قال تعالى فى كتابه العزيز : بسم الله الرحمن الرحيم : " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب ، هذا حلال وهذا حرام ، لتفتروا على الله الكذب . . . . . . " صدق الله العظيم . و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الحلال بَينْ والحرام بَينْ ، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمهن كثير من الناس . . . . . . . . . . . " صدق رسول الله . هذه الآية القرآنية الكريمة ، وهذا الحديث النبوى الشريف . يعالجان ظاهرة خطيرة ، إنتشرت بين المسلمين فى الآونة الأخيرة ، حتى صارت تهدد المجتمع الإسلامى كله بالفساد والفناء . فما أصعب أن يجد المسلمون أنفسهم ، أمام أحكام شرعية متناقضة ، للقول الواحد والفعل الواحد . . ليصفه البعضُ بالحلال عند الله ورسوله ، وينعته البعض الآخر بالحرام فى شرع الله وسنة رسوله . . فيأتى هؤلاء ببرهان ودليل ، ويأتى أولئك بحجة ودليل ، ويقع الصراع بين المتقولين ، ليطول النزاع و يحدث الشقاق ، ويضيع الصواب بين هذا وذاك . و فى يقينى . . أن تلك الظاهرة الخطيرة ، إنما تعود فى المقام الأول ، إلى غياب دور المؤسسات والهيئات الدينية ذات الثقل الكبير ، عن القيام بالدور المنوط بها ، من توعية للناس وتوجيه وإرشاد . و يأتى على رأس تلك الكيانات الدينية الكبيرة ، الأزهر الشريف ، بتاريخه الإسلامى العريق ، ودوره البارز الأكيد . . ويليه فى الترتيب ، مجمع البحوث الإسلامية ، المنوط به التعرض لكل الأمور التى تمس الإسلام والمسلمين ، فى حياتهم اليومية ، من قريب أو بعيد . و لا يمكن أن نتناسى – فى هذا المقام – الدور السلبى الخطير ، الذى تؤديه قنوات الإعلام الفضائية ، من إفساح المجال ، أمام أنصاف المؤهلين شرعياً ، للتصدى لكافة أمور المسلمين ، بشكل سافر ومقيت . . دونما أن تحرك الأنظمة العربية الإسلامية الحاكمة ساكناً ، من أجل محاربة هذا المد المتنامى ، من الجهلاء فى أمور الشرع والدين ، ليفسحوا المجال أمام ترسيخ خاطئ لمفاهيم شرعية خاطئة ، فى أذهان وعقول عامة المسلمين . و إلى الجميع أقول . . حكاماً ومحكومين . . إتقوا الله . . فى شرع الله . إتقوا النار . . و لاتفتروا بالكذب على الله ورسوله . لا ينطقن أحدكم بكلمة فتوى فى شرع الله . . إلا عن علم ويقين . كونوا داعمين للإسلام بوعى وعلم وفهم ، لا بجهل و إفتراء . شرع الله واضح ومبين . . و كلمة الله ورسوله . . فوق الجميع . . و التزموا قول الله تعالى فى كتابه العزيز : بسم الله الرحمن الرحيم : " وجعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ، ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون " صدق الله العظيم . اللهم . . قد بلغتْ . اللهم . . فاشهدْ ! !