت / جيهان السنباطى: فى دهاليز عقلنا الباطن تختبىء العديد من العسرات والكبوات , العديد من الإنكسارات والإحباطات , الآلاف من المحن والمصائب والمؤامرات والنوازل , ورغم إختلاف مسمياتها وأنواعها وأسبابها إلا أنهم جميعاً يتشابهون فيما يتركونه من علامات سوداء محفورة فى أعماقنا , نحاول بعفوية سترها وطمسها من كتاب حياتنا بإصطناع إبتسامات تملأؤها المرارة كلما لاحت تفاصيلها فى أذهاننا, ورغماً عنا وبدون إرادتنا وأثناء لحظات السكون تقتحم ذاكرتُنا ومضاتٌ من ذكريات الماضى لانستطيع إنكارها ولاإيقافها ولا التحكم فى وقتها , فهى كشريط سينمائى بدأ فى عرض ملحمةٌ تدور أحداثها حول المواجهة الشرسة بين إنسان برىء مخلوق من طين متجرداً من كل الأسلحة وبين مخلوق أسطورى يفوقه قوةٌ وذكاءٌ وعددا , وتتابع الأحداث وكأنك تراها لأول مرة , فتبكى على ضعفك وقلة حيلتك , وتسرع بإغلاق مقلتيك لتأسر بعض قطرات الدمع بين أهدابها وفى أعماقك بُركان ثائر , وجُرح غائر . مثلكم أنا ,, فأنا بشر ,, ولكننى ,, عزمتُ على ألا أكون أسيرةٌ للحظات الألم , ولا أستسلم للفشل والإنكسار , ونقشت على صفحات كتابى أننى أنثى لاتعرف طريق الإنكسار , وستتحدى كل العقبات لتبلغ مرادها , وتحقق أحلامها حتى ولو كان اقرب الناس اليها هم من يحاولون إرجاعها أميال الى الخلف , وسأكون ,, رغماً عن الحاقدين كما أريد وأحب , فلا يأس ,, لاإنكسار ,, لاتهاون ,, فقط أتمسك بإصرارى على النجاح وبلوغ هدفى فى الحياة مهما واجهتنى عقبات . ودائماً أبدأ يومى بإستنشاق عبير السماء مع بذوغ فجر يوم جديد , وأطهر العين والعقل بالنور , وأستدعى طاقاتى الإيجابية لتطفو على سطح مشاعرى وأحاسيسى , فأعيش صفاء يومى , وأوقع عقداً جديداً مع الأمل يتجدد مع إشراقة كل يوم جديد , وأتغاضى عن مكدرات اليوم السابق وأرسم إبتسامة تسعدنى وتسعد كل من يراها , وتجعلنى أرى جمال الكون وألوانه ... فهيا بنا نهزم اليأس ونزرع نبتة جديدة للأمل بداخلنا .