تكلل ختام معرض الفنانة والخزافة زينب الركابي،المقام في مدينة بابل، على مدى ثلاثة ايام بجلسة نقدية ادارها الفنان والاكاديمي عاصم عبد الامير بحضور ملفت لفناني المحافظة واستاذة كلية الفنون الجميلة فيها، رصدوا فيها تجربة الركابي واهم القراءات النقدية عليها. في بداية الجلسة التي اقيمت على قاعة الود للفنون، تحدث الفنان عاصم عبد الامير امام حشد من الجمهور، قائلا:" نرحب بشدة بتلك المبادرة التي اقدمت عليها دائرة الفنون التشكيلية، ومديرها الفنان والصديق شفيق المهدي، في نقل معارض العاصمة بغداد الى محافظاتالعراق، لتعم الفائدة واطلاع الجمهورعلى التجارب الجديدة للفنانين وزيادة مساحات الحوار بشأنها، خاصة وان محافظات الفرات الاوسط صعودا الى الجنوب تفتقر الى مثل هكذا مساحات من الجمال الذي تضفيه المعارض الفنية. واضاف:" لم اكن اعرف الفنانة زينب الركابي كفنانة تمارس فن الخزف، وتفاجئت بها اليوم فنانة قدمت تجربة مميزة ومؤثرة وعرفت كيف تشتغل بالبنية الاساسية لاعمالها ، وهذا جهد يحسب لصالحها. ثم استعرض عبد الامير المراحل التي مر بها فن الخزف منذ بداياته الاولى لما قبل فجر السلالات،وتشكلها قبيل انتاج الدولة في سومر ، هناك حيث ادركتهم الحاجة لاجل انتاج حاجات تؤمن الحصاد الوفير وكانت الحاجة لانتاج فن الفخار في اطواره الاولى الشهيرة، ثم تحدث الفنان سعد الشلاه قائلا:"هناك ميزة للمعرض وهو يحمل قراءة سيميائية للاعمال حيث ان الزميلة زينب اشتغلت على ثنائية كونية التي هي العمق والمظهر والجوهر وبالتالي قادتني للقبح والجمال، الفساد والنزاهة، المظلم والمضيئ الخير والشر، واتمنى على الركابي ان تتفق معي حول هذه القراءة خاصة بحكم كوني اصطدم بمتلقي متنوع بعضه صاحب ذائقة ومتلقي اخر لايمحل ذات الذائقة. واضاف:" وجدت في المعروضات قبحا واضحاً يثير التساؤلات وهي رؤية اظنها فلسفية، ووجدت بحركات الشفاه والانوف مااعتدنا على تسمتيه حديثا لغة الجسد ، اذ ان الوجه جزء من الجسد، والجسد اكثر تعبير من الكلام، وهو يتحرك بطريقة خاطئة، ووجدت في حركة الشفاه عدم الاكتراث الملحوظ في كل الاعمال. ثم تحدثت الفنانة زينب عن اهم ماارادت التعبير عنه في معروضاتها والرسالة التي قالت انها وصلت الجميع بدليل التفاعل مع العرض واستنتاج الكثير من القراءات. فيما كشف الحضور ان معرض الركابي يعبر عن طاقة نفسية يفصح عنها العنوان، كونها تريد ان تعكس لنا مايعتمل في الداخل ليس بالشكل التجريدي او التصور الغامض وانما عبر الوجه ومكوناته لتعبر عن تجارب ذاتية داخلية ومجتمعية في ان واحد، مثلا هذا التجزء للوجوه يشير الى تجزء الذات، بأعتبار ان الوجه احد اهم مداخل فهم النفس الداخلية هذا التجزء يعبر عن رؤية مجتمعية للكائن المهشم والذي يعبر عن تهشم داخلي اي ان الهوية مجزءة او ممزقة،وهو يحمل ايضا غنى داخلي وغنى واضح الدلالة، انا لااعتقد انها غير قادرة على انتاج قطعة متقنة بالجمال او المهارة، هي لديها مهارة في التحطيم والتهشيم لاجل تنبيه المشاهد لوجود خلل نفسي واجتماعي ونفسي. وفي ختام الجلسة اكد عاصم عبد الامير ان هذا المعرض لو اتيح له ان يعرض في دولة اوربية لكان قد نال التفاتة اكبر وحظي بأراء متنوعة ، كونه يحمل اراءا وقراءات كثيرة. وشكر كل العاملين على اقامته خاصة مدير قاعة الود للفنون الدكتور باسم العسماوي، وهو الذي يدير دفة الجمال برغم تجاهل المؤسسات الحكومية لكل الفعاليات المدنيةوالثقافية