p style=\"text-align: justify;\"هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة - مؤسسة كلمة.. تصدر الترجمة العربية لكتاب (أسجاع الكهان الجاهليين وأشعارهم - جمع وتحقيق ودراسة ياسين جمول) p style=\"text-align: justify;\" p style=\"text-align: justify;\"مجموعة النيل العربية موزع رئيسي معتمد p style=\"text-align: justify;\"ليست الكهانة وليدة العقلية العربية أو البيئة العربية وإنما هي ظاهرة قديمة عرفتها الأمم جميعها فمن العبث انكارها ثم إنها ثابتة في القرآن والحديث النبوي وما كان لله عز وجل ولا للنبي أن يخاطب العرب بشيء لا يعرفونه ومن جنس ذلك العبث جعل الكهان الجاهليين خرافات وأساطير فأقدم المصادر الدينية والتاريخية والأدبية ذكرت الكهانة وذكر الكهان كذلك في الشعر العربي من لدن الجاهلية كثير، فالكهانة أقرب ما تكون من مرحلة تاريخية في حياة أمتنا أيام لم يكن لها من تتحاكم إليه. p style=\"text-align: justify;\" p style=\"text-align: justify;\"ومما جاء في مقدمة كتاب أسجاع الكهان: p style=\"text-align: justify;\" ليس خافياً ما يجمع الأممَ – على تباعد أصقاعها، واختلاف ألوانها، وتباين ألسنتها – من عاداتٍ وظواهرَ اجتماعيةٍ ومعتقداتٍ عامةٍ، تصطبغ في كل أمةٍ بما يميزها من غيرها، ومن الظواهر العالمية الموغلة في القدم: (الكهانة)؛ التي تعني: الإخبار بالغيب، وقد عرفها العرب الجاهليون كما عرفها غيرهم من الشعوب في مختلف الحضارات القديمة، وتنوَّع نتاجها الأدبي بتنوُّع الأمم. p style=\"text-align: justify;\" ولعل أهم ما يميز الكهانة العربية من غيرها أنها لم تكن ديناً يُدان، ولم يكن لها معابد وهياكل فيها تُمارس، وهو ما أطلق الكهان العرب من أَسْرِ الفنّ الواحد في الإنتاج الأدبي؛ فالكهان العرب ليس كالكاهنة (بيثيا) اليونانية التي تقيم في معبد (دلفي) لا تبرحه، ولا يصدر عنها وعمّن معها إلا أشعارٌ يجتهد المؤوّلون في تأويلها، جاءت في التنبؤ والجواب عمّا تُسأل عنه ليس غير؛ بل كان من العرب الجاهليين الملكُ والفارسُ والحَكَمُ في الحياة، وكان منهم الخطيبُ والشاعرُ والحكيمُ في الأدب، فجاءنا عنهم ألوانٌ شتى من الإنتاج الأدبي؛ من الأسجاع والأشعار والأمثال والخُطَب والوصايا، وإنه لَيَحْزُن المرءَ كثيراً أن أكثر تلك الآثار طوته يدُ النسيان والضياع، فما انتهى إلينا إلّا نزرٌ يسيرٌ يُطمأنُّ إلى صحته، وإلى جانبه أضعافه مما هو ضعيف أو موضوع. p style=\"text-align: justify;\" كانت حظوة الشعر الجاهلي من الدراسات أكبر بكثير ممّا حظي به النثر، ومع قلة الدراسات عن النثر الجاهلي لانعدم دراسات عن الخطب والأمثال والرسائل والقصص، وما عُرف ب(سجع الكهان) أقلّ النثر حظاً من الدراسة، مع أنّه يرتبط بظاهرة الكهانة، التي كانت واسعة الانتشار بين عرب الجاهلية؛ ولذا رمى هذا البحث إلى جمع آثار الكهان الجاهليين الأدبيَّة وأخبارهم من شتى مصادر التراث؛ تاريخيِّها ودينيِّها وأدبيِّها، وإلى تحقيق هذه الآثار تحقيقاً علمياً؛ لتمييز الصحيح من المنحول والضعيف، ثم دراسة هذه الآثار والأخبار دراسةً تاريخيةً تجلِّي صورة الكهانة العربية بين كهانات الأمم الأخرى، ودراستها دراسةً تحليليةً تجلّي موضوعاتها والظواهر الفنية فيها، وحمل البحثُ عنوانَ: (أسجاع الكهان الجاهليين وأشعارهم: جمع وتحقيق ودراسة).