تحمل هاتان الكلمتان معنى مختلف بالنسبة لي إذا جئنا للدراما الرمضانية، التي يتحفنا بها العديد من الممثلين هذا العام. فكثير منهم عمل جاهداً على التواجد المستمر على مدى السنوات، بعمل درامي سواءً كان جيداً أو أقل منه لمجرد التواجد على الشاشه. فأصبحت رؤيتهم كل عام أمر محتوم لا خلاف عليه، وهذا هو التواجد الذي أتحدث عنه. بينما عمل أخرين على الأنفراد في أعمالهم من حيث التجديد وإختيار النص المناسب والشخصية التي تسكن الذهن بدون الشعور بالملل. في الدراما الرمضانيه لهذا العام لمعت أسماء كثيره في أعمال درامية، مست الواقع المصري بحرفيه. كمسلسل (سجن النسا) حيث أبدعت المخرجه كامله ذكري في رسم واقع جديد مؤلم. كما لمعت في تأدية شخصية غاليه الفنانه نيلي كريم، وفي شكل غير مسبوق للفنانه. نراها وقد غيرت جلدها تماماً لتظهر قدراتها الكامنة على الابداع الحقيقي، الذي لمس بدوره مشاعر الجمهور. بينما أبدعت الفنانه روبي في دور الصعيديه الشرقاوية، فأدهشتنا بإتقانها للغة بطريقة ملفتة، كما أن تجسيدها للشخصية كان موفق. كما ظهرت لأول مره أبداع الفنانة دنيا ماهر في دور المريضة السايكو التي يتسبب المجتمع في زرع الرعب بداخلها، مما يجعلها تقوم بقتل عائلتها، في اعتقاد منها بأنها بذلك تحميهم مما قد يفعله المجتمع بهم. وغيرهم من الفنانين كالفنانة درة والفنان أحمد داوود الذين أبدعوا في أدوارهم. المسلسل يمثل حالة صادمة، والتي تعكس بشكل خاص قاع المجتمع، وبشكل عام ما يحدث للنساء في مصر. فالمرأه لم تعد تحتاج إلى جدران لكي يتم سجنها، فلقد سجنها المجتمع من قبل حين نظر إليها باستغلال لمالها وجسدها وفكرها إن أعترف به. من المسلسلات التي حازت على إنتباه الكثيرين، كان مسلسل السبع وصايا. والتي كان تتر مقدمته كافٍ لأن يثير انتباهك، إلى مسلسل عمل كل القائمين عليه إلى العمل الجاد في تقمص الشخصيات بفن. ليبقى ذلك المسلسل خالداً في ذهن المشاهد، بما تميز به من حبكة ودراسة للشخصيات بشكل صحيح متبوعاً بسيناريو ممتاز. في هذا المسلسل ستكتشف نجوم تميزوا في العمل الدرامي لهذا العام، باتقانهم شخصيات قصة المسلسل. وعلى سبيل المثال لا الحصر الدور الذي جمع الفنان وليد فواز مع الفنانه هنا شيحم (إم إم وأحمد)، في علاقة حب جميله بدون مبالغة. كما ابدعت الفنانه رانيا يوسف برسم وجه البراءه في دور بوسي. وبعد وجبتين دسمتين كهاتين كما أسميهما، لزم البحث عن التحلية بعمل كوميدي خفيف يخرجنا من ذلك الواقع الصعب. وقد تميز في هذا مسلسل العمليه مسي، الذي أبدع في القيام بدور القرد مسي الفنان محمد ابو السعود. ويعتبر المسلسل أول بطوله للفنان، الذي بحث منذ البدايه عن الأنفراد بالأعمال الجديدة. والمسلسل يعتبر مسلسل عائلي جميل، فالمسلسل يتحدث عن قرد متحدث يعمل لدى المخابرات، ويمر بالعديد من الأحداث الكوميديه المتسلسله. كما استطاع الفنان أحمد مكي حجز مكانه للمرة الرابعة على التوالي، في كوميديا رمضان لهذا العام. من خلال مسلسل الكبير قوي، الذي أنفرد بتعدد شخصياته به في اطار كوميدي عائلي جميل. أستطاع من خلاله الحوز على مكان ثابت في البيت المصري، يؤهله للأنفراد بأجزاء اخرى أو عمل جديد. بالنسبه للأنفراد ايضاً، هناك من ظهرت موهبتهم في بعض الأعمال بشكل ملاحظ يثير الأعجاب. كالفنان حمزة العيلي الذي تألق في دور (مسكر) في مسلسل أبن الحلال. حيث استطاع الفنان تجسيد شخصية شخص متسول ذو إعاقة، بشكل يثير الإعجاب و ينبئ عن فنان ذو امكانيات عالية جداً. وأيضاً أبهرنا الفنان عمرو مصطفي متولي في دور (طاعون)، الذي خرج به من عباءة الفتى الشاب عادي الأدوار. إلى فنان أتقن دوره بشكل محترف، مرتدياً عباءه جديدة متقناً معها دوره من حيث اللكنه وطريقه القاء الحوار وتفصيل الشخصية بطريقة جعلته مبدعاً فيها. كل هذا يجعلنا نجزم بأن الإنفراد هذا العام للكثير من الفنانيين كان له عامل كبير في جذب إنتباه المشاهد للمسلسلات. التي حازت على أعجابه، وهذا أن دل دل على عدم تقبل المشاهد لكل ما يرى، وارتفاع نسبة المشاهدة لأعمال كهذه يدل على الذوق العام للمشاهد الواعي. وأيضاً أن الأعمال ذات البطولة الجماعيه، كان لها نصيب الأسد من نسبة المشاهدة العالية.