كتبت .. علياء الدسوقى بواسطة الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق (1891 – 1964) استيفان روستي ممثل مصري من مشاهير نجوم سينما الأبيض والأسود المصرية تخصص في أدوار الشرير الظريف بطريقة فريدة أحبها الجمهور وما زال يعشقها حتى الآن لم يكن مجرد حالة فنية عبقرية يندر تكرارها على الصعيد الفني بل كان حالة إنسانية مبهرة توضح ما كنت عليه مصر في القرن الماضي وحتى منتصفة رجل أوربي الأصل يعد جزء لا يتجزأ من الثقافة المصرية التي عجنته الإسكندرية مصريا أكثر ممن يعيشون بمصر رحل روستي ومازلنا نتذكره وجها حاضرا وتاريخا فنيا لا ينسى رحل وهو لا يملك سوى سبعة جنيهات رغم أدائه أدوار البشوات ولكنه ترك رصيدا طاغيا من المحبة والإيفهات والأفلام المستمرة على مر العصور. «الكونت دي روستي» الذي أشاع الابتسامة على مدى سنوات عديدة وجمع بين أدوار الشر وأدوار الكوميديا، فكان يقدم اللونين معاً، ويمزح ما بين الشر والكوميديا فاستحق لقب «الكوميديان الشرير». ولد استيفان روستي في 16 نوفمبر 1891 في حي شبرا بالقاهرة، وكان والده بارون نمساوي من أسرة أرستقراطية عريقة وتقابل مع أمه الإيطالية في روما وتزوجها وحضرا معاً لزيارة مصر وأعجب بالإقامة فيها واشترى منزلاً في شبرا، لكنه غادر إلى بلاده بعد شهور قليلة وهناك وقع خلاف حاد بينه وبين عائلته التي اعترضت على زواجه من خارج العائلة حسب تقاليدهم، وإرضاء لأسرته رجع لزوجته السابقة ولم يعد إلى القاهرة مطلقاً، وفي تلك الأثناء ولد ستيفان، وتوفي والده من دون أن يراه، واكتسب جنسيته المصرية بحكم مولده، والتحق بالمدرسة الخديوية وتخرج فيها لكنه لم يكمل تعليمه بسبب الظروف المادية الصعبة، فاضطر للعمل موظفاً بمصلحة البريد التي فصل منها بعد أسبوع واحد فقط. وشارك بالتمثيل في نحو 120 فيلماً قدم فيها أداءً تمثيلياً فريداً ومنها "نشيد الأمل" أمام أم كلثوم، و"المجد" أمام يوسف وهبي الذي تعاون معه في أفلام "ليلة ممطرة" و"الطريق المستقيم" و"شادية الوادي"، و"سلامة" أمام أم كلثوم ويحيى شاهين. تزوج ستيفان روستي مرة واحدة فقط في حياته عام 1936 من الفتاة الإيطالية "ماريانا"، ورزق منها بطفلين توفي الأول بعد ولادته بأسابيع، وتوفي الثاني وعمره ثلاث سنوات، وتركت وفاة طفليه في داخله جرحاً كبيراً، خصوصاً أنه كان يعشق الأطفال، أما زوجته فتعرضت لحالات انهيار متكررة وظلت على هذه الحالة لعدة سنوات ينقلها من مصحة إلى أخرى. وفاته ورحيله . فقد كان استيفان روستي موسوساً جداً في كل ما يخص صحته وكان أصدقاؤه والمقربون منه يحكون عنه أنه كان هكذا وكيف كان مواظباً على رياضة المشي يومياً حتى يحافظ على صحته، ولا يثق في علاج الأطباء وكان يعالج نفسه بنفسه بالأعشاب والوصفات الطبية «البلدية» التي كان كثيراً مع يصفها لأصدقائه اذا شكا أي منهم بأي مرض عارض، لذلك ظل هذا الفنان الكبير محتفظاً بحيويته ورشاقته حتى بعد أن تقدم به العمر. وفي أحد ليالي شهر مايو عام 1964 كان جالساً في مقهى سفنكس بوسط القاهرة يمارس لعب «الطاولة» مع أصدقائه وكان ذلك أثناء توقف عروض مسرح اسماعيل ياسين الذي كان أحد أعضاء فرقته وكان هذا التوقف ما بين عرض مسرحية وأخرى، في هذه الليلة التي شاهد فيها العرض الأول لفيلمه «آخر شقاوة» مع محمد عوض وحسن يوسف، وأثناء جلسته مع أصدقائه على المقهى أحس بآلام مفاجئة في قلبه وعلى الفور نقله أصدقاؤه الى المستشفى اليوناني وعندما فحصه الأطباء هناك وجدوا انسداداً في شرايين القلب وأن النهاية قد اقتربت ونصحوا أصدقاءه بنقله الى منزله القريب من المقهى بوسط القاهرة ولم تمض سوى ساعة واحدة بعد نقله الى منزله حتى فارق الفنان الكبير الحياة حيث توقف القلب تماماً وتوقفت معه رحلة وتاريخ حافل من الفن والابداع ومن الكوميديا وخفة الظل ومن الخبرة والريادة، توقف قلب فنان كبير لم يجر في شرايينه دماء مصرية ولا عربية لكنه عاش ومات يعتبر نفسه مصرياً وعربياً بالنشأة والميلاد والاقامة ولغته العربية التي كان يتحدثها مثل أي مصري وعربي، رغم أنه كان يجيد ثلاث لغات أخرى غيرها «الفرنسية والانجليزية والايطالية». مات استيفان روستي في نهاية شهر مايو سنة 1964 عن عمر يقترب من ال 73 عاماً ومن العجيب أنه عند وفاته لم يكن في بيته ما يكمل عشرة جنيهات مصرية وشيك بمبلغ 150 جنيهاً يمثل الدفعة الأخيرة من آخر أفلامه «حكاية نص الليل» وبعد أسبوع واحد من رحيله أصيبت زوجته التي تعاني اضطرابات النفسية بالجنون وتحملت نقابة الممثلين نفقات سفرها الى عائلتها في نابولي بايطاليا فلم يعد لها من يرعاها في مصر بعد رحيل الزوج الوفي المخلص. وهذه الصوره للفنان الراحل وزوجته قبل وفاته...